قرار شجاع من إيريك غيريتس أن ينهي خلافاته مع عادل تاعرابت، ويقوم بالإبقاء على النجم المغربي في اللائحة النهائية للمنتخب الوطني في المواجهة المرتقبة في التاسع من أكتوبر المقبل أمام منتخب تنزانيا. ولن نستغرب إذا تواجد تاعرابت ضمن التشكيلة النهائية ليلة المقابلة، فيبدو أن البلجيكي تخلى عن كبريائه لصالح المنتخب وقرر ضم اللاعب إلى كتيبة الأسود. والأكيد أنه اقتنع بالقيمة التي يمكن أن تمنحها عودة تاعرابت إلى المجموعة، إذ أن هذا الأخير -وكما جاء على لسان غيريتس- يتمتع بروح مرحة تساعد في خلق أجواء إيجابية، ولن ننسى أن تاعرابت في الوقت الحالي أفضل لاعب مغربي محترف بالخارج في الجانب الفني.. فهو لاعب خط وسط مهاري يجيد صناعة الفارق واللعب في المساحات الضيقة، والأكثر من ذلك أن تاعرابت يستطيع تقمص دور الهداف في حالة عجز خط الهجوم عن تسجيل الأهداف. أما عن الثلاثي المكون من مصطفى الكبير ورشيد بوربيعة وأسامة الغريب، فإن سقوطها من القائمة النهائية كان الأمر متوقعا لأن غيريتس بخبرته التدريبية لن يغامر باستدعاء لاعبين جدد يلزمهم الوقت للتأقلم مع المجموعة، خصوصا إذا تعلق الأمر بمباراة ستحدد مصير المنتخب في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا بغينيا الاستوائية والغابون 2012. ومن تم لا يمكن اعتبار خروج الثلاثي من اللائحة خروجا نهائيا، إذ أن الأبواب ستكون مفتوحة لهم في اختبارات قادمة للظهور بقميص المنتخب. أما عن استبعاد الكبير من قائمة غيريتس، فإن ذلك لا يرجع للإصابة التي تعرض لها مؤخرا رفقة كالياري بإحدى مباريات الدوري الإيطالي، والفرصة متاحة أمامه للدخول من جديد في مخططات غيريتس إن استمر في نفس التألق ب (Serie A)، مع العلم أن اللاعب أعرب عن اعتزازه بمغربيته ورغبته في اللعب للأسود، ويبدو أننا قد نشاهد في الأيام المقبلة أسد مغربيا جديدا يجول بملاعب الكالتشيو الإيطالية، هذا في وقت بدأت مظاهر الشيخوخة تظهر واضحة على بعض العناصر في خط الوسط والهجوم المغربي. ثلاث نقاط يمكن أن تناقش مع غيريتس. الأولى: استدعاؤه لمهاجم أجاكس أمستردام منير الحمداوي الذي لم يخض منذ مدة طويلة أي مباراة رسمية مع فريقه، بعد توثر الأجواء مع المدرب فرانك ديبور. وبالتالي فمن الغريب أن يقوم غيريتس باستدعاء لاعب يفتقد تنافسية اللقاءات بين قدميه ويتدرب مع الفريق الرديف في أحسن الأحوال، وهي حالة مشابهة لزميله في الفريق إسماعيل العيساتي الذي استبعد من القائمة قي قرار صائب من البلجيكي، وكان أولى به أن يتخذ نفس القرار مع الحمداوي الذي لن يشارك على أية حال كأساسي بتواجد الثلاثي (الشماخ، حجي، العربي)، دون أن ننسى أن نبيل درار المتألق بالدوري البلجيكي و(Euro-ligue) كان واحدا من الخيارات المتاحة لغيريتس في الهجوم. النقطة الثانية: تتشابه نوعا ما مع حالة الحمداوي، ولكنها في خط الدفاع، وبالضبط مع مدافع مونبولييه الفرنسي عبد الحميد الكوثري، فقلب الدفاع لا يظهر باستمرار كلاعب رسمي وفقد أيضا شيئا من أناقته الدفاعية، في وقت ما زال القنطاري لم يتعاف بعد من إصابته، مع إمكانية أخرى تتجلى في الدفع بالعليوي في قلب الدفاع. إذن فالمهدي بنعطية سيتحمل مسؤولية كبيرة في الذود عن مرمى نادر المياغري، وسيحاول خلق انسجام بين المدافعين خاصة وأن ملامح القيادة بدأت تظهر على مدافع أودينيزي الإيطالي. النقطة الثالثة: تتعلق بالجهة اليمنى، فالبلجيكي استدعى ثلاثة لاعبين في الرواق الأيمن (بصير، السليماني، الخاليقي)، حيث يلاحظ أن مستوى بصير تراجع بشكل ملحوظ ولم يعد مؤهلا للتكفل بمهمة الظهير الأيمن، فيما يبقى خيار السليماني مستبعدا وينطوي على كثير من المخاطرة، وهو العائد للتو من إصابة أبعدته عن العديد من المباريات، إلا إذا كان طبيب المنتخب جاهزا لتقديم حقن للظهير الرجاوي تساعده على الظهور في مقابلة تنزانيا. إذن سيكون الخيار الأمثل بالنسبة لغيريتس إشراك أيوب الخاليقي الذي يتمتع بنفسية عالية بفضل النتائج الإيجابية التي يحققها مع الوداد محليا وقاريا، وبشهادة الجميع فإن اللاعب الودادي من بين الأفضل إن لم يكن أفضل ظهير أيمن في البطولة الوطنية. على كل حال. فبعد الكشف عن اللائحتين الأولية والنهائية، فإنه من الصعب التكهن بخيارات غيريتس في مباراة المنتخب أمام نظيره التنزاني، إذ يمكنه إجراء تعديلات على التشكيلة الأساسية. لكن الشيء المهم لمسؤولي الكرة ببلادنا والجمهور المغربي أن تصب قرارات غيريتس في صالح الفريق، وتمنح المنتخب بطاقة العبور إلى نهائيات الكأس الإفريقية، وتعيد ثقة مفقودة للمغاربة في المنتخب الوطني، وفي قدرته على محو المآسي التي خلفتها مشاركات الأسود في النسخ الثلاثة السابقة.