اقتحام مقر قيادة «أورير» بعمالة أكادير ولجوء مجموعة من الشباب إلى الجبال بعد إنزال أمني كبير في تطور جديد، اقتحم أزيد من 100 شاب، مقر قيادة «أورير» بعد أن عمدت السلطات المحلية إلى هدم منازل عشوائية بالجماعة القروية لأورير التابعة لعمالة أكادير إداوتنان. واقتحم المحتجون أول أمس مقر قيادة «أورير» وقاموا بتدمير جميع مرافقها وإحراق جميع الوثائق الإدارية بالمقر، فيما شهدت المدينة إنزالا أمنيا مكثفا، وتم اعتقال خمسة شبان، في حين لجأ شباب آخرون إلى الجبال المجاورة للمنطقة، وأشعلوا النيران في مجموعة من إطارات السيارات وقطعوا الطريق الجبلي على السيارات. هذا واندلعت، يوم الجمعة الماضي، مواجهات عنيفة بين سكان منطقة «أورير» (حوالي عشرة كلم شمال أكادير) والقوات العمومية، إثر إقدام السلطات المحلية على هدم عشرات المنازل، اعتبرتها بنايات عشوائية، حيث فاجأت الجرافات ساكنة المنطقة، خلال وقت صلاة الجمعة، وشرعت في هدم المنازل العشوائية. هذا وأثارت عملية الهدم غضب شباب المنطقة التي لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة، الذين واجهوا القوات العمومية والجرافات بالحجارة، ومحاصرتها للحيلولة دون تقدمها في هدم مزيد من المنازل. وقد تطورت هذه المواجهات إلى اشتباك بالأيدي مع القوات العمومية التي استخدمت القوة، واستعملت القنابل المسيلة للدموع، مما جعل الشباب يزداد غضبا ويهاجم تلك القوات بالحجارة، وأشياء أخرى. وكان والي جهة أكادير، قد عقد سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء الجماعات القروية التابعة لعمالة أكادير إداوتنان، خاصة (تاغازوت، تامري، وأورير) حذر فيها من تنامي السكن العشوائي، وضرورة اتخاذ تدابير استعجالية للحد من انتشاره. إلى ذلك، فقد خلفت هذه المواجهات عشرات الجرحى وحالات إغماء في صفوف الجانبين (شباب المنطقة والقوات العمومية). وتفتقر المنطقة إلى أبسط الخدمات الحيوية، كما تعاني من هشاشة البنى التحتية، وضعف المخططات التنموية. ويشار إلى أن عدة مناطق بجهة سوس ماسة درعة، تشهد انتشار ظاهرة البناء العشوائي بشكل لم تستطع معه السلطات إيجاد أي حلول مرضية للسكان.