المرض يصيب أزيد من 80 ألف مغربي والرقم مرشح للارتفاع بسرعة شكل مرض الزهايمر وأسباب الإصابة به وأعراضه والتكفل بالمصابين به، محاور مائدة مستديرة نظمتها، يوم السبت الماضي بالرباط، جمعية «المغرب الزهايمر». وخلال هذه المائدة المستديرة، التي نظمت حول موضوع «التطورات العلمية ودور الأسرة في التكفل بالمرضى»، قدمت شروحات وتوضيحات حول حجم انتشار هذا المرض وطبيعته وانعكاساته على الصعيد الصحي والاقتصادي والاجتماعي. ويتعلق الأمر، حسب الدكتورة مارية بن عبد الجليل، نائبة رئيسة جمعية «المغرب الزهايمر» وأستاذة بمصلحة طب الأعصاب بمستشفى التخصصات بالرباط، بمرض عصبي يتطور بشكل تدريجي ويتجلى في تدهور القدرات الذهنية وظهور اضطرابات سلوكية. وأوضحت الدكتورة بن عبد الجليل أن مرض الزهايمر يعتبر من أكثر الأمراض شيوعا في فترة الشيخوخة، ويصيب أزيد من 8 بالمائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة على الصعيد العالمي، مضيفة أن عمر الشخص يظل العامل الرئيسي لخطر الإصابة به يليه عامل الوراثة، «علما بأنه كلما طعن الشخص في السن، كلما ازداد خطر الإصابة به». إلا أن ذلك، تضيف الدكتورة، «لا يمكن أن يحجب وجود عوامل أخرى تؤدي إلى الإصابة به، وخاصة ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والتدخين والبدانة، بل وحتى مستوى التعليم». وأكدت الأخصائية أنه لا تتوفر حتى الآن في المغرب إحصائيات رسمية حول انتشار مرض الزهايمر، إلا أنه، بحسب التقديرات، فإن أزيد من 80 ألف مغربي يعانون من هذا المرض في صمت. بنيات فقيرة للتكفل بمرضى الزهايمر ووفقا للدكتورة خديجة الزموري، طبيبة أعصاب ونائبة رئيس الجمعية المنظمة للقاء، فإنه يمكن تقديم العلاج لمرضى الزهايمر، لكن لا يمكن الشفاء منه. وأضافت أنه لإبطاء تقدمه، هناك طريقة واحدة فعالة، وهي التشخيص المبكر. وأعربت الدكتورة الزموري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن الأسف بسبب عدم وجود بنيات للتكفل بالأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر بالمغرب، على الرغم من أنه يعد «مشكلة صحية عمومية كبرى لا تؤثر على الشخص المريض فحسب، بل وعلى أسرته والمجتمع بشكل عام». وأشارت إلى أنه «حاليا، يقدر عدد المصابين بهذا المرض بالمغرب ب80 ألف شخص، غير أن هذا الرقم سيبلغ أكثر من الضعف في غضون ال20 سنة المقبلة، بسبب ارتفاع أمد حياة المغاربة». وعبرت عن الأمل في أن تتم إقامة «مستشفيات النهار» المخصصة لمرضى الزهايمر، بدلا من مستشفيات الأمراض النفسية حيث يتم توجيههم في العادة. وشددت على أنه «يتعين أن يفهم الناس أن الأمر لا يتعلق بمرض نفسي، بل هو مرض عضوي يصيب الدماغ ويتطلب تكفلا ورعاية خاصين». ويعتبر مثل هذا الدعم مكلفا للغاية في المغرب، حيث لا يزال سعر الأدوية الخاصة بوقف تطور المرض بعيدا عن متناول الأسر ذات الدخل المحدود. وفي هذا الصدد، قالت زهرة التي حضرت أشغال هذه المائدة المستديرة رفقة زوجها البالغ من العمر 65 سنة، في تصريح للوكالة، «منذ سنوات وزوجي يعاني من مرض الزهايمر، ويأخذ الدواء الذي وصفه له الطبيب. ويكلفنا هذا العلاج أزيد من ألف درهم شهريا، وهو ما يمثل عبئا ثقيلا بالنسبة لنا». وتسعى جمعية «المغرب الزهايمر»، التي رأت النور سنة 2005، قدر الإمكان، إلى مساعدة المرضى وأسرهم، ولا سيما من خلال حملات للتحسيس والدعم النفسي. 25 مليون مصاب بالزهايمر عبر العالم يعيشون دون تشخيص حالتهم وتفيد أحدث الدراسات الطبية أن ما يقرب 27 مليون شخص عبر العالم ممن يعانون من مرض الزهايمر، أو خرف الشيخوخة، يعيشون دون تشخيص حالاتهم. وتلقي الدراسة الضوء على المشكلة المتنامية لعدم تشخيص العديد من حالات الزهايمر حول العالم وهو ما يدفع لإجراء مزيد من الأبحاث لفهم حالات الزهايمر حول العالم وطرق العلاجية الملائمة. ويوضح الباحثون أن ما بين 20 إلى 50 بالمائة فقط من حالات الزهايمر يتم تشخيصها واكتشافها خاصة بين سكان الدول الصناعية المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة في الوقت الذي لا يتعدى معدل تشخيص المرض في الدول النامية نحو 10 بالمائة رغم أن وسائل التشخيص الحديثة والتطور التكنولوجي المتقدم قد ساهم بشكل كبير في زيادة وسرعة تشخيص هذه الحالات المرضية. وكانت «هيئة الأغذية والدواء الأمريكية» قد قامت بالمصادقة على عدد من العقاقير الطبية المعالجة للمرض منذ نحو عقد كامل إلا أن هذه العقاقير لم تتمكن سوى من تحسين 50 بالمائة من الأعراض الجانبية للمرض من تحسين كفاءة الذاكرة والقدرات الإدراكية.