يبدو أن عبد الله أزماني الأمين العام للحزب المغربي للديمقراطية ينوي اعتزال الحياة السياسية الوطنية من دون الإعلان صراحة عن ذلك، هذا هو االخطاب الذي حاول تمريره خلال الندوة الصحفية التي نظمها مساء يوم الجمعة بالرباط حيث قال إنه: «يريد التنحي من مسؤولية قيادة الحزب والتفرغ لأعماله التجارية»، معلنا عن مشروع تكوين قيادة جماعية للحزب. وقال أزماني في اللقاء التواصلي الذي أعلن فيه عن الإعداد لعقد المؤتمر الوطني الأول للحزب، وإن كان لم يحدد بعد تاريخ معين لانعقاده، «أريد أن يكون المؤتمر الوطني الأول للحزب مناسبة لتكوين قيادة جماعية» مضيفا «لقد كان هدفي حتى أثناء تأسيس الحزب أن أساهم في مرحلة محددة ومضبوطة الأهداف، فبعد تجربة سياسية وحزبية وبرلمانية ودبلوماسية، أضع ثقتي في إخوان وأصدقاء التحق أغلبهم بالحزب بعد التأسيس». وأكد في هذا الصدد، عن رغبته في فتح تجربة الحزب على آفاق جديدة وأطر جديدة واختيارات ملائمة، وإعطاء هذه النخب فرصة لتجريب قدراتها وكفاءاتها وتقديم تصوراتها السياسية لتجديد وتعميق التصور العام السياسي والتنظيمي للحزب الذي تأسس سنة 2006. مصادر بيان اليوم ربطت الإعلان عن المسار التنظيمي الجديد الذي يريد أن يسير نحوه حزب أزماني بكونه محاولة لإظهار أن هذه الهيئة السياسية لازالت تتواجد في الساحة، وأن هذا هو الهدف الحقيقي وراء تنظيم هذه الندوة التواصلية، فيما أكدت مصادر أخرى أن أزماني عقد «اتفاقا» مع محمد أحجام من أجل تسليمه قيادة الحزب، تجلى ذلك في تولي هذا الأخير مهمة منسق اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الأول للحزب. هذا مع العلم أن محمد أحجام يعد أحد السياسيين المعروفين بتنقلهم داخل مجموعة من الأحزاب، وقد أقر بذلك حينما تلا تصريحا خلال هذا اللقاء التواصلي، حيث أكد أنه سبق له كان عضوا بحزب التقدم والاشتراكية وعضوا بجبهة القوى الديمقراطية، فيما تفادى ذكر انتمائه السابق لحزب الاستقلال بالرغم من أنه سبق وأن تشرح باسمه في الانتخابات السابقة . كما ركز أحجام في تدخله على برنامج المرحلة المقبلة قبل المؤتمر، وهوبرنامج عمل اللجنة التحضيرية الذي يتضمن تنظيم ندوات موضوعاتية بخصوص «الجهوية ونظام الجهة» و»حقيقة وطبيعة المشهد السياسي اليوم في المغرب». الأمين العام أزماني في تصريحه، كال نقدا لاذعا للمشهد الحزبي، مشيرا أن المؤسسة الحزبية في مأزق وتعيش وضع التمزق، وأن حزبه تعرض للكثير من المشاكل والإحراجات، وإن لم يرد الإفصاح في سؤال لبيان اليوم عن طبيعة هذه الإحراجات والتعقيدات ومن أي طرف جاءت، ليربط جزء منها فقط بالصعوبات المالية. هذا بالرغم من أن الحزب المغربي للديمقراطية كما هو معلوم كان قد تمكن من الإفلات من محاولة التذويب التي كاد أن يجره إليها حزب الأصالة والمعاصرة، وقد أكد ذلك أزماني في قوله «لقد رفضت تذويب الحزب المغربي للديمقراطية في المشاريع التي حاولت تفكيك المشهد السياسي اعتمادا على التسلط والتدخل الملغوم والعنيف أحيانا، لم أقبل أن أضع حدا لتجربة حزبية، وما يهمني اليوم فيها هو تطويرها وفتحها على أجيال ونخب جديدة تمكنها من شروط النهوض والتقدم».