ندلعت مواجهات وصفت بالعنيفة جدا بين سكان منطقة أورير(8 كيلومتر عن مركز أكادير) والسلطات العمومية، على اثر إقدام هذه الأخيرة وقت صلاة الجمعة بهدم مجموعة من المنازل في طور البناء بالجرافات بدعوى أنها بنيت بطريقة عشوائية وغير قانونية. وكانت الجرافات قد باشرت عملية الهدم تحت حراسة أمنية جد مشددة من السلطات العمومية والدرك الملكي والتدخل السريع. وبعد أن أجهزت على عدد كبير من المنازل، انتفض شباب هذه الجماعة القروية ليباشر عملية رشق الجرافات بالحجارة وحصرها للحيلولة دون هدم المزيد من المنازل، كما تمت مواجهة العناصر الأمنية من التدخل السريع فيما يشبه الغضب الشعبي في مواجهات مباشرة بالأيادي وعراك ومشادات عنيفة بين الطرفين، وهو ما دفع قوات التدخل السريع -التي نفد صبرها أمام شراسة مواجهة الشباب الأوريري- إلى استعمال الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن إصابة العشرات من الشبان بجروح متفاوتة الخطورة، كما تم تسجيل حالات إغماء في صفوف آخرين وخصوصا بعد الضربات الموجعة التي وصفت بالقوية بالعصي على أجزاء متفرقة من أجسام المحتجين. هذا، ورغم حالة الفوضى العارمة والتدخلات العنيفة لقوات الأمن العمومية الكثيفة، استمال الشباب وواصل التظاهر والمواجهة، وهو ما اضطرت معه السلطات العمومية إلى التراجع، لتتم ملاحقة بعض عناصرها من طرف الشباب الثائر، إلى حين بلوغه مقر القيادة، القيادة التي لم تسلم بدورها من غضب الثوار حيث نالت نصيبها من الرشق بالجحارة من كل الجوانب ما أدى إلى وقوع خسائر مختلفة. ولم تقف ثورة شباب أورير عند هذه الحد، بل امتدت فيما يشبه مشاهد من البلدان العربية التي تشهد الثورات الشعبية، إلى قطع الطريق وإشعال النيران في عجلات السيارات وسط الشارع العام، لترتفع سحب كثيفة من الأدخنة في عباء السماء، منذرة بسواد ليل مظلم ما لم يتم احتواء الوضع وعودة الهدوء إلى المنطقة. إلى ذلك، أفاد شهود عيان أن بعض المواقع عرفت تدخلات أمنية عنيفة جدا أكثر مما يتصور، مضيفا بان السلطات الأمنية اعتقلت 4 شبان اثر هذه الأحداث العنيفة التي لم تشهد المنطقة مثيلا لها بهذه الحدة، كما وصلتنا أخبار من عين المكان، تفيد بأن المحتجين أقدموا على إحراق سيارة قائد المنطقة، كما يجري الحديث أيضا عن سقوط جرحى في صفوف أفراد من القوات المساعدة. جدير ذكره، أن منطقة أورير الواقعة بين أكادير و تاغزوت على الطريق الرئيسية الوطنية الرابطة بين أكادير والصويرة، تشهد تمركزا سكانيا شعبيا ضخما في السنوات الأخيرة، كما تعتبر ملاذا لسكان دور الصفيح بأكادير سابقا والذين هدمت براريكهم في إطار برنامج القضاء على مدن الصفيح، وهي المنطقة التي تعرف من جانب آخر بالملاذ الأخير لمن قهره غلاء الكراء بقلب مدينة أكادير. هذا، وشهدت هذه المنطقة، ومجمل منطقة سوس عموما، ومنذ انطلاق الحراك الاجتماعي الشعبي بالمغرب، حالة من هستيريا البناء العشوائي في تحد لكل العراقيل التي تضعها السلطة باسم محاربة هذا النوع من البناء. يذكر، أن منطقة أورير سبق وأن شهدت أيضا مسيرة شعبية شهر ماي الماضي احتجاجا على هدم السلطة لسقف منزل امرأة متقدمة في العمر.