أعلنت 5 أحزاب يسارية عن تشكيل تحالف يساري جديد، يعتبر نواة لتنسيق العمل المشترك في ما بينها، خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وأعلن التحالف اليساري، المشكل من الاتحاد الاشتراكي، والتقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية، والحزب الاشتراكي، وحزب اليسار الأخضر المغربي، أن عمله سينطلق بمبادرات آنية ومستقبلية، لإرساء الآليات الكفيلة باستدامة تنسيق المواقف خلال مسلسل الاستحقاقات المقبلة، والمشاريع الفكرية والسياسية للبناء الديمقراطي الحداثي، للمساهمة الفعالة في إرجاع ثقة الشعب في المؤسسات. وكانت قيادات الأحزاب المذكورة اجتمعت بالرباط، يومي 23 و29 غشت الماضي، للتداول حول "مستلزمات وضرورات الشروع في مبادرات جماعية في أفق توحيد الجهود، بما يحقق طموحها المشترك إلى الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية". وأكدت الأحزاب، في بلاغ لها، على "ضرورة تنسيق جهودها مع كل القوى الديمقراطية والحداثية، خاصة قوى اليسار، التي تتقاسم معها كسب هذا الرهان". وكان التهامي الخياري، الكاتب الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية، دعا، في تصريح سابق ل "المغربية"، أحزاب "تحالف اليسار"، المشكل من الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الاتحادي، والطليعة الديمقراطية الاشتراكي، إلى "الالتحاق بالتحالف الجديد، والوعي بأن زمن الشتات انتهى، وأن المستقبل في المغرب الجديد للوحدة والأقطاب الحزبية"، مؤكدا أن التحالف اليساري الجديد سيبقى مفتوحا على جميع الأحزاب اليسارية الأخرى. من جهة أخرى، أوضحت الأحزاب اليسارية الخمسة، في البلاغ ذاته، أن هذه الخطوة تروم إحياء مبادرات التنسيق والعمل المشترك، للدفع بمسلسل الإصلاح الشامل، الذي تهدف إليه البلاد، والمساهمة في تفعيل المضامين المتقدمة للدستور الجديد، وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية، التي يحتاج إليها المغرب، انطلاقا من المطالب الأساسية، التي خاض من أجلها اليسار المغربي، ومعه الأحزاب الوطنية الديمقراطية، معارك ونضالات مريرة منذ عقود. وأعربت أحزاب التحالف الجديد عن اقتناعها بضرورة بذل كل الجهود المطلوبة، والقيام بالخطوات اللازمة لمواصلة الاتصال مع باقي أحزاب اليسار، لتأكيد أهمية وضرورة انخراطها، في هذه الظروف بالذات، لتنسيق المواقف والعمل المشترك، بغية بناء مستقبل البلاد، الذي يعد مسؤولية وطنية، خاصة بالنسبة لليسار والأحزاب الوطنية الديمقراطية، لتأمين الاستقرار الاجتماعي، وفتح آفاق جديدة لإرساء حياة ديمقراطية حقيقية تتأسس على العدالة الاجتماعية، وصون الحرية الفردية والجماعية، والكرامة الإنسانية، والقيم الكونية لحقوق الإنسان، وإيمانا منها بأن التحولات النوعية، التي يشهدها مغرب اليوم، والتي سرع وتيرتها الحراك الاجتماعي والسياسي، الذي عرفته البلاد وعدد من البلدان العربية، تعتبر هذه الأحزاب أنه "أصبح من الضروري العمل على توحيد قوى اليسار ككتلة منسجمة فكريا وسياسيا، ومؤهلة باستدامة عملها المشترك، والانكباب على القضايا الكبرى للبلاد، بتبني مضامين الإصلاح الشامل، الذي يتوق إليه الشعب، والمساهمة الفعلية في محاربة مظاهر الفساد بكل أشكاله، وفي توفير الشروط الملائمة لربح معركة القضاء على الفقر والبطالة والأمية والهشاشة والإقصاء". وأكدت الأحزاب، من منطلق وعيها بأن ممارسة الديمقراطية السياسية لا تقف عند المساهمة في الاستحقاقات الانتخابية، رغم أهميتها، والتي يجب أن تبنى على أساس مقارعة البرامج، وتنافس الكفاءات السياسية القادرة على التعبير عن التطلعات الشعبية، أنها باتت تعني أكثر فأكثر تدبير شؤون المجتمع، في كل أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية، ما يتطلب العمل عن قرب مع المواطنين، لاسترجاع الثقة في العمل السياسي.