ينبهنا الاعتداء الذي استهدف رئيس جماعة تيلمي بإقليم تنغيرداخل مكتبه وبواسطة السلاح الأبيض، إلى درجة العبث والخطورة التي يمكن أن تصل إليها عدوانية ودناءة مفسدي الانتخابات والمتسلطين على عدد من مدننا وجماعاتنا. إن ما حدث مع رئيس جماعة تيلمي، العضو في حزب التقدم والاشتراكية، قد يكون له مثيل في مناطق أخرى من المملكة، وهو ما يؤكد أن لوبيات الفساد لا تبالي بالقوانين ولا تولي أي اعتبار لمصلحة البلاد، سندها في الرعونة إما رجال سلطة متواطئون أو أموال حرام متوفرة، ومثل هذه الكائنات أصبحت تهدد مسلسل تطوير منظومتنا الانتخابية، والنهوض بجماعاتنا المحلية وبتحسين حكامتها. لا يمكن أن نتطلع إلى انتخابات جماعية مغايرة عن السابق، ونحن لازلنا نشاهد كائنات انتخابية تجيش «الشناقة»، وتبيح اللجوء إلى كل الأساليب بما فيها العنف الجسدي ضد الخصوم السياسيين، ولا يمكن أن نطمئن للمستقبل ونحن نرى ونسمع من الآن كيف أن مفسدي الانتخابات انطلقوا في حشد «الحياحة» والتربص للانقضاض على الجماعات. في عدد من المناطق يتحدث الناس عن «تقنيات» بدأ المفسدون يبدعونها للالتفاف على المقتضيات القانونية الجديدة، وبالتالي إدامة سيطرتهم على مدننا وعلى طموحات سكانها. إن مدينة كبرى مثل الدارالبيضاء تعطينا اليوم درسا واضحا في المصير الذي تؤول إليه جماعاتنا عندما يتمكن «شناقة» من ولوج المجالس ك «منتخبين»، ونصير كلنا وجها لوجه أمام الرداءة والعبث في أبشع صورهما، وأخشى ما نخشاه أن تنهزم أحلام وتطلعات شعبنا في باقي المناطق أمام لوبيات الفساد، وتجر البلاد كلها إلى الخلف. إنها النتيجة المنطقية عندما يشجع البعض عناصر مسخرة على حمل سكين واقتحام مكتب رئيس جماعة سعيا لتصفيته، وفي جذبة الهستيريا هذه لا يتعب لسانه من ترديد اسم من كلفه ب «المهمة». قد يكون المعتدي في تيلمي اقترف طيشه بقرار أو جنون منه، ولكن التفاصيل والسياق في المنطقة سابقا والآن تفيد أن العملية تنتظم في سلسلة مترابطة يوجد الفاعل الحقيقي وراء تدبير حلقاتها، أي لوبيات الفساد والمتربصون بجماعاتنا. السؤال هنا، لماذا كل هذا؟ ولماذا استهداف تجربة تسييرية لحزب وطني تقدمي؟ ولماذا يحصل كل هذا الآن؟ ولماذا الأصابع والدلائل تقودنا فقط إلى ذات الجهة الحزبية المشار إليها اليوم بكل تعابير الفساد على طول البلاد وعرضها؟ إن هذه الأساليب العتيقة لم تعد تجدي أو تخيف في السياق المغربي والعربي الحالي، والمغرب في هذه المرحلة السياسية المصيرية في حاجة إلى العقل والى استحضار الرصانة لعبور كل مسالك ودروب الإصلاح. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته