سفير المملكة بتونس: الطاقم الطبي المغربي يقدم خدمات طبية «جليلة ومتنوعة» لفائدة النازحين من جحيم الحرب قام سفير المغرب بتونس، نجيب زروالي وارثي، يوم الجمعة الماضي، رفقة المحلق العسكري المغربي بهذه السفارة، العقيد حامد أحمد، بزيارة تفقدية للمستشفى العسكري الميداني المغربي متعدد الاختصاصات المقام حاليا بضواحي مدينة جرجيسبالجنوب التونسي القريبة من الحدود التونسية الليبية. وصرح زروالي لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الزيارة كانت مناسبة للاطمئنان على أحوال الطاقم الطبي وشبه الطبي الذي يعمل بهذا المستشفى وإبلاغ أعضائه مشاعر «التقدير والعرفان»، التي ما فتئت تعبر عنها السلطات التونسية المدنية منها والعسكرية «للدور الإنساني النبيل» الذي تضطلع به هذه الوحدة الصحية المغربية لفائدة آلاف اللاجئين النازحين من ليبيا من مختلف الجنسيات في ظروف صعبة. وأضاف أن هذا الطاقم الذي يقدر عدد أفراده بنحو مائة طبيب من مختلف التخصصات وممرضين ومساعدين يقدمون خدمات طبية «جليلة ومتنوعة» لفائدة المرضى من أجل التخفيف من معاناتهم الجسدية والنفسية، مشيرا إلى أن هذه الوحدة الصحية المغربية تستقبل يوميا أزيد من 200 مريض من جنسيات مختلفة، أغلبهم من الليبيين النازحين من بلدانهم وكذا من أهالي المنطقة. يذكر أن المغرب، وبتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، بادر منذ اندلاع الأحداث في ليبيا في فبراير الماضي وبدء تدفق اللاجئين على التراب التونسي، بإرسال كميات من المساعدات الإنسانية والأدوية والمعدات الطبية إلى الجنوب التونسي لمساعدة السلطات التونسية في مواجهة الظروف الصعبة لهؤلاء اللاجئين ومع بداية شهر مارس الماضي، تم تركيز المستشفى الميداني التابع للقوات المسلحة الملكية بمنطقة رأس جدير على الحدود الليبية التونسية (520 كلم جنوب العاصمة التونسية)، حيث شرع في استقبال وإسعاف آلاف اللاجئين المقيمين بمخيم (شوشة) بالقرب من بوابة العبور، قبل أن ينتقل في مايو الماضي، بتنسيق مع السلطات التونسية إلى ضواحي مدينة جرجيس 70 كلم شمال رأس جدير).) ويتوفر المستشفى على تجهيزات طبية متقدمة حيث يوجد به 20 سريرا لاستقبال المرضى ومصلحة للإنعاش وغرفة للعمليات وأخرى للولادة ومختبر للتحاليل وآخر للأشعة، بالإضافة إلى صيدلية تحتوي على جميع أنواع الأدوية وسيارة إسعاف مجهزة، ويوجد ضمن طاقمه الطبي أخصائيون في الإنعاش والتوليد وطب الأطفال والطب النفسي. ويعمل المستشفى المغربي، الذي يتم تجديد طاقمه كل فترة معينة، بتعاون وتنسيق مع السلطات العسكرية والطبية التونسية والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة على الحدود التونسية الليبية. وفي نفس السياق، نوهت صحيفة «لبريس» التونسية بالمهمة الإنسانية النبيلة التي يضطلع بها المستشفى العسكري الميداني المغربي متعدد الاختصاصات المقام حاليا بمدينة جرجيسبالجنوب التونسي، لفائدة اللاجئين النازحين من ليبيا. وقالت الصحيفة في مقال بعددها الصادر يوم الجمعة الماضي، إن المستشفى المغربي بما يسديه من خدمات طبية متنوعة يضطلع بمهمة «نبيلة ويوجد محل تقدير كبير، وهو ما يستحق كل التنويه، خاصة في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها الشعب الليبي الشقيق». وفي سياق استعراضها للمهام التي يقوم بها المستشفى، أوضحت الصحيفة أنه منذ استقرار هذه الوحدة الصحية المغربية بمدينة جرجيس (400 كلم جنوب العاصمة التونسية)، قبل شهرين ونصف، بعد انتقاله من (رأس جدير) على الحدود مع ليبيا، قدم الإسعافات الضرورية لنحو 32 ألف مريض، فيما بلغ عدد الخدمات الطبية التي استفاد منها هؤلاء المرضى 56 ألف و 184 خدمة، كما قدم بصورة مجانية نحو 30 الف وصفة طبية للمرضى، 90 في المائة منهم من بين النازحين الليبيين، والباقي من جنسيات مختلفة بمن فيهم المواطنين التونسيين من الفئات المحتاجة. وذكرت «لبريس» في هذا السياق، أن المغرب ومنذ اندلاع الأحداث في ليبيا وبدء تدفق اللاجئين من هذا البلد عبر معبر (رأس جدير) الحدودي إلى الأراضي التونسية، قام في مبادرة تضامنية منه، بإيفاد مستشفى ميداني متعدد الاختصاصات تم تركيزه بالقرب من مخيم (شوشة) للاجئين، بمنطقة رأس جدير، حيث شرع في تقديم خدماته الإنسانية للاجئين لعدة شهور، قبل أن يتقرر نقله إلى مدينة جرجيس ( 70 كلم جنوب رأس جدير) بعد ظهور صعوبات في العمل، جراء تظاهر اللاجئين ولجوئهم إلى إحراق المخيم. وأبرزت الصحيفة التونسية أن هذه الوحدة الصحية المتكاملة، التي يعمل بها طاقم طبي وشبه طبي يصل عدد أفراده إلى نحو مائة شخص، يضم مرافق متعددة الاختصاصات، حيث يجري في المعدل 200 استشارة طبية يوميا. وقالت إن المستشفى يتوفر على تجهيزات مهمة وصيدلية كبيرة تحتوي على جميع أنواع الأدوية، بالإضافة إلى سيارة إسعاف مجهزة ومتوفرة على طبيب خاص بها، مشيرة إلى أن المستشفى يتوفر أيضا على 20 سريرا لاستقبال المرضى ومصلحة للإنعاش وغرفة للعمليات وأخرى للولادة وطبيبين متخصصين في الإنعاش وإحصائي في التوليد وطبيب أطفال وطبيب نفساني، فضلا عن تخصصات أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة المستشفى المغربي تعمل بتعاون وتنسيق كاملين مع الجيش التونسي والمستشفى الجهوي بمدينة جرجيس والسلطات المحلية بالمنطقة.