بحلول الخميس المقبل، تكون الأحزاب السياسية بالبيضاء ومنتخبوها على موعد مع جلسات انتخاب رؤساء المقاطعات وتشكيل مكاتبها، بعد «هدنة مؤقتة» تلت معركة انتخاب مكتب مجلس المدينة. ويدخل حزب الاستقلال، الذي يقود التجربة الحكومية، هذه «المعركة» للحفاظ على المقاطعات الخمس التي ترأسها خلال التجربة السابقة وسط تحالفات هشة، منها مقاطعتان يرأسهما وزيران في الحكومة الحالية هما كريم غلاب بمقاطعة اسباتة وياسمينة بادو بمقاطعة آنفا، فيما يرأس أحمد القادري، قيدوم الاستقلاليين بالبيضاء مقاطعة المعاريف وبوشتى الجامعي مقاطعة الحي الحسني وعبد الإله الصفدي مقاطعة الفداء. وفور الإعلان عن نتائج الانتخابات ليوم 12 يونيو الجاري، دخل كريم غلاب، وزير النقل والتجهيز ورئيس مقاطعة اسباتة المنتهية ولايته مفاوضات ماراطونية مع المنتخبين الفائزين لتجديد انتخابه على رأس المقاطعة، لكن مشاكل داخلية وسط الفريق الاستقلالي على مستوى المنطقة تضعف حظوظه للفوز برئاسة المقاطعة. وتوصلت «المساء» بنسخة من استقالة، حررها، بتاريخ 23 يونيو الجاري، حسن كعايش، وصيف اللائحة العادية لحزب الاستقلال بمقاطعة اسباتة، وجاء في موضوع «طلب الاستقالة» الموجهة إلى رئيس الدائرة 17 باسباتة بسيدي عثمان:«أشهد على نفسي وأنا في كامل قواي العقلية وعن محض إرادتي أني سأقدم استقالتي من مجلس مقاطعة اسباتة، وذلك لظروف شخصية خارجة عن إرادتي» يقول حسن كعايش. وفي اتصال هاتفي ل«المساء»، أكد كعايش تحريره لنص الاستقالة، لكنه نفى تقديمها للسلطات المحلية، وقال كعايش إنه مازال يحتفظ بنص الاستقالة رافضا الإفصاح عن الأسباب التي جعلته يقدم على تحرير نص الاستقالة، كما رفض الإدلاء بأي توضيحات في الموضوع، مؤكدا أن هناك أشياء كثيرة يمكن قولها يحتفظ بها لنفسه. فيما تشير مصادر محلية إلى أن وصيف لائحة حزب الاستقلال تعرض لضغوطات كثيرة بعد أن اشتد «الخناق» عليه بعدما تضاءلت حظوظ حزبه في الفوز برئاسة المقاطعة. ومن المرجح أن تؤول الرئاسة إلى التحالف الذي يضم 11 عضوا ويتكون من العدالة والتنمية ب4 مقاعد والاتحاد الدستوري ب3 مقاعد و جبهة القوى الديمقراطية ب3 مقاعد ومقعد للحزب العمالي. وبمقاطعة آنفا أعادت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة ورئيسة المقاطعة المنتهية ولايتها، ترتيب تحالفاتها السابقة عقب انتخاب مكتب مجلس المدينة، فبعدما شكلت الوزيرة تحالفا ضم أحزاب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة، انسحب الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة من التحالف عقب تشكيل مكتب مجلس المدينة، بعدما أصبح علي بن جلون، عن الحركة الشعبية، يطمح إلى رئاسة المقاطعة. ويتشكل التحالف الجديد (10مقاعد) الذي من المنتظر أن يقود ياسمينة بادو إلى رئاسة المقاطعة من كل من حزب الاستقلال ب6 مقاعد والتجمع الوطني للأحرار ب3 مقاعد والاتحاد الاشتراكي بمقعد واحد، فيما يتشكل التحالف الثاني من الحركة الشعبية (4 مقاعد) والأصالة والمعاصرة (مقعدان). على مستوى مقاطعة المعاريف، يرى أحمد القادري، الرئيس الحالي المنتهية ولايته، في اتصال هاتفي ل«المساء» أن أقرب التحالفات مع حزبه لتدبير شؤون المقاطعة هو التحالف الذي يضم أحزاب الكتلة والتحالف الحكومي، واعتبر القادري أن التجربة السابقة بمقاطعة المعاريف والتي قادها كل من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار، لم تعرف أية مشاكل على مستوى التسيير وكانت لدى الأعضاء رؤية شاملة وموحدة، ومنه فإن هذا التحالف يجب تزكيته مجددا لتدبير شؤون المقاطعة. ويدخل القادري السباق نحو رئاسة المقاطعة في مواجهة محتملة مع حزب العدالة والتنمية الذي يطمح هذه المرة للفوز بتسيير المقاطعة ومقاطعات أخرى بالبيضاء. ويبقى بوشتى الجامعي، رئيس مقاطعة الحي الحسني الأوفر حظا للفوز برئاسة المقاطعة، ويدخل الجامعي دائرة التنافس والدفاع عن حظوظه مع كل من حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية. وأشارت مصادر محلية إلى أن الجامعي يدخل سباق الفوز برئاسة المقاطعة بدعم من أصوات بعض منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يرفض أعضاؤه التحالف مع حزب العدالة والتنمية المحتل للرتبة الأولى على مستوى المقاطعة، وحسب مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية فإن الأيام القليلة القادمة يمكن أن تحمل العديد من المفاجآت، ويمكن أن ترجح أصوات كل من الاتحاد الدستوري (5 مقاعد) والتجمع الوطني للأحرار (3 مقاعد) والحركة الشعبية (3 مقاعد) كفة أحد الفريقين المتنافسين. وفي دائرة الفداء تظل حظوظ عبد الإله الصفدي، الرئيس الحالي للمقاطعة ضئيلة لإعادة انتخابه على رأسها، ويبدو أن الصفدي قد تضرر كثيرا من انسحاب حزب الاستقلال من التحالف الذي شكل على مستوى المقاطعة، ويبقى سعيد حسبان، وكيل لائحة الحركة الشعبية بالفداء، ورئيس مجلس العمالة، الأقرب حظا لرئاسة المقاطعة وتشكيل مكتبها. وأشارت مصادر محلية إلى أن حسبان يدخل دائرة التنافس على رئاسة المقاطعة، مدعوما بأصوات حزب العدالة والتنمية ب10 مقاعد وحزب الحركة الشعبية الذي ترأس لائحته ب11 مقعدا بعدما التحق بها 3 منتخبين مباشرة بعد إعلان النتائج.