ثمن مسؤولون تونسيون «المبادرة التضامنية» التي قام بها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، والمتمثلة في إرسال كميات هامة من المساعدات الإنسانية والمعدات إلى تونس للإسهام في التخفيف من وطأة الأوضاع الإنسانية الصعبة الناجمة عن نزوح آلاف اللاجئين من مختلف الجنسيات، من ليبيا إلى الأراضي التونسية. وأكد هؤلاء المسؤولون، أن المبادرة المغربية «تترجم روح التضامن والإخاء التي جبل عليها الشعب المغربي وإيمان المغرب الراسخ بمستقبل بناء المغرب العربي، في إطار من التضامن والتآزر». وفي هذا الصدد، قال الدكتور سامي الرقيق المدير الجهوي لوزارة الصحة التونسية بولاية تطاوين، الذي شارك في استقبال الطائرات العسكرية المغربية التي وصلت مساء يوم الأربعاء الماضي إلى مطار جربة بالجنوبالتونسي، محملة بكميات من المساعدات الإنسانية التي أمر جلالة الملك محمد السادس بإيفادها إلى تونس، «لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر والامتنان للمغرب ولجلالة الملك محمد السادس على هذا الدعم الإنساني لتونس من أجل مواجهة هذه الظروف الإنسانية العصيبة» لآلاف النازحين من ليبيا من مختلف الجنسيات. ومن جهته، قال الدكتور نوفل الصمراني، مدير وحدة الطب ألاستعجالي بوزارة الصحة التونسية، الموجود في مخيم رأس جدير، «إننا نشكر إخواننا المغاربة على هذه المبادرة التلقائية، التي نقدرها حق قدرها». واعتبر أن المساعدة الإنسانية، التي بادر المغرب بإرسالها إلى تونس، تندرج في إطار التضامن والتعاون الفعال الذي ينبغي أن يسود بين الشعوب المغاربية من أجل مواجهة الظروف الصعبة والتطلع نحو بناء مغرب عربي موحد ومتضامن. وفي السياق ذاته، أكد سفير المغرب بتونس نجيب زروالي وارثي، إن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، دأب دوما على تقديم يد العون والمساعدة للدول الصديقة والشقيقة. وقال إن مبادرة جلالة الملك بإرسال هذه المساعدات الإنسانية «لأشقائنا في تونس، هو دليل قوي على ما يجمع الشعبين المغربي والتونسي من أواصر قوية وروابط تاريخية راسخة، كما أنه برهان على العلاقات المتميزة التي تجمع على الدوام المغرب وتونس». وفي هذا الإطار، تواصلت «المبادرة التضامنية» المغربية، بوصول طائرتين عسكريتين ليلة أمس الجمعة، إلى مطار جربة بالجنوبالتونسي، تحملان مجموعة من المعدات الطبية والاستشفائية، التي سيستعملها الطاقم الطبي المغربي في عمليات الإسعاف والمساعدة الطبية لفائدة النازحين من ليبيا إلى الأراضي التونسية. وتتضمن هذه المعدات على الخصوص وحدة متكاملة لإجراء العمليات الجراحية ومجموعة من الأدوات والتجهيزات الصحية والطبية الخاصة بالمستشفى الميداني الذي أقامته البعثة الإنسانية المغربية أمس الجمعة بمخيم اللاجئين بمنطقة رأس جدير الحدودية (560 كلم جنوب شرق العاصمة التونسية). وكان في استقبال الطائرتين والسهرعلى استلام هذه المعدات الملحق العسكري المغربي لدى السفارة المغربية بتونس، العقيد أحمد حامد وعدد من المسؤولين التونسيين مدنيين وعسكريين. وكانت ثلاث طائرات مغربية قد نقلت أول أمس الخميس كميات هامة من المساعدات الإنسانية تتضمن أدوية ومستلزمات طبية واستشفائية ومعدات طبية خاصة بمستشفى ميداني وسيارة إسعاف. كما وصل إلى تونس في إطار نفس المهمة الإنسانية 25 طبيا عسكريا مغربيا في مختلف التخصصات و25 من الممرضين والفنيين المساعدين. وقد نقلت هذه المساعدات والمعدات إلى منطقة العبور رأس جدير، على الحدود التونسية الليبية، حيث أقيم مستشفى ميداني مغربي للمساهمة في تقديم الإسعافات اللازمة للنازحين.