عند الحديث عن حماية البيئة والطبيعة لا يصعب للمرء العثور على كتب لأنها وفيرة، لكن القليل منها تناول التوجه الجديد حاليا وهو السياحة الخضراء، احد الكتب تحدث عن هذا النوع مع تقديمه شرحا لجوانب كثيرة منها وتحديد أهم المناطق لها، منها ولاية بافاربا وشمال ولاية مكلنبورغ فوربومرن. ففي مكلرلنبورغ فوربومرن الولاية التي يصل طول ساحلها على بحر البلطيق إلى 1900 كلم، قام اتحاد السياحة الألماني بتطوير مشروع فريد للمنطقة، بحيث يمكن للسياح تمضية إجازة حيادية للمناخ، أي لا تتسبب في انبعاث غاز ثاني اكسيد الفحم، أهم ما فيه: بيع أسهم للغابة. و تقوم الفكرة على مساهمة السياح في قيام أول غابة مناخية ألمانية، وذلك من خلال شرائهم رمزيا شجرة في الغابة، فمن يشتري احد أسهم الغابة بقيمة عشرة يورو، يمكنه أن يزرع شجرة، تقوم بتعديل أو تحييد كمية الغاز العادم التي تتسبب بها كحد متوسط أسرة مؤلفة من أربعة أشخاص في إجازة لمدة أسبوعين. أما عملية زرع الأشجار فيمكن للزائر أن يساهم فيها شخصيا ويزرع بالتالي الشجرة التي تبرع بها على شكل سهم، وقد تم حتى اليوم بيع أكثر من عشرة آلاف سهم من اجل زرع ست غابات مناخية تصل مساحتها الإجمالية إلى 7,5 هكتار. وهذا الانقلاب في التفكير والاتجاه نحو القيام برحلة صديقة للبيئة أو ما تسمى اليوم الرحلات الخضراء، طال أيضا شركات سياحة وفنادق في ألمانيا، ودور الريادة هنا يشغله فندق فيلدبيرغرهوف في منطقة الغابة السوداء، وهواول فندق لحماية المناخ من التلوث تهتم إدارته بالاستخدام الرشيد للطاقة والماء أيضا. وقد عمدت تدريجيا إلى تجهيز كامل البناء بأجهزة منخفضة الاستهلاك للطاقة، منها استبدال التدفئة القديمة بالمازوت بمحطة تدفئة حديثة. وبناء على هذه الإستراتجية تمكنت ولاية مكلنبورغ فوربومرن من توفير ما بين ال600 و700 طن من غاز ثاني اكسيد الفحم، إضافة إلى حوالي 300 ألف ليتر من زيت التدفئة. طريق آخر سلكته شركة القطارات الألمانية «دويتشه بان» فمن خلال عرضها الخاص «الطبيعة هدف الرحلة» تقوم بنقل المسافرين إلى 17 منتزه قومي ألماني، تتوفر فيه محميات طبيعية منتشرة من البحر الضحل في الشمال وحتى مناطق جبال الالب في الجنوب. وبالتعاون مع اتحادات البيئة الكبيرة مثل اتحادي نابو وبوند توزع شركة القطارات الألمانية الدعاية للرحلات الخضراء عن طريق منشورات لطرق الدراجات والسير في مناطق المحميات. مثال آخر جيد للإجازة الخضراء هو ما تعتمده شركة فيابونو، فمنذ عام 2001 وبمبادرة من الوزارة الاتحادية لشؤون البيئة ومكتب البيئة الاتحادي، تم جمع حوالي 350 فندقا وشقة للإجازة ومجمعات مؤتمرات ومناطق مخيمات وبيوت شباب ومطاعم ومنتزهات طبيعية ومناطق سياحية في ألمانيا للمساهمة في بناء الرحلات المستدامة. وفي «منتدى السفر بشكل مختلف» وبدء نشاطاته منذ قرابة عامين، تمكن من ضم 140شركة سياحية للسير في طريق السياحة المستدامة، وبالتعاون مع شركة اتموسفير في برلين يعرض هذا المنتدى خلال معرض بورصة السياحية العالمي الذي يقام سنويا في العاصمة الألمانية على الزوار والمسافرين أفكارا عن كيفية تخفيض كميات الغاز العادم التي يتسببون بها خلال رحلاتهم الجوية. والنقود المتحصلة من «شهادة المناخ» التي يحصل عليها كل زائر يتم استثمارها في مشاريع لإنتاج الطاقة في الدول النامية. ومنذ تأسيسها بداية عام 2009 يشارك في المبادرة المستدامة الجديدة «فوتوريوس»، اكبر شركات سياحية ألمانية مثل توو وتوماس كوك، سواء في إعادة تشجير غابات في سيريلانكا أو دعم طاقة الرياح في تركيا، إضافة إلى 14 مشروعا لحماية الطبيعة والبيئة في مختلف أنحاء العالم. ومن أهم الفنادق التي تتوفر فيها الإقامة الخضراء، الفندق البيئي تسويلنرودا في مناطق تورينغن الألمانية، فمنذ قدوم الزائر يتم احتساب ما يخلفه من كمية غاز ثاني اكسيد الفحم، بما فيها السفر الى الفندق والعودة إلى المنزل والإقامة والتحركات، ومن يريد المساهمة في حماية المناخ، يمكنه تقديم الدعم المالي لمحطة تعمل بطاقة الرياح في الهند أو لمشروع إعادة تشجير في اوغندة وبالتالي تعديل وتحييد كمية الغاز العادم، ولقد حصل هذا الفندق على عدة جوائز كأفضل فندق للمؤتمرات في ألمانيا لأنه يغطي معظم احتياجاته للكهرباء من طاقة المياه.