الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يوجهون رسالة مناشدة إلى بان كي مون لإنقاذ حياتهم عشية افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما بدأت وفود دول العالم بالتوجه إلى نيويورك للمشاركة في الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة وجه الأسرى الفلسطينيون المرضى الاثنين رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تناشده إنقاذ حياتهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن الأسير معتصم طالب رداد (27 عاما) هو من خط الرسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عشية افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، باسم الأسرى المرضى، مناشدا إياه فيها التدخل لإنقاذ حياتهم. وجاء في الرسالة التي كتبها الأسير رداد المحكوم 25 عاما ويقبع في مستشفى الرملة الإسرائيلي منذ كانون الثاني من عام 2006، وهو يعاني من مرض السرطان بالدم: إن المجتمع الدولي بكافة مكوناته ومؤسساته بات عليه الإسراع في توفير الحماية الصحية للأسرى المرضى، وإنقاذهم مما يتعرضون له من إهمال طبي واستهتار بحياتهم وصحتهم، أمام انتهاك متواصل وشامل لحقوق الأسرى وهجمة مستمرة عليهم. وطالب الأسير في رسالته كي مون بإرسال لجنة دولية حقوقية للتحقيق في أوضاع الأسرى المرضى «الذين يتعرضون لسياسة قتل بطيء حسب قوله، ولا أحد يستجيب لنداءاتهم وصرخاتهم». وأوضح في الرسالة أن نسبة الإصابة بأمراض سرطانية و'خبيثة' ترتفع في صفوف الأسرى بسبب قلة العلاج، وظروف الاحتجاز السيئة والضغوطات النفسية المتواصلة على الأسرى، وأن مصلحة السجون الإسرائيلية لا توفر مستشفيات ملائمة ولا أطباء مختصين وتتعمد المماطلة في تقديم العلاج وإجراء العمليات الجراحية. وقالت الرسالة إن 25 أسيرا مصابا بالسرطان و45 أسيرا معاقا ومصابا بالشلل الكامل أو النصفي، وهناك 35 أسيرا مصابا بأمراض نفسية وعصبية حياتهم باتت مهددة بالخطر، لا يتلقون العناية الصحيّة، ولا يعيشون سوى على المسكنات. وأشارت الرسالة إلى أن مستشفى الرملة «أسوأ من السجن، ويفتقد لكل المقومات الصحية، ويتعرض المرضى فيه إلى المداهمات والتفتيشات، ولا تتوفر فيه الأجهزة الطبية المساعدة». وذكرت وزارة الأسرى، في بيان لها، أن الأسير معتصم رداد يعاني من سرطان في الدم والتهاب مزمن بالأمعاء أدى إلى نزيف حاد ومتواصل وألم شديد، وتم إعطاؤه ثلاث وحدات دم بسبب النزيف. ويتم الآن علاجه بواسطة العلاج الكيماوي بالإضافة إلى المسكنات، وأن أطباء السجن أبلغوه أنه لا يوجد له علاج. وينتظر فحص الأمعاء الغليظة نتيجة الالتهابات المزمنة بها، وأنه من المقرر أن تجرى له عملية جراحية لاستئصال الأمعاء الغليظة، وأنه وافق على إجراء هذه العملية شرط أن يقوم باستشارة لجنة طبية، وكان من المفروض أن تجرى هذه العملية بتاريخ 2011/6/26، ولكنها تأجلت لأنه ينتظر رأي اللجنة الطبية من الخارج حيث تم إرسال ملفه الطبي إليها. ومن ناحية أخرى قال تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى الفلسطينيين الاثنين إن سلطات السجون الإسرائيلية صعّدت من إجراءاتها 'التعسفية' بحق الأسرى وذلك من خلال فرض إجراءات جديدة عليهم تقضي بتقييد أيديهم وأرجلهم خلال الزيارات أو لقاء المحامين. وذكر أن ذلك يأتي في سياق «مجموعة من الإجراءات المشددة والوحشية التي بدأت إدارة سجون الاحتلال تفرضها على الأسرى في نطاق هجمة شاملة على حقوقهم وكرامتهم الإنسانية». وأعلن الأسرى، في بيان وصل وزارة الأسرى أنهم يرفضون هذا 'الإجراء الخطير الذي يمس حقوقنا وكرامتنا'، مؤكدين أنهم سيقاطعون الزيارات ويمتنعون عن لقاء المحامين إذا ما طبق عليهم. وهدد الأسرى بخطوات احتجاجية واسعة بدأوا يعدون لها لتنفيذها بعد شهر شتنبر تقضي بالدفاع عن حقوقهم والرد على الإجراءات والعقوبات المتواصلة بحقهم. وناشدوا المواطنين وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية مساندتهم في خطواتهم الاحتجاجية. جدير بالذكر أن إدارة سجون الاحتلال ومنذ شهر حزيران الماضي بدأت بتنفيذ سلسلة من العقوبات التعسفية على الأسرى وبقرار من الحكومة الإسرائيلية، وأبرز هذه الإجراءات: وقف التعليم الجامعي، وتوسيع سياسة العزل الانفرادي، وإلغاء أصناف من المشتريات الغذائية من كانتين السجن، ومنع إدخال الكتب للأسرى، وتفتيشات واقتحامات متواصلة لغرف وأقسام المعتقلين على يد وحدات خاصة، ومنع لقاء المحامين لمدة تصل إلى 90 يوما، ووقف إدخال أطباء من خارج السجن للأسرى المرضى وفرض غرامات عالية على الأسرى.