اتهمت السلطة الفلسطينية، يوم السبت 25 يونيو 2011 ، ما تسمى إدارة سجون الاحتلال الصهيوني، بانتهاج سياسة التعذيب ضد آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب وامتهان كرامتهم الإنسانية. وقالت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير أصدرته بمناسبة «اليوم العالمي لمناهضة التعذيب» الذي صادف أمس، إنه في السنوات الخمس الأخيرة «أصبح تعذيب المعتقلين في السجون (الإسرائيلية) ليس لمجرد انتزاع اعترافات منهم فقط، وإنما من أجل إذلالهم والحط من كرامتهم وإنسانيتهم. واعتبر أن تعذيب الأسرى يعبر عن فساد أخلاقي وقانوني للاحتلال. واتهم التقرير جنود الاحتلال ومحققيه، باستخدام أساليب لا أخلاقية في التحقيق مع الأسرى وبخاصة الأطفال. وأكد أن أطباء الاحتلال يشاركون في التعذيب و»يعتبرون جزءاً من طاقم التحقيق». وشارك أهالي أسرى، أول أمس، في احتفالية في غزة، تضامناً مع الأسرى في الذكرى الخامسة لخطف الجندي (الإسرائيلي) غلعاد شاليت. وأعد أهالي أسرى قضوا أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال، قطعتين كبيرتين من الحلوى تحمل واحدة منها صور أسرى، والثانية لشاليت أظهرته واليأس بادٍ على وجهه من جراء طول فترة أسره. وأشعل أهالي الأسرى بشموع بعدد السنوات التي قضاها أبناؤهم في سجون الاحتلال، وخمسة شموع بعدد السنوات التي قضاها شاليت. وقالت ابنة الأسير محمد عثمان الذي أمضى أكثر من 15 عاماً في السجون «نظمنا هذه الاحتفالية لنلفت أنظار العالم الظالم الذي يدّعي الديمقراطية ويتعامل بازدواجية، ويطالب بالكشف عن مصير شاليت، إلى أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني». وطالب مسعد زقزوق شقيق الأسير فهد زقزوق، فصائل المقاومة بالاحتفاظ بشاليت من أجل مبادلته بأكبر قدر ممكن من الأسرى. وانتهت الاحتفالية بإطفاء الشموع من قبل عوائل الأسرى أملاً بانتهاء معاناة أهالي الأسرى جميعاً بخروجهم من سجون الاحتلال في صفقة التبادل قريباً. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية «طالبنا كل الجهات التي تتحدث عن شاليت أن يتذكروا أن هناك أكثر من سبعة آلاف أسير يمرون بظروف في غاية القسوة». وقال مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة إن الاحتلال بدأ عملياً تنفيذ قرار حرمان الأسرى من الدراسة الجامعية. وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الإفراج «فوراً» عن شاليت. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم كي مون إنه «ينضم أيضاً إلى المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر (إيف داكور) في دعوته «حماس» إلى الحفاظ على حياته ومعاملته بإنسانية وإثبات أنه على قيد الحياة والسماح لأسرة شاليت بالاتصال بابنها». ودعا الاتحاد الأوروبي أيضاً إلى «الإفراج فوراً» عن شاليت. كما دعا البيت الأبيض إلى الإفراج «فوراً» عن شاليت. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني، في بيان، إن «ما يقرب من خمس سنوات مرت الآن منذ عبر (إرهابيو) حماس إلى «إسرائيل» واختطفوا غلعاد شاليت». وبعث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أول أمس، برسالة إلى شاليت، تطمئنه إلى أن «فرنسا لن تتخلى عنه». وقال ساركوزي في رسالته «اليوم أرغب في التوجه إليك مباشرة لأنني أرفض هذه العزلة التي يفرضها عليك سجانوك منذ خمس سنوات انتهاكاً لجميع قواعد القانون الدولي وأبسط المبادئ الإنسانية». وتولى سفير فرنسا في كيان العدو الصهيوني كريستوف بيجو تسليم الرسالة، أول أمس، في القدسالمحتلة لوالدي الجندي نوام وافيفا شاليت. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن فرنسا لم تنس شاليت. وقال، في بيان، «إن وضع مواطننا، المعتقل في ظروف لا تراعي أدنى المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، مرفوض». في المقابل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أنَّ الجندي الصهيوني جلعاد شاليت، لن يرى النور حتَّى ينعم الأسرى الفلسطينيون بالحريّة ضمن صفقة تبادل مشرّفة. وحملت «حماس»، في بيان صحفي لها، أول أمس، رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تداعيات أي فشل يصيب الصفقة، مرجعةً ذلك نتيجة «لتعنّته وسياسته الإجرامية»، داعيةً المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التحرّك العاجل لحماية الأسرى الفلسطينيين من آلة القمع الصهيونية، والضغط من أجل الإفراج الفوري عنهم. وجاء في البيان «إنَّنا في حركة حماس، ندين ونستنكر بشدة ما يتعرَّض له أسرانا البواسل من انتهاكات ومعاناة داخل زنازين الاحتلال الصهيوني، التي يقبع فيها أكثر من سبعة آلاف أسير؛ من النساء والأطفال والشيوخ، الذين اختطفوا وهم مدنيون، وأغلبهم يعاني من أمراض مزمنة، ولا يوفّر لهم الاحتلال العلاج والرّعاية اللاَّزمة، ويمعن في حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها لهم الأعراف والقوانين الدولية». كما استغربت الحركة، الصمت الدولي تجاه معاناة وآلام آلاف الأسرى الفلسطينيين، مستهجنةً انحياز بعض الأطراف الدولية وأخذهم بسياسة المعايير المزدوجة عند الحديث عن الجندي الصهيوني «شاليت» الذي أسر في أرض المعركة. وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» قد عرضت وعبر موقعها الإلكتروني، أول أمس فاصلا مرئيًّا قصيرًا لا تتجاوز مدته الدقيقة الواحدة. ويعرض الشريط الذي يأتي في الذكرى الخامسة لأسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط من على دبابته، حجم معاناة الأسرى في السجون الاحتلال حيث جاء الفاصل بعنوان «نقسم بأنه لن يرى النور قبل أسرانا» في إشارة للجندي الصهيوني شاليط. وبدأ الشريط بمشهد تمثيلي يظهر مدى إجرام السجانين الصهاينة بحق الأسرى والأسيرات، فيما يعلق على مشهد تعذيب الأسرى ومشهد للأسيرة أحلام التميمي «أسرانا الأبطال لن ننسى عذاباتكم، أسيراتنا الكريمات إنا على العهد باقون». ويتابع المعلق مع مشهد لباراك وجنود وضباط صهاينة «أيها الصهاينة الجبناء ألم يكفكم جندي واحد لإنهاء القضية». فيما اختتم الفاصل بصورة لجلعاد شاليط، وعبارة «نقسم بأنه لن يرى النور قبل أسرانا» ومعها شعار كتائب القسام، باللغتين العربية والعبرية.