تقترب شيئا فشيئا المواجهة الحاسمة التي ينتظرها الجميع، والتي ستكون أطوارها بين منتخبين شقيقين يضمان أفضل لاعبي القارة السمراء، لقاء المغرب والجزائر سيكون بدون أدنى شك قمة الإقصائيات الإفريقية التي دخلت مراحلها الحاسمة..وبات المحترفون المغاربة والجزائريون متابعين من طرف الجماهير التي تمني النفس في أن يكون اللاعبون في أتم الجاهزية للظفر بثلاث نقط من ذهب في لقاء صعب على الطرفين. ولا زال مدربا المنتخبين "غيريتس و بن شيخة" قلقين من عدم تنافسية بعض العناصر، ومرتاحين لتألق درر أخرى رفقة فرقها وفرضها لإسمها في أعتد الفرق الأوروبية.. فما هي الأسماء المرشحة للتألق في اللقاء المرتقب ؟؟ و هل سنرى إبعاد لاعبين شهد مستواهم تراجعا ملحوظا خلال الآونة الأخيرة ؟؟ و ما هو معدل التنافسية لدى لاعبي المنتخبين في كل مركز من مراكز اللعب ؟؟ أسود الأطلس: اللاعبون في تألق مستمر وتخوف من مستوى قائدي الهجوم خط الدفاع: بنعطية والقنطاري الأفضل وبوخريص يطرق باب النجومية لا شك أن الناخب الوطني إيريك غيريتس مرتاح لمردود لاعبي خط دفاع الأسود، فالمهدي بن عطية لا زال يخلق الحدث في القارة العجوز رفقة فريقه أودينيزي، ولا زال يبصم مباراة بعد أخرى على مستوى جيد، وهو الأمر الذي قد يدفع بكبار الأندية الأوروبية إلى طلب وده في الميركاتو الصيفي المقبل..بن عطية بات ورقة أساسية في دفاع أودينيزي ومعشوق جماهير الفريق خصوصا بعد المباراة الرائعة التي قام بها في مواجهة بطل إيطاليا "إنتر ميلان"، حيث أوقف تحركات الأسد الكاميروني "إيطو" ولعب بهدوء و برودة ميزت لعبه. بن عطية سيكون الورقة الأولى لإيقاف هجوم "الخضر" الذي يعاني من عقم تهديفي واضح وجب استغلاله.. من جهة أخرى، لا زال النجم أحمد القنطاري يفرض إسمه رفقة فريقه "بريست" الفرنسي، وأصبح من بين أعمدة الفريق و لا يمكن الإستغناء عنه في أي مباراة، والدليل هو هزيمة فريقه في بعض المباريات التي لم يخضها المغربي بعد تعرضه لإصابة طفيفة. القنطاري سيكون اللاعب المعول عليه لتشكيل ثنائي حديدي رفقة المهدي بنعطية لإيقاف الحماس الجزائري في مباراة صعبة. المدافع الأيمن "كريتيان بصير" يحظى بالرسمية داخل فريقه "نانسي" الفرنسي، إلا أن كثرة إصاباته جعلت غيريتس يبحث عن جلب عبد الله كونكو لتغطية أي غياب محتمل للدولي المغربي، بصير هو الآخر يقدم موسما في المستوى وبات محط أنظار بعض الأندية كبوردو الفرنسي الذي من المنتظر أن يفاتح مسؤولي نانسي لورين لمعرفة مدى رغبتهم في التخلي عن المدافع الذي أبان هذا الموسم عن إمكانيات تقنية محترمة. إلا أن المفاجأة التي أفرحت الجميع وطمأنت غيريتس على مستقبل دفاع الأسود، هي انتقال المغربي بوخريص إلى "ستاندار دو لييج" البلجيكي ليجاور المغربي الآخر المهدي كارسيلا المنادى عليه في المباراة الودية المقبلة ضد النيجر. وهو ما أكده علي الفاسي الفهري رئيس الفتح الرباطي الذي قال: "حرصنا على أن يكون انتقال بوخريص لناد أوروبي لأننا نعتبره مشروع لاعب دولي متكامل في السنتين المقبلتين، وبالتالي كان هدفنا توفير أفضل سبل تطوير أدائه لمصلحة كرة القدم الوطنية بالدرجة الأولى". و يبقى مركز المدافع الأيسر مصدر تخوف، فرغم الإمكانيات المحترمة التي أبان عنها رشيد السليماني في مبارياته رفقة الأسود، إلا أن غياب البديل لا يزال يطرح أكثر من تساؤل خصوصا مع عدم المناداة على العكشاوي والكوثري المتألقين حاليا. خط الوسط: خرجة وبلهندة وهرماش وبوصوفة الأفضل..وعودة الزاييري إلى مستواه شكل انتقال الدولي المغربي قائد أسود الأطلس "الحسين خرجة" الحدث في نهاية الأسبوع الذي ودعناه بعد انتقاله لإنتر ميلان على سبيل الإعارة، وهو ما سيقوي من تنافسية اللاعب الذي نحتاجه بشدة في موقع الجزائر خاصة مع فدائيته وقتاليته داخل الملعب، خرجة يعتبر "جوكر" بالنسبة لغيريتس الذي يثق فيه لقيادة المنتخب الوطني داخل رقعة الملعب. من جهة أخرى، لا زال النجم الجديد للأسود "يونس بلهندة" يفرض إسمه بقوة داخل فريق مونبولييه، وبات الدولي المغربي الإسم البارز ضمن لاعبي خط الوسط في الليغ 1، بلهندة يشارك أساسيا في جميع مباريات مونبولييه ويقدم مستوى رائع ويسجل أهدافا رغم كونه لاعب وسط..بلهندة سيكون الأفضل للمشاركة في التشكيلة الأساسية للأسود بالجزائر، خاصة مع عدم إمكانية الإعتماد على الأحمدي الذي انتقل إلى الدوري الإماراتي بعد تراجع مستواه بشكل ملحوظ. أما قائد لانس الفرنسي، اللاعب عادل هرماش، فلا زال هو الآخر في خط تصاعدي و تألق مستمر، و الدليل تسجيله لهدف أنطولوجي في مباراة فريقه ضد أصدقاء يوسف العربي، حيث لم يمهل "كان" أكثر من 20 دقيقة ليسجل هدف السبق لفريقه بواسطة تسديدة رائعة.. ومن المرجح أن يبدأ هو الآخر لقاء الجزائر كرسمي رفقة خرجة و بلهندة لقيادة خط الوسط و صنع اللعب و إمداد المهاجمين بالكرات.. و قد تكون مفاجأة غيريتس في لقاء الجزائر فيما يخص صناعة اللعب، اعتماده على الزاييري الذي عاد للواجهة رفقة فريقه أولمبياكوس اليوناني، والذي يرغب في العودة لعرين الأسود الذي غاب عنه في المرحلة الماضية بسبب تدني مستواه بشكل مخيف..وقد يضع غيريتس جواد الزاييري ضمن اهتماماته كلاعب أعطى الشيء الكثير للفريق الوطني وتألق معه في كأس إفريقيا للأمم بتونس، وكان اللاعب قد أعلن في تصريحات صحفية بأنه يود العودة للفريق الوطني للدفاع عن ألوانه، وأنه رهن إشارة الناخب الوطني في أي لحظة• أما الزئبق بوصوفة، فقد قدم إشارات قوية على ضرورة الإعتماد عليه بعد تتويجه بلقب أفضل لاعب في بلجيكا للمرة الثانية، وهي المرة الثانية التي ينال فيها بوصوفة هذه الجائزة بعد عام 2006، وقد تسلّمها من يدي مدرب المنتخب «أسود الأطلس» البلجيكي إيريك غيريتس الذي بدا جد سعيد بتألق اللاعب وإمكانية الاعتماد عليه لصنع اللعب على الأطراف. الهجوم: تاعرابت والشادلي و العربي يتألقون..والشماخ والحمداوي يثيرون المخاوف عاد الدولي المغربي عادل تاعرابت لصنع الحدث خلال هذا الموسم رفقة "كوين بارك رينجرز"، و هو ما يبعث على الإطمئنان خصوصا بعد إبداء كبار الأندية الأوروبية رغبتها في ضمه، فالمستوى الرائع الذي قدمه اللاعب المغربي الدولي مع ناديه منذ عام 2009 جعل المدرب الأسكتلندي فيرغسون يوجه أنظاره نحو اللاعب من أجل إعادته للدوري الإنجليزي الممتاز من جديد..أما الشادلي فلا زال الأفضل في هولندا بعد تألقه الملفت رفقة ناديه "توينتي" إلا أن عدم تأكيده اختياره للأسود لا يزال يطرح أكثر من علامة استفهام خاصة وأن غيريتس استدعاه للمرة الثانية ضمن تشكيلة الأسود التي ستواجه منتخب النيجر، فهل يكون الشادلي (في حال اختياره المنتخب المغربي) أساسيا أمام الجزائر؟ يوسف العربي، نجم نادي "كان" الفرنسي، بدأ موسمه الحالي بأهداف غزيرة وتألق ملفت، إلا أن المباريات الأخيرة شهدت غياب النجم المغربي عن التهديف خصوصا مع تواضع لاعبي فريقه الذين لا يمدونه بالكرات..يوسف العربي قد يدخل اللقاء أساسيا خاصة بعد غياب الحمداوي عن التنافسية منذ مدة ليست بالقصيرة. أما نجم الغانرز مروان الشماخ، فبات الشغل الشاغل لغيريتس الذي يرغب في استعادة أفضل مهاجمي المنتخب لمستواهم قبل المواجهة المرتقبة، حيث أبدى الناخب الوطني قلقه من عدم مشاركة المغربي مع نادي أرسنال الإنجليزي بشكل أساسي في الفترة الأخيرة وجلوسه على دكة البدلاء. وحرص غيريتس على الإتصال بالشماخ، لمؤازرته والرفع من معنوياته، وطالبه بالحفاظ على تركيزه، للعودة سريعا إلى التشكيلة الرسمية للفريق اللندني، وحتى يدب في نفسه الطمأنينة في قيادة هجوم المغاربة قبل الموقعة المرتقبة أمام الخضر. أما الحمداوي، فقد بات بدون أدنى شك خارج إطار التنافسية بعد توالي إصاباته وغيابه الكامل عن "ريتم" المباريات، فبعد عودته لتداريب فريقه أجاكس أمستردام هاهو يصاب على مستوى الركبة، المدرب فرانك ديبور أعلن عن قلقه تجاه حالة منير الحمداوي خصوصا أنه كان يعول عليه للتواجد ضمن تشكيلة الفريق في مقابلة ربع نهائي الكأس.. الخضر: غياب التنافسية لأغلب اللاعبين وعودة آخرين للمنافسة خط الدفاع: حليش OUT، بوقرة الأفضل و بلحاج في خطر تعقدت وضعية نجم الخضر "رفيق حليش" بعد توالي إصاباته، ليخرجه بن شيخة من مخططاته في الوقت الراهن، وهي ضربة موجعة له وهو الذي كان يراهن على البروز في مثل هذه المباريات الكبيرة والهامة، حتى يحجز لنفسه مكانة أساسية في تشكيلة فريقه، حيث جاء عدم استدعاء حليش لمباراة تونس الودية بمثابة أهم حدث في القائمة المعلن عنها من طرف بن شيخة ، غير أن التهميش الكبير الذي يعانيه اللاعب مع ناديه "فولهام" منذ بداية الموسم والذي جعله يعاني من نقص رهيب في المنافسة جعل من عدم استدعائه منتظرا خاصة وأن بن شيخة لمّح إلى ذلك في ندوته الصحفية الأخيرة، ويبقى الأكيد أن الأمور قد تتغير بالنسبة لحليش من الآن إلى مباراة المغرب حسب ما أفادت به جريدة "الهداف" الجزائرية. أما صخرة دفاع الخضر "مجيد بوقرة" أو "الماجيك" كما يطلق عليه، فيبقى نقطة الضوء الوحيدة في تشكيلة الجزائر، و لا زال اللاعب يفرض إسمه كمدافع صلب يخطف الأضواء، و قد ينتقل الدولي الجزائري إلى فريق آخر كالأرسنال الذي أبدى اهتمامه باللاعب، حيث ذكرت صحيفة "الديلي ميل" الإنجليزية أن اللاعب الجزائري مجيد بوقرة هو ضمن اهتمامات أرسين فينغر مدرب اَرسنال. مدافع فريق غلاسكو رينجرز الأسكتلندي تبقى له (18) شهراً في عقده الحالي، مما قد يتيح لفينغر فرصة التعاقد معه بسعر معقول بدلاً من انتهاء عقده ومغادرته النادي الأسكتلندي دون مقابل. أما نذير بلحاج فيبقى متذبذب المستوى خلال هذا الموسم، خصوصا مع سطوع نجم اللاعب "مصباح" الذي قد يزيح بلحاج من مركزه الأساسي في تشكيلة الخضر، حيث يتمتع مصباح بالاستقرار في أدائه سواء مع فريقه أو في المنتخب الجزائري، و بالتالي سيشهد منافسة حادة مع الظهير الأيسر للسد القطري نذير بلحاج، العائد للخضر بعد إبعاده مؤقتا لتراجع مستواه، والذي سيحاول بكل السبل استرجاع مكانته الأساسية في المنتخب الجزائري من رفيقه جمال مصباح. خط الوسط: زياني يعود إلى الواجهة رفقة كايزر سبور بعد انتقاله إلى الدوري التركي، بات صانع الألعاب الجزائري " زياني" محط اهتمام في وسائل الإعلام الجزائرية، التي تراهن على اللاعب في المباراة الهامة التي تنتظر الخضر في أواخر شهر مارس المقبل أمام المنتخب المغربي. وأوردت جريدة "الهداف" مقالا مطولا عن اللاعب الجزائري الذي دشّن ظهوره الأول بألوان فريقه الجديد "كايزر سبور" التركي سهرة يوم الإثنين المنقضي خلال المباراة التي جمعته بالضيف "بلدية اسطنبول" في مباراة شهدت تألق المغربي "نور الدين امرابط"، ظهور أوحى للجميع بأنّ زياني سيكون خلال الستة أشهر المقبلة ركيزة أساسية من ركائز هذا النادي، وذلك بالنظر إلى المردود الطيب الذي قدمه خلال الفترات التي خاضها، وسيكون جاهزا وفي كامل قواه الفنية والبدنية يوم يحتاجه الخضر في لقاء المغرب المقبل..والظاهر أن البطولة التركية قد شهدت ميلاد زياني جديد، إذ وبعد 10 أيام فقط من إمضاء اللاعب بصفة رسمية مع ناديه الجديد "كايزر سبور" وجهت له الدعوة في لقاء «بلدية إسطنبول»، وكان على الجمهور أن ينتظر حلول الدقيقة 67 كي يرى صاحب الرقم "38" وهو يدشن ظهوره الأول بالزي "الأحمر والأصفر"، واستقبِل بحفاوة من طرف الجماهير الغفيرة التي غصت بها المدرجات، حيث دخل تحت تصفيقاتهم الحارة وهتافاتهم غير المنقطعة..و تحذو زياني رغبة جامحة من أجل استعادة بريقه، لأن اللاعب أبى أن يتوقف، ولعلّ ما جعله يلعب متحررا هو تقدم فريقه في النتيجة بثلاثية مقابل هدف وحيد لدى دخوله، و بات يراوغ بطريقته الخاصة، ويتوغّل على الجهة اليمنى، ويصوّب بقوة، وفضلا عن كل ذلك فإن زياني أدى دوره الدفاعي على أكمل وجه، من خلال دخوله في الصراعات الفردية التي كسب عدداًَ كبيرا منها. وبعيدا عن ما قدمه زياني فوق المستطيل الأخضر، خلال مباراة الإثنين الماضي، فقد تأقلم بسرعة مع أجواء الطقس المعتدلة ونمط المعيشة في تركيا، وساعده على ذلك الترحاب الذي لقيه من الزملاء والأصدقاء الجدد كالمغربي امرابط.. خط الهجوم: رفيق جبور يستعيد التنافسية رفقة "أولمبياكوس" ومطمور يعود بعد انتقاله إلى الدوري اليوناني ليجاور صديقه جواد الزاييري، يواصل الدولي الجزائري رفيق جبور تدريبات اللياقة ليستعيد جاهزيته، وكان الإعلام اليوناني قد تحدث عن أجواء رائعة خلقها تواجد جبور في تدريبات فريقه، إذ أراح (حسب اليونانيين) مسؤولي أولمبياكوس وكذا أنصاره لأنه أزاح عنهم شكوك صعوبة عقليته وإمكانية تأثيرها بالسلب على المجموعة، وظهور جبور لأول مرة في تدريبات أولمبياكوس حظي باهتمام إعلامي بالغ، إذ تناقلت الصحف وكذا المواقع صوره وهو يتبادل الضحكات مع رفقائه، ما أكد اندماجه السريع، وهو الذي ظهر وكأنه واحد من قدماء حاملي القميص الأحمر الأشهر في بلاد الإغريق، لكن اللافت في تفاعل جبور مع زملائه هو إيجاده الرفقة سريعا ومع أكثر من لاعب، إلا أن أقربهم منه كان دون منازع الدولي المغربي جواد الزاييري المتواجد ضمن صفوف أولمبياكوس منذ الموسم الماضي. وأوردت جريدة "الهداف" الجزائرية مقالا عن انسجام جبور سريعا ضمن كتيبة أولمبياكوس وإيجاده ربط الصداقات سريعا، بداية من المغربي الزاييري، لا يعني أن علاقته انطلقت من هناك، بل الأمر مجرد لقاء للاعبين عرفا بعضهما منذ 3 مواسم على الأقل، وتحديدا منذ خطوات الزاييري الأولى في اليونان من بوابة نادي أسيتراس تريبوليس، حيث كان جبور حينها يبادر دائما إلى الحديث مع الزاييري عقب كل مباراة تجمعه به، وكانت وقتها الصحافة اليونانية قد تحدثت عن نصائح توجه بها الدولي الجزائري إلى إبن المغرب لأنه يعرف خبايا كرة القدم اليونانية منذ سنوات عدة. من جهة أخرى، سجّل الدولي الجزائري كريم مطمور عودته إلى تعداد فريقه بوروسيا مونشنغلادباخ بمناسبة استقباله لبايرن ليفركوزن، في إطار الجولة 19 من البطولة الألمانية، وأمضى على أول دخول له إلى المستطيل الأخضر في المباريات الرسمية منذ مطلع العام، ولم تكن عودة مهاجم "الخضر" موفقة بعد هزيمة فريقه.