في خطوة مفاجئة فسرت من قبل المراقبين بأنها خطوة أولى في مسلسل إزاحة حزب العدالة والتنمية، أعلن مساء أول أمس الاثنين عن توسيع التحالف المسير لمقاطعة الفداء بانضمام كل من التجمع الوطني للأحرار و حزب الاستقلال و الأصالة والمعاصرة و الاتحاد الدستوري إلى التحالف الذي كان يضم في السابق الحركة الشعبية و العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية. و قال سعيد حسبان، رئيس مقاطعة الفداء في اتصال مع «المساء» صباح أمس الثلاثاء، إن الإعلان عن توسيع التحالف، خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس الاثنين بالدارالبيضاء، بانضمام أربعة أحزاب إليه، يهدف بالأساس إلى إشراك الجميع في التسيير لمواجهة ما أسماه «التحديات التنموية الكبرى» المطروحة على مجلس المقاطعة و ل «الإجابة عن انتظارات ساكنة الفداء درب السلطان»، مذكرا في هذا الصدد بأنه انتخب على رأس مقاطعة الفداء قبل حوالي سنة، بإجماع أعضاء المجلس البالغ عددهم 32 مستشارا، إلا أن المكتب المسير الحالي لم يصوت عليه إلا 22 مستشارا. ويرى متتبعون للشأن المحلي بالدارالبيضاء أن الإعلان عن هذا التحالف الجديد داخل مقاطعة الفداء هو مقدمة لإحداث تغيير جذري على مستوى التحالف، الذي سير المقاطعة إلى حدود الاثنين الماضي. وهذا التغيير يستهدف بالأساس إزاحة حزب العدالة والتنمية من التسيير. كما قد يكون أيضا مقدمة لفك الارتباط مع العدالة والتنمية في بعض المقاطعات الأخرى، التي يساهم هذا الحزب في تسييرها مثلما وقع في مقاطعة عين الشق، التي تم فيها سحب التفويضات من مستشاري العدالة والتنمية. و لا يستبعد أن تكون لهذا الحراك السياسي على مستوى المقاطعات تبعات على مستوى مجلس مدينة الدارالبيضاء نفسه. وكان رئيس مقاطعة الفداء قد أكد على أن رغبته هي إشراك الجميع في التسيير بدون إقصاء أي طرف سياسي، وعلى أن توسيع التحالف لا يستهدف حزب العدالة والتنمية، إلا أنه أوضح بالمقابل أن تجربة سنة من التدبير الجماعي بالمقاطعة كشف عن وجود «اختلافات ليس في الجوهر وإنما في الشكل». وأوضح على سبيل المثال الاختلاف داخل التحالف الحالي حول التعاطي مع الموظفين، إذ أن المشرع والقانون الجماعي يشيران صراحة إلى أن تدبير الموظفين من اختصاص رئيس المقاطعة و الكتابة العامة، إلا أن «بعض الفرقاء لا يميزون بين التفويضات التي منحت لهم و التدبير. وهذه نقطة فقط من بين خلافات عديدة»، حسب ما ورد في تصريح سعيد حسبان الذي أضاف قائلا إن «هناك قوانين يجب احترامها والالتزام بها». وقد حضر هذه الندوة الصحفية، إلى جانب رئيس المقاطعة سعيد حسبان، كل من عزيز لمرابط عن التجمع الوطني للأحرار، و التاديلي الصديقي عن حزب التقدم والاشتراكية، والمنتصر الإدريسي عن حزب الاستقلال، و عصام الزهراوي عن حزب الاتحاد الدستوري. فيما أكد البرلماني عبد الإله الصفدي، من حزب الأصالة و المعاصرة، مساندته للتحالف الجديد، من خلال اتصال هاتفي أجراه من قبة البرلمان حيث كان يتابع تقديم الوزير الأول عباس الفاسي حصيلة عمل حكومته. و سيفرض هذا التغيير المفاجئ في تحالف مقاطعة الفداء إعادة هيكلة المكتب المسير عبر توزيع جديد للمهام بين القوى السياسية المشكلة للتحالف في تركيبته الجديدة. وسيتم هذا التوزيع الجديد من خلال اجتماع كافة القوى السياسية لمناقشة الأمر، وفي حالة عدم التوصل إلى حل في هذا الصدد، سيتم اللجوء على عقد دورة استثنائية للمجلس. ومن جهته، وصف أدناس إبراهيم، نائب رئيس مقاطعة الفداء، وبرلماني حزب العدالة والتنمية عن المنطقة بمجلس النواب، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الثلاثاء، ما وقع يوم الاثنين الماضي بأنه «انقلاب على التحالف و على الديمقراطية» على اعتبار أن الانتخابات الجماعية بوأت حزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى على مستوى المقاطعة، فيما احتل حزب الحركة الشعبية المرتبة الثانية. وقال إن «ما وقع هو انقلاب على ميثاق الشرف الموقع بين العدالة والتنمية والحركة الشعبية». وحمل مستشار العدالة والتنمية الحاصل على تفويض في الرخص بالمقاطعة، مسؤولية الشلل الذي عرفه مجلس المقاطعة إلى الرئيس نفسه الذي «ينفرد بالقرارات وبالرأي»، والذي رفض لمدة أربعة أشهر عقد دورات المجلس الذي من المفترض أن ينعقد قانونيا مرة في الشهر. وقال أدناس إن حزب العدالة والتنمية بمقاطعة الفداء «محاصر»، لأن «هناك أيادي خفية تتجلى في جزء من السلطة لا تريد للحزب أن يعمل و يتواصل مع المواطنين». وأضاف المسؤول الجماعي أن سعيد حسبان ينفذ «إملاءات جهات خفية هاجسها استحقاقات 2012». وقال: «سننتظر عقد دورة استثنائية وخلالها سنلعن عن الإجراءات التي سنتخذها. لن نسكت، وسنفضح الأيادي الخفية التي تورط هذه الدمى»، وأضاف قائلا إن حزب العدالة والتنمية معتاد على مثل هذه الضربات، و ختم بالقول إن «الضربة التي لا تقتلنا تقوينا».