الخبر: قرر الاتحاد البرتغالي لكرة القدم الأربعاء الماضي حرمان مدافعه الدولي ومدافع ريال مدريد الإسباني ريكاردو كارفاليو من المشاركة رفقة المنتخب البرتغالي لسنة كاملة. السبب: رحيل كارفاليو عن الفندق الذي يقيم فيه المنتخب البرتغالي دون علم أي مسؤول قبل المباراة التي خاضتها البرتغال أمام قبرص في نيقوسيا ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أوروبا 2012. إيراد هذا الخبر جاء للتذكير بالواقعة التي حصل للاعب المحترف عادل تاعرابت، الذي قرر هو الآخر مغادرة معسكر المنتخب قبل مباراته ضد الجزائر في الرابع من يونيو الماضي. حتى أن أوجه الشبه كثيرة بين مدافع الريال ومهاجم كوينز بارك، فكلا اللاعبين فرا من مقابلة رسمية. الأول ضمن التصفيات المؤهلة إلى «CAN 2012»، بينما الثاني رحل قبيل خوض لقاء في تصفيات «EURO 2012». تاعرابت لاعب محترف يلعب بالدوري الإنجليزي الممتاز، كارفاليو مدافع ريال مدريد الإسباني. لكن موجة الغضب أصابت اللاعبين وأعمت بصيرتهما، فقررا اتخاذ قرار متسرع. والسبب كان واحدا: تاعرابت فوجئ بأن إيريك غيريتس لن يشركه بصفة رسمية أمام الجزائر .. وكارفاليو لم يرض عن قرار باولو بينتو بإدراجه ضمن قائمة البدلاء. والنتيجة واحدة، بعدها قرر اللاعبان مغادرة المعسكر إلى وجهة أخرى. الطريف في الأمر. أن نتيجة المباراتين اللتين أجريتا بعدما حزما تاعرابت وكارفاليو حقائبهما، كانت بدورها واحدة.. فكلا المنتخبين حققا الفوز بنتيجة واحدة (أربعة - صفر). المغرب انتصر على الجزائر في مباراة تاريخية، والبرتغال سحقت قبرص. ولن ننسى أن تفكير كلا اللاعبين اتجه نحو قرار واحد في بادئ الأمر يقضي باعتزال اللعب دوليا، قبل أن يتراجعا عن اتخاذ قرار متهور ثان كان سينهي مشوارهما مع المنتخب الوطني. كل شيء يبدو مشتركا بين تاعرابت وكارفاليو إلا شيئا واحد. هو أن الدولي المغربي الذي مر على حادثته ما يزيد عن ثلاثة أشهر لم تصدر في حقه أي عقوبة أو غرامة مالية، وكأن شيئا لم يكن..!؟ ففي الوقت الذي سارع الاتحاد البرتغالي لكرة القدم إلى معاقبة كارفاليو وحرمانه من اللعب رفقة المنتخب لعام كامل، تقف الجامعة الملكية لكرة القدم أمام قضية تاعرابت بكل برودة الأعصاب ودون أن تحرك ساكنا. فلا هي أصدرت بلاغا تعبر فيها عن رأيها وتوضح للمغاربة هل بالفعل مغادرة تاعرابت كانت مجرد تصرف طائش، أم أن في الأمر سرا لا يعلمه إلا(...)؟ ولا هي اتجهت نحو معاقبة اللاعب أو فرض غرامة مالية عليه وفق القوانين المنصوص عليها في مثل هاته الحالات؟ مع إشارة لا بد منها، وهي أن اتحاد الكرة بالبرتغال تعامل بصرامة مع قضية كارفاليو.. إذ أكد أن المدافع المخضرم لن يتوصل بأي مكافأة في حالة تأهل المنتخب إلى كأس أمم أوروبا ببولندا وأوكرانيا، رغم أنه شارك في كافة اللقاءات السابقة ويملك في جعبته. تاعرابت اعتذر للمغاربة على شاشة التلفاز، وبات الكثيرون يرون أنه حان الوقت لعودة أفضل لاعب مغربي بأوروبا. فماذا تنتظر جامعة الكرة للدخول على الخط ومعرفة مدى استعداد إيريك غيريتس للسماح بعودة تاعرابت في أقرب الآجال، خاصة وأن بوادر الانفراج بدأت تلوح في الأفق.. بعد أن مرر غيريتس في تصريح له إشارات مرمزة عن إمكانية مسامحته لتاعرابت ولو بعد تصريح اللاعب بعدم ندمه. واعتراف البلجيكي أن تاعرابت لاعب موهوب رغم «حماقته» ولا يعلم إلى الآن سبب ردة فعله «السيئة».. قبل أن يعود في تصريح آخر بتعال وكبرياء معهودين عن المدرب البلجيكي، ليقول إن عودة تاعرابت للمنتخب المغربي لن تكون إلا بعد نهاية كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. فعلى ما يبدو.. القرار الأول والأخير لغيريتس الذي سها أن المنتخب ما زال يحارب للتأهل للبطولة المذكورة، ولو كان مضرا بمصلحة المنتخب. على الجامعة أن تحاول تقريب المسافات بين تاعرابت وغيريتس، وتلطف الأجواء لعودة مرتقبة لنجمنا المتألق بالملاعب الإنجليزية. خصوصا بعد التصريحات الأخيرة لغريتس الذي أكد فيها عن حرمان تالعرابت من المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، رغم أنه يدرك حاجته الماسة إلى لاعب كتاعرابت بمميزاته البدنية والفنية التي تجعله يتفوق على بقية الأسود كبوصوفة والسعيدي والشماخ وآخرين. فالحقيقة أن تاعرابت دعامة أساسية من دعائم المنتخب وغيابه في (الكان) خسارة كبيرة لأسود الأطلس، ولو أن تاعرابت اختار تمثيل منتخب أوروبي لكان الآن بالفعل ''زيدانا من أصول مغربية''.