أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن لقاح الأنفلونزا الموسمية يحمي من الإصابة ومن الحالات الخطيرة والوفيات. وقال الخبير، في مقال حول "لقاح الأنفلونزا الموسمية"، إن "أخذ لقاح الأنفلونزا مرة واحدة سنويا يساهم في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض ونقل العدوى للآخرين بنسبة قد تصل إلى 90 بالمائة. كما أنه يحمي من الحالات الخطرة والوفيات بشكل هائل". وأبرز أن لقاح الأنفلونزا يعتبر "من اللقاحات الآمنة، وتعتبر منافعه أهم بكثير من بعض الآثار الجانبية القليلة والبسيطة من قبيل آلام واحمرار مكان الحقنة". وسجل في السياق ذاته، أن "الأنفلونزا الموسمية تصيب سنويا ملايين الناس، حيث يصاب بعض الأشخاص بأعراض بسيطة، وقد يدخل آخرون إلى المستشفيات وأقسام الإنعاش. كما يتوفى مئات الآلاف سنويا بسبب المضاعفات الناجمة عن العدوى"، مبرزا أن الإصابة بالمرض تشكل أيضا ضغطا على المستشفيات والأطر الصحية، وتتسبب في الغياب عن العمل والدراسة طيلة موسم العدوى، مع ما لذلك من أثر على الحياة الاجتماعية والمردودية الاقتصادية للمقاولات والدول. وأوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الأنفلونزا الموسمية تعتبر مرضا ناتجا عن الإصابة بفيروسات الانفلونزا وتصيب أساسا الجهاز التنفسي، مشيرا إلى أن أعراض المرض تتراوح ما بين "الخفيفة أحيانا والشديدة ، وهي ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية غالبا، قشعريرة وتعرق، صداع، سعال جاف مستمر، تعب وإرهاق، سيلان الأنف، التهاب الحلق، ألم في العضلات وقيء وإسهال أحيانا عند الأطفال". وأشار إلى أن الأنفلونزا عند الشباب الأصحاء تشفى في الغالب بعد أسبوع أو اثنين من المرض، لكن عند بعض الفئات من ذوي عوامل الخطورة، قد تتطور الإصابة إلى حالات خطيرة ووفيات، مسجلا أن "الوفيات الناتجة عن الأنفلونزا الموسمية تبلغ عالميا ما بين 300 و 650 ألف وفاة سنويا"، وأن من أهم عوامل الخطورة "السن فوق الخامسة والستين، ووجود أمراض مزمنة مهما كان السن كالسكري والضغط وأمراض القلب والجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض المزمنة، ضعف الجهاز المناعي، النساء الحوامل، السمنة". كما أبرز أن المضادات الحيوية تقتل الباكتيريا وليس الفيروسات، لذلك ، يضيف الخبير ، من الخطأ استعمالها لعلاج الأنفلونزا "لا يصف الأطباء هذه المضادات إلا إذا انضافت إصابة باكتيرية فوق الفيروس. ويكون العلاج عادة عند الشباب الأصحاء، الراحة وشرب الكثير من السوائل فقط، ولكن في بعض الحالات ذات الهشاشة قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروس". ومن جهة أخرى، أفاد الطيب حمضي بأن "الانفلونزا ليست هي نزلة البرد (Rhume)، وإن كان كلاهما من أمراض الجهاز التنفسي، فهناك اختلاف في نوع الفيروسات المسببة، كما تتشابه أعراض المرضين، ولكنها تكون أكثر حدة وتنوعا وتبدأ بشكل مفاجئ في حالات الانفلونزا، بينما تكون تدريجية وخفيفة وغالبا تتلخص في صداع وسيلان الأنف في نزلة البرد". وشدد الخبير على أن "جميع الأشخاص ابتداء من سن ستة أشهر بإمكانهم أخذ اللقاح، ويعتبر جد مفيد لهم طبيا وصحيا، ولكن يعتبر أخذ اللقاح من قبل بعض الفئات أولوية باعتبارهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الانفلونزا، ولاسيما جميع البالغين من العمر 65 عاما فما فوق، وجميع من يعانون من أمراض مزمنة أو ت ضعف المناعة مثل السكري، أمراض القلب، أمراض الرئتين، أمراض الكبد، أمراض الكلى، السرطان، بالإضافة إلى النساء الحوامل خلال جميع مراحل الحمل، والمهنيين الصحيين لحماية مرضاهم وحماية أنفسهم ليبقوا أصحاء في مواجهة موسم الأمراض الذي يتطلب حضورهم أكثر من أي وقت". وسجل أنه من الواجب أخذ اللقاح ابتداء من شهر أكتوبر، وهو "حقنة واحدة بالنسبة للبالغين والأطفال فوق 9 سنوات، وتبدأ فعالية حمايته أسبوعين بعد أخذ الحقنة، وتستمر من 6 إلى 8 أشهر حيث يكون موسم الأنفلونزا قد انتهى". وخلص حمضي إلى أن فيروسات الأنفلونزا تتحور باستمرار، لذلك تتغير اللقاحات كل سنة لمواجهة الطفرات الجديدة، مبرزا أن المغرب سيستعمل هذه السنة كالسنتين الفارطتين لقاحا بأربع سلالات عوض ثلاث سلالات كما كان سابقا حتى تكون الحماية أكبر. وبالنسبة للفئات الهشة، فإن "الإرشادات الطبية توصي بشكل قوي بتلقيهم لقاح الأنفلونزا ولقاح كوفيد- 19 لحمايتهم من المرضين معا".