غياب الرئيس وضعف جدول الأعمال وانسحاب بعض المنتخبين العنوان البارز لدورة يونيو منذ أكثر من خمسة أشهر لم يجتمع أعضاء المكتب المسير لمقاطعة الفداء درب السلطان، الذي يتشكل من منتخبين عن أحزاب: التقدم والاشتراكية، الحركة الشعبية والعدالة والتنمية، واتهامات للرئيس سعيد حسبان عن الحركة الشعبية بالتسيير الإنفرادي، يقابله اتهام لمنتخبي العدالة والتنمية بعرقلة التسيير الجيد للمقاطعة، جدول أعمال فارغ، غياب الرئيس عن الدورة، انسحاب منتخبين من الدورة بعد افتتاح أشغالها، صور أضحت العنوان الرئيسي والبارز لمقاطعة الفداء مرس السلطان. ودائما على إيقاع المواجهة المفتوحة التي انطلقت شرارتها بالتلميحات والغمز واللمز، افتتحت أشغال الدورة العادية لشهر يونيو لمجلس مقاطعة الفداء التي انعقدت صباح أول أمس بمقر المقاطعة، وبجدول أعمال يضم نقطتين فقط، اعتبرهما مستشار جماعي أنها ليست بالمهمة، فيما اقترح النائب الثاني للرئيس فتح الدورة 15 يوما، وأما مستشار آخر فقد فضل السكوت، معتبرا أن الوضع بالمقاطعة يزيد تأزما وتفاقما. وقد عرقت أشغال هذه الدورة، عدة مداخلات، والتي كانت في مجملها عبارة عن تداول ومناقشة العديد من القضايا، مثل الجانب الأمني، الجانب الصحي، سوق الخشب، ملعب الفداء، الأزبال، ليدك، المباني الآيلة للسقوط، انتشار الأمراض. كما كشفت الدورة، وبوضوح، منذ انطلاق أشغالها عن انعدام الصلة والتنسيق والتواصل بين مكونات مختلف الانتماءات الحزبية مع ممثليهم داخل المكتب وباقي أعضاء الأجهزة المساعدة. وفي هذا الإطار، قال ممثل عن حزب التقدم والاشتراكية عبد الله وافدي، والذي يعتبر عضوا داخل المكتب المسيير، في تصريح لبيان اليوم أن «هناك بعض المنتخبين يحاولون عرقلة عقد اجتماعات المكتب المسيير» والذي لم يعقد طيلة خمسة أشهر ماضية، كما أضاف أن «بعض المستشارين الجماعيين ليس لديهم خبرة في هذا المجال، و ليس لديهم إلمام بأبجديات المهنة» مشيرا في نفس الإطار إلى «ضرورة خلق مدرسة خاصة بتكوين المستشارين الجماعيين». وفي سياق آخر، قال مستشار جماعي بالمقاطعة لبيان اليوم «من خلال تدخلات المنتخبين يتضح أن الدورة غير موفقة، باعتبار أن مجلس المقاطعة يشهد ارتباكا واضحا، نظرا لغياب التجانس بين أعضاء المكتب المسيير» فيما اعتبر مستشار آخر، خلال حديثه لبيان اليوم أن «جدول الأعمال فارغ، واتهم الرئيس بالتسيير الانفرادي للمقاطعة» مضيفا «أن العمل داخل المقاطعة في حاجة إلى الابتعاد عن الانتماءات الحزبية، بالإضافة إلى تفادي السقوط في الحسابات السياسية من أجل المصلحة العليا للساكنة». بينما أرجع مستشار ثالث، سبب انسحابه من أشغال الدورة إلى كون النقطتين المدرجتين في جدول الأعمال غير مهمتين، بالإضافة إلى غياب الرئيس. كما اعتبر أن هذه الدورة فاشلة بكل المقاييس. واستعرض مندوب وزارة الشبيبة والرياضة، بعض المشاريع والمرافق الرياضية التي أنجزتها الوزارة بتراب المقاطعة، وهي النقطة التي كانت مدرجة في جدول أعمال هذه الدورة. ودعا بعض المستشارين خلال هذه الدورة التي شهدت غياب الرئيس، على ضرورة احترام القانون الداخلي، والميثاق الجماعي، والابتعاد عن الحسابات السياسية الضيقة خدمة للمقاطعة وانتظارات سكانها.