عبر مساء اليوم الخميس، منفذ رأس جدير، على الحدود بين ليبيا وتونس (520 كلم جنوب العاصمة)، 415 من أفراد الجالية المغربية المقيمين في ليبيا ، في طريق عودتهم إلى المغرب . وقد وصل هؤلاء المواطنون إلى الأراضي التونسية بواسطة قافلة قادمة من العاصمة الليبية، تضم 10 حافلات خاصة أجرتها المصالح القنصلية المغربية بطربلس ، وكان في استقبالهم بالبواب الحدودية، سفير المغرب بتونس ، نجيب زروالي وارثي والقنصل العام للمملكة ، خالد الناصري . وفي اتصال بوكالة المغرب العربي للأنباء ، أفادت مصادر القنصلية المغربية بطرابلس ، أن أغلب العائدين اليوم كانوا يقيمون في العاصمة طرابلس ، فيما يقيم الآخرون في مدن الزاوية وزوارة والخمس وزليطن وبني وليد بالمناطق الغربية لليبيا. وأفادت هذه المصادر أن القنصلية تتلقى يوميا اتصالات من أفراد الجالية من مختلف مناطق إقامتهم بالمدن الليبية ، فتقوم بتسجيل الراغبين في العودة إلى المغرب ، في انتظار اكتمال العدد الذي يتطلب معه الأمر تأجير حافلة أو أكثر لتأمين وصولهم ، رفقة مندوب من القنصلية إلى غاية الحدود مع تونس. وأضافت المصادر أن مصالح هذه القنصلية ، تعمل حاليا على الوصول إلى مجموعة أخرى من المغاربة يوجدون في مدينة مصراطة المحاصرة ،عبروا عن رغبتهم في المساعدة على تأمين عودتهم إلى المغرب. وبالنسبة للمجموعة التي وصلت اليوم إلى رأس جدير والتي تضم عددا من الأسر والأطفال، فقد رتبت السفارة والمصالح القنصلية المغربية بتونس حافلات خاصة لنقلهم وإيوائهم وإطعامهم بمطار جربة بالجنوبالتونسي، حيث من المنتظر أن تصل خلال الساعات الأولى من صباح غد الجمعة، طائرة تابعة للخطوط الجوية المغربية، في رحلة خاصة، لتقلهم إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وقد عبر السفير المغربي بتونس ، في تصريحات صحفية، عن "شكر المغرب وتقديره" للسلطات التونسية على حسن استقبالها للمغاربة العائدين من ليبيا وتسهيل إجراءات عبورهم التراب التونسي في طريق عودتهم إلى أرض الوطن، مذكرا في هذا الصدد بروابط الأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين والعلاقات المتميزة القائمة بين الدولتين. وفي سياق متصل ، قام السيد نجيب زورالي، خلال تواجده برأس جدير، بزيارة للمستشفى الميداني العسكري المغربي متعدد الاختصاصات، المقام بمخيم اللاجئين، بالمنطقة الحدودية، حيث قدم له الطاقم الطبي الجديد بالمستشفى، الذي قدم مؤخرا من المغرب ليعوض الطاقم السابق الذي عمل لمدة شهرين متواصلين، نظرة عن نشاط المستشفى وما يشهده من إقبال يومي من قبل ساكنة المخيم من مختلف الجنسيات . وفي هذا الصدد ، أوضح المدير الجديد للمستشفى ، البروفسور العقيد فريد كلوية ، أن مختلف أقسام المستشفى قدمت خدمات طبية في مختلف المجالات والتخصصات لأكثر من 31 ألف و400 مريض، منذ انطلاق نشاطه في السادس من مارس الماضي. وأشار إلى أن هذه الخدمات شملت اختصاصات مختلفة من بينها الطب العام وطب العيون وأمراض الأذن والأنف والحنجرة وطب الأطفال وطب النساء والتوليد والطب النفسي والتحاليل الطبية والكشف بالأشعة، بالإضافة إلى التدخلات الجراحية وصرف وصفات الدواء من الصيدلية التابعة للمستشفى. ويتوفر المستشفى على عدة تجهيزات طبية متقدمة منها غرفة متكاملة للعمليات ومختبر للتحليلات وقاعة للكشف بالأشعة وقاعة للأسرة وعيادة للتوليد وأخرى للأطفال وصيدلية وسيارة للإسعاف. يذكر أن الطاقم الطبي العامل بالمستشفى المغربي والذي تم تعويضه مؤخرا بطاقم آخر، يضم 70 فردا ما بين أطر طبية وشبه طبية وممرضين وتقنيين مساعدين.