انتخب الفاعل الجمعوي مصطفى نشيط رئيسا للجامعة الوطنية للتخييم، خلفا لمحمد القرطيطي وذلك خلال المؤتمر الوطني الثالث للجامعة الذي التأم بالدار البيضاء أيام 25 /26 و 27 نونبر الجاري تحت شعار "المأسسة ..الترافع حول قضايا الطفولة والشباب". وجاء انتخاب مصطفى نشيط بعدما حاز ثقة المؤتمرين الذي صوتوا عليه بالإجماع خلال الجلسة العامة الثانية التي أعقبت المناقشة والمصادقة بالإجماع على القانون الأساسي الذي خول للرئيس المنتخب تشكيل أعضاء المكتب الجامعي داخل آجال لا يتجاوز الخمسة عشر يوما. وتميزت أشغال المؤتمر الذي وصف ب"الناجح" بالحضور الوازن للحركة الجمعوية التربوية التي تمثل مختلف الطيف الجمعوي الوطني، على اعتبار أن الجامعة الوطنية للتخييم تعتبر أكبر نسيج جمعوي يغطي كل ربوع المملكة بأزيد من 250 جمعية وطنية ومتعددة وجهوية و500 جمعية محلية، كما تعتبر الفاعل الرئيسي والأساسي في مجال التخييم بصفة خاصة والترافع حول قضايا الطفولة والشباب بصفة عامة. وعقب انتخابه رئيسا جديدا للجامعة أكد مصطفى نشيط على الدور المحوري والأساسي الذي تضطلع به الجامعة الوطنية للتخييم، على مستوى التربية على قيم المواطنة باعتبارها مدرسة للتنشئة الاجتماعية، مشيرا إلى مختف مكونات الجامعة حريصة بشكل كبير للمساهمة في الرقي بهذا القطاع خدمة للطفولة المغربية، من خلال الانخراط في كل المبادرات الرامية إلى الترفع حول مكتسبات الطفولة المغربية في مجال التخييم، بالإضافة، يقول نشيط "إن العمل الذي ينتظر القيادة المقلبة للجمعة هو التفعيل الأمثل لشعار المؤتمر خاصة في شقه المتعلق بالمأسسة، سواء في علاقتها الشركاء وفي مقدمتهم القطاع الوصي، أو على مستوى طرق وآليات التدبير الداخلي لمختلف هياكلها". وعكس النقاش الذي عرفته أشغال لجن المؤتمر الوطني الثالث، سواء لجنة القانون الأساسي أو لجنة التكوين وكذا لجنة الرؤية الإستراتجية للجامعة، درجة انشغال الفاعل الجمعوي التربوية بقطاع التخييم ومجالاته والرغبة في تطويره والرقي به إلى مستوى خدمة عمومية تستجيب لطموحات الحركة الجمعوية التربوية وتكون في مستوى تطلعات الطفولة المغربية. وخلال الجلسة الختامية، تمت المصادقة على البيان العام للمؤتمر الوطني الثالث والذي جدد فيه المؤتمرون التأكيد على مختلف مواقف الجامعة الوطنية للتخييم بخصوص قضايا الطفولة والشباب باعتبارهم فئة محورية وأساسية في إحداث التغيير المنشود وفي تحقيق التقدم المجتمعي. وبالنظر لتزامن المؤتمر مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الذكرى 32 لصدور اتفاقية حقوق الطفل، لفت البيان العام للمؤتمر الانتباه إلى أوضاع الطفولة في مختلف بقاع العالم والتي تعيش على وقع الحرمان من الحقوق وعدم المساواة والتمييز والعنف الذي يزداد استفحالا في مناطق النزاع وفي مقدمتها فلسطين التي لا يستثني فيها الاحتلال الصهيوني الأطفال في حربه العدوانية على الشعب الفلسطيني. وعبر المؤتمر الوطني الثالث للجامعة الوطنية للتخييم عن قلقله وانشغاله العميق بخصوص الأوضاع المزرية التي تعيش عليها الطفولة المغربية المحتجزة في مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية، معلنا إدانته الشديدة لما تقوم به جبهو البوليساريو من انتهاكات جسيمة في حق هؤلاء الأطفال المحتجزين من خلال الزج بهم في النزاعات المسلحة والاتجار بهم، في تحد سافر لكل مقتضيات القانون الدولي. وطالبت الجامعة الوطنية للتخييم في بيان مؤتمرها الثالث بضرورة ملائمة التشريعات الوطنية مع مقتضيات الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والبروتوكولات الثلاثة الملحقة بها، مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة تثمين المكتسبات التي حققتها بلادنا في مجال حقوق الطفل والتي تحققت بفضل تضافر جهود الحركة الجمعوي التربوية والحقوقية. واعتبارا لكون الجامعة الوطنية للتخييم شريكا رئيسيا في العرض الوطني للتخييم، واستحضارا لمضمون الشراكة التي تجمعها مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، فقد عبر البيان العام عن اسغراب المؤتمر الوطني الثالث لبروز عدة مظاهر سلبية خلال المواسم الأخيرة وطغت بشكل كبير خلال الموسم الأخير وهو ما يبعث على القلق وعدم الارتياح بحسب البيان. كما سجل المؤتمرون غياب أي مجهود من طرف القطاع الوصي خلال السنتين الماضيتين لصيانة وتأهيل مراكز التخييم علما بأن سنتين من الإغلاق بسبب كورنا كانت من الممكن استغلالها لترميم وتأهيل العديد من المراكز التي باتت مهترئة ومهدد بالزوال من قبيل العديد من مخيمات الأطلس التي تختزن ذاكرة المخيمات ببلادنا. إلى ذلك حذرت الجامعة الوطنية للتخييم في بيان مؤتمرها الثالث من الاستمرار في مسلسل تفويت فضاءات التخييم والازهاج على العديد أو التهديد بذلك كما الحال بالنسبة لمخيم عين السبع ومخيم الهرهورة وطماريس وغير من الفضاءات التي بات يتهددها الهدم والتفويت. ودعا بيان المؤتمر وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى إعادة بناء الثقة بين كافة الفاعلين في المجال، في إطار التزامات واضحة ومسؤولة وفتح آفاق جديدة بين الوزارة والجامعة بهدف تجويد هذه الخدمة العمومية لخدمة الطفولة والشباب المغربي يشار إلى أن المؤتمر شهد لحظات مميز تكرس لثقافة الاعتراف والعرفان، فبالإضافة إلى تكريم الرئيس السابق محمد القرطيطي تم تكريم أعضاء المكتب الجامعي المنتهية ولايته، تم تكريم العديد من الفاعلين الجمعويين والمؤسساتيين شركاء الجامعة الوطنية للتخييم، في مقدمتهم عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، التي حضرت الجلسة الافتتاحية المؤتمر، كما تم تكريم محمد المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل والذي ناب عنه المدير الجهوي للقطاع اسماعيل الحمراوي. و تكريم النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين والذي ناب عنه الإطار رشاد عبد السلام، بالإضافة إلى تكريم مجلس النواب الطالبي العالمي الذي تعذر عليه الحضور. بالإضافة إلى تكريم محمد ايت الحلوي رئيس قسم أنشطة وحماية الطفولة بوزارة الثقافة والشباب والتواصل، وعبد الرحمان أجباري الرئيس السباق لمصلحة المخيمات وعبد الحكيم قيقي رئيس مصلحة التكوين والإطار بالوزارة ذاتها محمد الحراق.