أقدمت السلطات الإسبانية يوم الأربعاء، يوم عيد الفطر، على هدم نحو عشرة منازل لأسر مغربية في حي «لا كانادا ريال غاليانا» الواقع بضواحي مدريد، فيما كان معظم سكان الحي من المغاربة يؤدون صلاة العيد في المسجد فيما يتواجد البعض الآخر في المغرب. وحسب مصادر من عين المكان، فإن السلطات الإسبانية طلبت في التاسعة إلا ربع صباحا من السكان إخلاء منازلهم والعودة إليها بعد إتمام عملية الهدم بالجرافات بعد أن تم تطويق المكان برجال الأمن. وأضافت المصادر ذاتها أن السكان المغاربة كانوا يدركون أن المنازل التي يقطنون بها عشوائية وغير قانونية، لكنهم «لا يملكون خيارا آخر»، فمعظم هؤلاء المغاربة يعملون في قطاع البناء وعدد كبير منهم عاطل عن العمل بسبب أزمة العقار التي تعيشها إسبانيا. ويطالب سكان هذا الحي السلطات بإيجاد حل بديل لهم. ومن جهته، اعتبر أحمد الناجح، فاعل جمعوي، أن عملية الهدم هذه «تستهدف المغاربة دون غيرهم، حيث لم يتم هدم منازل الرومان والغجر المتواجدين في الحي نفسه»، مضيفا: «لقد أفسدت السلطات الإسبانية فرحة عيد الفطر». إلا أن كمال الرحموني، رئيس جمعية العمال والمهاجرين المغاربة بإسبانيا، نفى أن تكون السلطات الإسبانية قد قامت بهدم منازل المغاربة فقط، حيث أكد أنها «هدمت منازل الرومانيين والغجر كذلك ولم تتم ممارسة أي تفرقة، فحي «لا كانادا ريال غاليانا»، حي مهمش وأرضه ملك لبلدية مدريد التي أخطرت السكان بالإفراغ بعد أن صدر أمر قضائي بذلك». وأضاف الرحموني أن عملية الهدم التي قامت بها السلطات الإسبانية «سليمة من الناحية القانونية»، لكون عمليات البناء وشراء الأرض تمت بدون وثائق قانونية وقد توصل أصحاب المنازل التي تم هدمها بإشعار بذلك، مؤكدا أنه « لو كان هناك شك ولو ضئيل في عدم قانونية الهدم، لقومنا محامين للدفاع عن السكان المتضررين واتخذنا الإجراءات القانونية اللازمة». وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة أنه من المنتظر أن يقوم مسؤولون في السفارة المغربية بإسبانيا عما قريب بزيارة تفقدية للمكان للوقوف على حجم الأضرار التي خلفتها عملية الهدم، وربما التدخل لدى السلطات الإسبانية لإيجاد حل لهذه الوضعية.