طموح مشترك إلى الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ضرورة العمل على توحيد قوى اليسار ككتلة منسجمة فكريا وسياسيا المساهمة الفعلية في محاربة مظاهر الفساد وتوفير الشروط الملائمة لربح معركة القضاء على الفقر والبطالة والأمية والهشاشة والإقصاء أطلقت خمسة أحزاب من اليسار المغربي مبادرة تنسيقية تروم المساهمة في تفعيل الإصلاحات الشاملة التي تفرض نفسها على المجتمع المغربي بكافة مكوناته. وفيما يلي نص البلاغ الذي أصدرته الأحزاب الخمسة والذي يحدد الإطار العام والأهداف المرجوة من هذه المبادرة. اجتمعت بالرباط يومي الثلاثاء 23 غشت والاثنين 29 غشت 2011 قيادات كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب الاشتراكي وحزب اليسار الأخضر المغربي، للتداول حول مستلزمات وضرورات الشروع في مبادرات جماعية في أفق توحيد الجهود بما يحقق طموحها المشترك إلى الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وذلك إحياء لمبادرات التنسيق والعمل المشترك للدفع بمسلسل الإصلاح الشامل الذي تهدف إليه بلادنا، والمساهمة في تفعيل المضامين المتقدمة للدستور الجديد، وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية التي يحتاج إليها المغرب، انطلاقا من المطالب الأساسية، التي خاض من أجلها اليسار المغربي ومعه الأحزاب الوطنية الديمقراطية معارك ونضالات مريرة منذ عقود. وإيمانا من هذه الأحزاب بأن التحولات النوعية التي يشهدها مغرب اليوم، والتي سرع وتيرتها الحراك الاجتماعي والسياسي الذي عرفته بلادنا وعدد من البلدان العربية، فإنه أصبح من الضروري اليوم العمل على توحيد قوى اليسار ككتلة منسجمة فكريا وسياسيا، ومؤهلة باستدامة عملها المشترك، والانكباب على القضايا الكبرى للبلاد، بتبني مضامين الإصلاح الشامل الذي يتوق إليه شعبنا، والمساهمة الفعلية في محاربة مظاهر الفساد بكل أشكاله، وفي توفير الشروط الملائمة لربح معركة القضاء على الفقر والبطالة والأمية والهشاشة والإقصاء. وانطلاقا من مبادئ التضامن التي تميز دائما أحزاب اليسار، تجدد الأحزاب الخمسة مساندتها لنضالات الشعوب المغاربية والعربية من أجل الحرية والكرامة والتقدم، وخاصة بليبيا واليمن وسوريا، وتدين جرائم أنظمة هذه الدول ضد شعوبها. إن أحزاب اليسار الخمسة التي تجتمع في إطار هذا التنسيق، مقتنعة تمام الاقتناع بضرورة بذل كل الجهود المطلوبة، والقيام بالخطوات اللازمة لمواصلة الاتصال مع باقي أحزاب اليسار لتأكيد أهمية وضرورة انخراطها، في هذه الظروف بالذات، لتنسيق المواقف والعمل المشترك بغية بناء مستقبل البلاد الذي يعد مسؤولية وطنية، خاصة بالنسبة لليسار والأحزاب الوطنية الديمقراطية، لتأمين الاستقرار الاجتماعي وفتح آفاق جديدة لإرساء حياة ديمقراطية حقيقية تتأسس على العدالة الاجتماعية وصون الحرية الفردية والجماعية والكرامة الإنسانية والقيم الكونية لحقوق الإنسان. كما أن أحزاب اليسار الخمسة تؤكد من منطلق وعيها بأن ممارسة الديمقراطية السياسية لا تقف عند المساهمة في الاستحقاقات الانتخابية رغم أهميتها، والتي يجب أن تبنى على أساس مقارعة البرامج وتنافس الكفاءات السياسية القادرة على التعبير عن التطلعات الشعبية، بل باتت أيضا، تعني أكثر فأكثر تدبير شؤون المجتمع في كل أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية؛ مما يتطلب العمل عن قرب مع المواطنات والمواطنين لاسترجاع الثقة في العمل السياسي النبيل والمساهمة الفاعلة في دمقرطة الدولة والمجتمع، لإضفاء المصداقية الضرورية على المؤسسات التمثيلية والتنفيذية. ومن هذه المنطلقات، فإن أحزاب اليسار الخمسة، تؤكد على ضرورة تنسيق جهودها مع كل القوى الديمقراطية والحداثية، وخاصة، قوى اليسار التي تتقاسم معها كسب هذا الرهان، كما أنها ستنطلق بمبادرات آنية ومستقبلية لإرساء الآليات الكفيلة باستدامة تنسيق المواقف والعمل المشترك في المسلسل الكامل للاستحقاقات المقبلة والمشاريع الفكرية والسياسية للبناء الديمقراطي الحداثي للمساهمة الفعالة في إرجاع ثقة الشعب في المؤسسات. وحرر بالرباط، في: الاثنين 5 شتنبر 2011. حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب التقدم والاشتراكية حزب جبهة القوى الديمقراطية الحزب الاشتراكي حزب اليسار الأخضر المغربي