يقص المنتخب المغربي للمحليين شريط دخوله تصفيات كأس إفريقيا للمحليين المزمع تنظيمها بالسودان، حيث سيواجه بسوسة عن ذهاب الدور الأول نظيره التونسي في مباراة تعد بالشيء الكثير نظير ما عودتنا عليه المواجهات المغربية التونسية، لتبقى بذلك مهمة الأسود غير سهلة أمام منتخب تونسي سيضع كل أسلحته لتحقيق نتيجة مريحة. استحدثت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كأس أمم إفريقيا للمحليين، وكان الغرض من هذا الكأس هو تشجيع اللاعبين المحليين في البطولات الإفريقية ومنحهم فرصة التألق قاريا وكذا تنشيط البطولات المحلية، حيث جدت أولى النسخ الموسم الماضي بالكوت ديڤوار، إذ دخلت الكرة المغربية التصفيات بقيادة المرحوم عبد الله بليندة الذي أنيطت له مسؤولية تدريب المنتخب المحلي الذي اجتاز عقبة المنتخب الجزائري في أولى الخطوات بعد تعادل في مباراة الذهاب بالجزائر (11)، وهي نفس الحصة التي انتهت بها مباراة الإياب قبل أن يتأهل المنتخب الوطني عبر ضربات الترجيح، وفي الدور الموالي واجه المنتخب المحلي نظيرة الليبي الذي تمكن من حجز بطاقة التأهل إلى النهائيات بعد تعادله في الذهاب وفوزه في الإياب بطرابلس بثلاثية نظيفة. لطالما صرخ لاعبو البطولة إحتجاجا على اللامبالاة والإستهجان وعدم الإهتمام التي يتعرضون له وعدم منحهم فرصهم لحمل القميص الوطني والإهتمام الكبير الذي يحظى به اللاعبون المحترفون على حساب لاعبي البطولة.. وتعد هذه المنافسة فرصة قيمة ليبرهن المحليون عما تجود به جعبتهم من مواهب وإمكانيات وتأكيد أن اللاعب المحلي أهل ليحمل القميص الوطني رغم أن نسخة التصفيات الأولى كانت عباراة عن كابوس للكرة المغربية وجسدت بأن اللاعب المحلي ما زال ينقصه الكثير ، بدليل الخسارة المذلة التي تعرض لها أمام المنتخب الليبي بثلاثية نظيفة، والأكيد أنه تم طي هذه الصفحة والتفكير في المباريات القادمة من أجل تأكيد أن اللاعب المحلي قادر على حمل مسؤولية القميص الوطني. وضع مصطفى الحداوي مدرب المنتخب المغربي الأصلح على اللائحة التي سيواجه بها النسور، وكان من الطبيعي أن يضع مجموعة من المعايير قبل اختيار اللائحة النهائية والكومندو الذي سيرحل إلى سوسة التونسية بعد ما تنوعت اختياراته، وقام بتجريب مجموعة من العناصر في التربصات السابقة، فكان آخر اللاعلين الذين استغنى عنهم عز الدين حيسا من حسنية أكادير، محمد برابح من الوداد الذي ابتعد مكرها للإصابة، عبد الرحيم أبرباش من النادي القنيطري، بلال الدنكير من الوداد الفاسي وأحمد أطلسي من الكوكب المراكشي. والأكيد أن مصطفى الحداوي اعتمد في اختياراته على عناصر التنافسية والجاهزية والحضور وكذا التجربة الدولية، ونذكر هنا على سبيل الحارس نادر لمياغري وأمين الرباطي وعناصر أخرى تحمل زاد التوهج كعصام الراقي وأحمد أجدو ومحمد الشيحاني وبكر الهلالي. لم يكتب للمنتخب المحلي إجراء مواجهة ودية من العيار الجيد أمام منتخب أجنبي، فرغم الإتصالات التي قام بها المسؤولون مع العديد من الجامعات، لكن كل المحاولات باءت بالفشل لذلك اقترصت الإستعدادات على مواجهة فرق محلية كالنادي القنيطري واتحاد الخميسات، والأكيد أن مصطفى الحداوي كان يمني النفس أن يضع لاعبيه في اختيار ودي دولي للوقوف على إستعداد عناصره والخروج بالخلاصات لمعرفة درجة إمكانيات لاعبيه واستعدادهم ولو أن الكرة المغاربية تبقى عبارة عن كتاب مفتوح لا يختلف عن كرتنا المحلية على أن الهاجس الزمني أيضا كان مطروحا في ظل عدم تعيين مصطفى الحداوي مبكرا دون إغفال أيضا الروزنامة التي لم تساعد أيضا نوعا ما الإستعدادات، وذلك لمشاركة الأندية في السابق في المسابقات القارية، وكذا إجراء بعض مباريات البطولة الحاسمة وسط الأسبوع ما جعل بعض اللاعبين يغيبون أيضا على بعض المعسكرات. شهد التاريخ الكروي جملة من المواجهات المغربية التونسية ، إذ غالبا ما تحفل هذه المواجهات بكل أنواع الندية والإثارة حتى أصبحت الكرتين المغربية والتونسية عبارة عن كتابين مفتوحين على مستوى اللاعبين وكذا طريقة اللعب، وهي طريقة تشبه الكرة المغربية وبين صراع المنتخبات وكذا على صعيد الأندية يتأكد أن المواجهة لن تكون سهلة للطرفين ، خاصة أن طابعها يبقى شبه محلي ومغاربي، لذلك تبقى المواجهة جد صعبة للطرفين واختبار ليس مريحا، نقطة إلتقاء تلك التي تجمع سامي الطرابلسي مدرب المنتخب التونسي ومصطفى الحداوي كونهما لاعبين سابقين ونجمين حملا ألوان بلديهما، حيث لهما تاريخ جيد في الملاعب قبل أن يدخلا تجربة التدريب، إذ شاءت الأقدار أن يصطدما كمدربين من دكة الإحتياط ويتحملان مسؤولية قيادة المنتخبين. الطرابلسي يحمل على كاهله أيضا قيادة المنتخب التونسي ، علما أن الكرة التونسية هي الأخرى تعيش فترة انتقالية على غرار نظيرتها المغربية، وهي المسؤولية التي يتحملها أيضا مصطفى الحداوي الذي يراهن أيضا على تمثيلية مشرفة للكرة المغربية وحضور في المستوى للمنتخب المحلي بعد العديد من الكبوات التي تعرضت لها الكرة المغربية في الفترة الأخيرة سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية. ولأنه يلعب على أرضه وأمام جماهيره فالأكيد أن المنتخب التونسي يخطط ليسجل نتيجة إيجابية تقيه شر الإياب ، نعرف أن البطولة التونسية هي بطولة احترافية وتحفل بمجموعة من اللاعبين الذين يحملون القميص التونسي للكبار، لذلك ينتظر أن يكون منتخبه المحلي مدججا بعناصر دولية استنجد بها المدرب الطرابلسي، حيث سيحضر سبعة دوليين من الكبار وهو رقم يؤكد أن المنتخب التونسي لن يكون بالصيد السهل أمام الأسود، لاعبون من طينة أيمن بنعمر وأسامة الدراجي وخالد القربي وزهير الداودي وخالد السويسي وعمار الجمل وشادي الهمامي. كل المؤشرات تؤكد أن المنتخب التونسي سيضع كافة أسلحته بسوسة ولن يترك الفرصة تمر للخروج بنتيجة إيجابية. سيكون على المدرب مصطفى الحداوي بمعية مساعده محمد سهيل وضعا الأسلوب التكتيكي الناجع لقص أجنحة النسور والأكيد أن الطاقم التقني قد قرأ الخصم جيدا وفق ما نعرفه عن الكرة التونسية ولاعبيها.. ولأن مصطفى الحداوي يراهن على الجاهزية والتنافسية فإنه من دون شك سيضع ثقته في اللاعبين الجاهزين ومن ذوي التجارب كنادر لمياغري وأمين الرباطي وأحمد أجدو ومحمد الشيحاني وكذا اللاعبين الذين توهجوا في البطولة الوطنية ولهم وزن داخل فرقهم كمحمد أولحاج وخالد السقاط وعمر نجدي وبكر الهلالي، كلها عناصر ستكون أمام محك واختبار صعبين أمام خصم سيعتمد على تجربة لاعبيه الدوليين، وكذا عنصر التجانس الذي يميزهم، خاصة أن السواد الأعظم يتكون من ثلاثة أندية وهي الترجي (5 لاعبين) والنادي الإفريقي (5 لاعبين) والنجم الساحلي (ثلاثة لاعبين). ولأن التقنيات والمهارات الفنية هي ما تميز الكرة المغاربية فإن اللقاء من دون شك سيكون مفتوحا وفق أيضا تقارب أسلوب المنتخبين ولو أنه ومن دون شك سيراهن مصطفى الحداوي على الدفاع بحكم أن الخصم من دون شك سيلعب بخطة هجومية.. وقد يكون هذا المعطى في صالح منتخبنا ما دام أن هذا الإندفاع سيترك أمامه فراغات يجب استغلالها لتسجيل هدف يكون ثمينا خارج أرضه دون استثناء المراهنة على الدفاع وتفادي تلقي الشباك أهدافا، كلها اعتبارات تبقى كفيلة وتؤكد أن المواجهة ستكون صعبة ومثيرة ومفتوحة على كل الإحتمالات.