من يقول إن نهاية مشوار الأندية المغربية بدور المجموعات ''مثالية''، فحتما هو لا يفقه شيئا في عالم المستديرة، ليقول مثل هذا الكلام المعسول. فحصيلة المشاركة المغربية لا تبعث على الاطمئنان خاصة عندما يتعلق الأمر بمسابقة عصبة أبطال إفريقيا، فالرجاء أقصي نهائيا من المسابقة، والوداد كاد أن يرافق غريمه اللدود، ولكن الألطاف لطفت وقررت أن يكون الأهلي ضحيتها، فطردته من المسابقة وأهلت إلى دور نصف النهاية الوداد. ودون أذنى شك، يبقى المغرب الفاسي نقطة الضوء الوحيدة في هذه المشاركة، ولو أن البعض يشكك في قدرات الفريق الفاسي أمام الكبار إذا ما شارك في مسابقة أقوى من كأس (الكاف). على ما يبدو فإن الأكباش السبعة التي ذبحتها إدارة مولودية الجزائر لإبعاد النحس وفك عقدة النتائج المخيبة عن الفريق، قد أثمرت بسرعة. لكن الوداد لم ينهزم أمام المولودية الجزائرية لهذا السبب.. الوداد خسر معركته الأخيرة في دور المجموعات، لأنه دخل المباراة مستهينا بالخصم وظهر ذلك واضحا في أداء لاعبيه، حيث لم يقدموا أي شيء يذكر وتركوا المجال مفتوحا للفريق الجزائري لرد الاعتبار بعد هزيمة الذهاب بالبيضاء برباعية نظيفة. فكانت النتيجة ثلاثة أهداف في شباك مرمى المياغري مقابل هدف لأجدو من ضربة جزاء. وهي النتيجة التي لم ترض الجماهير وأسالت مدادا أحمرا عن قدرة الفريق في الذهاب بعيد بالبطولة الإفريقية. النقطة الأهم أن الوداد الذي انطلق بأداء مميز بعد تعادله بالقاهرة مع الأهلي، وللتذكير فنتيجة هاته المباراة كانت وراء تأهل الوداد وإقصاء الأهلي من المسابقة، لم يحقق إلى فوزا أمام المولودية الجزائرية بالبيضاء مقابل أربع تعادلات، وبالتالي فالوداد قد أضاع أكثر من فرصة لضمان التأهل في وقت سابق، وهذا يقودنا لما باتت الجماهير الودادية تتخوف منه. فالأخيرة بدأت تقتنع بأن فريقها غير قادر على المنافسة على اللقب، مع العلم أن الترجي التونسي هو من أهل الفريق الأحمر إلى المربع الذهبي، -وللمرة الثانية- وعن سبق إصرار وترصد من جانب الإخوة التوانسة، هؤلاء يدركون أن المصريين أقوى وأشد من نظرائهم المغاربة. على الوداد أن يتعلم أن ''الضربة التي لا تقتل تقويك».. فهل يتعلم الفريق هذا الدرس؟ ويستخلص العبرة عندما يواجه إينيمبا النيجري في دور النصف .!!! من منا كان يتوقع خروج الرجاء من العصبة الإفريقية بهاته الطريقة المأساوية، الرجاء الذي بدأ المشوار بعشرة أهداف في مباراة واحدة، لم ينجح في دور المجموعات سوى في تسجيل هدف يتيم. وعند انطلاقة البطولة الأقوى إفريقيا، كان الكل يرى أن الرجاء حامل بطولة المغرب سيكون المنافس الأكبر لنادي الأهلي المصري. لكن أي شيء من هذا لم يحصل، وها هو الفريق الأخضر خرج يجر أذيال الخيبة مثقلا بالمشاكل من كل الجهات. وإلى أن تنتهي مشاكل الرجاء فبطل إفريقيا ثلاث مرات، والذي يعود له الفضل في تتويج الكرة المغربية بآخر نسخة من عصبة أبطال إفريقيا، سيكون مطالبا بالتركيز على حل مشاكله الداخلية قبل تسطير الأهداف المستقبلية بفوز بلقب ما. فالرجاء على موعد مع تصحيح أخطاء الماضي، لكي ينجح في كتابة اسمه مرة أخرى في تاريخ الأندية الإفريقية البطلة.. أملا في أن تكون هذه الفترة القاتمة درسا يستفيد منه الشعب الرجاوي بكافة أطيافه، جريا على القاعدة الشهيرة: ''يوم لك ويوم عليك''. ومن المؤكد أن حصيلة المغرب الفاسي إفريقيا لا تشوبها شائبة، لأن الفاسيين قدموا مستوى ثابثا خلال اللقاءات الستة بدور المجموعات بكأس الاتحاد الإفريقي، فالفريق لم يخسر أية مباراة ونجح في تصدر مجموعته عن جدارة. كل هذا يشير إلى أن هناك عملا جادا ودءوبا من مدرب الفريق والإدارة واللاعبين للرفع باسم الماص على القاري، والدليل أن أبناء الطاوسي بلغوا المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ الفريق، لكن ذلك لم يؤثر على مستواهم وخاضوا جل اللقاء بنفس واحد متعطش إلى تحقيق أمل منشود، وكانت النتائج المسجلة مطابقة لمستوى اللاعبين والفريق. الجماهير ترسم صورة وردية عن عودة مرتقبة لكأس (الكاف) إلى رفوف خزانة الكؤوس الإفريقية التي تضم ألقاب الفتح الرباطي، الجيش الملكي، الكوكب المراكشي والرجاء البيضاوي.. فقد يتحقق حلم الفاسيين والمغاربة، ونرى ''الكأس الخامسة».!!؟