يشهد المستشفى الميداني المغربي،متعدد الاختصاصات، بمخيم (شوشة) للاجئين النازحين من ليبيا،بالقرب من بوابة العبور (رأس جدير)، على الحدود التونسية الليبية (560 كلم جنوب شرق العاصمة) ،نشاطا مكثفا على مدار الساعة. فمنذ الانتهاء من تجهيزه وترتيب مرافقه وملحقاته الطبية، في7 مارس الجاري، وأزيد من 45 من الأطر الطبية وشبه الطبية التابعين للقوات المسلحة الملكية، يشتغلون كخلية نحل لا تتوقف عن الحركة، يستقبلون يوميا مئات اللاجئين المرضى والمصابين من مختلف الفئات والأجناس والأعمال، ومن ضمنهم المواطنون المغاربة العائدون من ليبيا عبر هذه البوابة الحدودية. وصرح مدير المستشفى، العقيد البروفيسور،خالد الصايغ، رئيس قسم جراحة الأمعاء بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن الطاقم الطبي المغربي بمختلف تخصصاته، يقوم يوميا بفحص وإسعاف عشرات المرضى، وقد يتجاوز هذا العدد في بعض الأيام ال` 300 حالة، إضافة إلى التدخلات الجراحية للمرضى الذي يقصدون المستشفى للاستفادة من خدماته الطبية والصحية المختلفة. وقال إنه تم خلال في ثلاثة أيام، تقديم 1500 خدمة طبية وإسعافية، وصرف 900 وصفة دواء و6 عمليات جراحية. ولا ينحصر العمل الإنساني للطاقم الطبي المغربي بداخل المستشفى، بل يضطر في بعض الأحيان إلى التنقل خارجه، إما في فضاء المخيم أو بالمنطقة المجاورة، كما حدث أمس الخميس، في حالة استعجاليه تطلبت تنقل الأطباء المغاربية بسيارة الإسعاف التابعة للمستشفى،لاسعاف المصابين في حادثة سير وقعت على الطريق الرابط بين مدينة بن قردان على مسافة 15 كلم ورأس جدير. وقال مدير المستشفى، إن الأطباء المغربية ينسقون جهودهم في تقديم الإسعافات اللازمة للمرضى بالمخيم مع الجهات التونسية المختصة، وكذا مع بعض المنظمات الدولية،مثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة(اليونيسف)، وذلك في إطار مجموعات مشتركة، خاصة في مجال الطب النفسي بالنسبة لحالات الأطفال الذين يعانون من ضغوطات نفسية. وفي سياق متصل، قام سفير المغرب بتونس،السيد نجيب زروالي وارثي ،اليوم الجمعة،بزيارة لمخيم شوشة، حيث اطلع على مرافق المستشفى والتقى بالطاقم الطبي المغربي، وهنأ أعضاءه على الخدمات الإنسانية النبيلة التي يقدمونها لساكنة المخيم، والتي ، كما قال ، وجدت صداها الطيب سواء لدى المسؤولين التونسيين والجمهور التونسي أو لدى المستفيدين من هذه الخدمات ومسؤولي المنظمات الدولية الذين يزورون المخيم .(يتبع). كما نوه بالجهود الجبارة والتضحيات التي يقوم بها القائمون على المستشفى من أجل إعطاء صورة مشرفة عن المغرب وعن الدور الذي اعتاد القيام به، بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مثل هذه الحالات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم. وجدد السيد زروالي وارثي، بهذه المناسبة،دعم المغرب لتونس ومساندته القوية لها في مواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها عشرات الآلاف من المهاجرين النازحين من ليبيا عبر التراب التونسي، مذكرا في هذا السياق بمبادرة جلالة الملك محمد السادس، بإرسال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والمعدات الطبية ومن بينها المستشفى الميداني متعددة الاختصاصات. وقام العديد من المسؤولين التونسيين والدوليين، في إطار الزيارات التفقدية المتتالية لأوضاع اللاجئين بالمخيم،بزيارة المستشفى المغربي، حيث نوهوا بالدور الإنساني الهام الذي تضطلع به هذه الوحدة الصحية المغربية وما تقدمه من خدمات طبية لساكنة المخيم ، ومن بين هؤلاء وزيرة الصحة التونسية حبيبة بن رمضان، ووزير الشؤون الاجتماعية محمد الناصر، والمدير العام للصحة العسكرية بالقوات المسلحة التونسية اللواء محمد الشابي، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس،الذي ثمن في لقاء صحفي مؤخرا بتونس الدور الذي يقوم به المستشفى المغربي في مساعدة اللاجئين. ويذكر أن المستشفى الميداني المغربي، الذي يمكن أن تصل طاقته الاستقبالية إلى ألف عملية فحص في اليوم، يتوفر على مرافق وتجهيزات طبية، تضم على الخصوص قاعة للعمليات وأخرى للأشعة والتخطيط الإشعاعي (الإكوغرافيا) ومختبر للتحليلات وقاعتين للفحص في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى 30 سريرا للمرضى الذين تتطلب حالاتهم الاحتفاظ بهم تحت المراقبة لفترة معينة وسريرين للانعاش وحدة للصيدلة وسيارة إسعاف. أما الطاقم الطبي، فيضم إخصائيين في الإنعاش والتخدير والجراحة العامة وجراحة العظام وجراحة العيون وجراحة الأذن والأنف والحنجرة وطب النساء والولادة والطب النفسي وطب الأطفال والطب العام ،فضلا عن طبيب إختصاصي في الجراحة البيولوجية وآخر مختص في الأوبئة والطب الشمولي،يساعدهم 21 ممرضا . من جهة أخرى، صرح السفير المغربي لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال زيارته للمخيم، بأن دفعة جديدة من المواطنين المغاربة العائدين من ليبيا وعددها 25 شخصا ، من بينهم سيدة حامل، وصلت أمس إلى رأس جدير ،حيث تقوم المصالح القنصلية المغربية بتونس بتوفير وسائل نقلهم إلى العاصمة التونسية وإقامتهم هناك والترتيب مع الخطوط الملكية المغربية لتأمين عودتهم إلى المغرب.