صدر مؤخرا ضمن سلسلة المنشورات العلمية والمعرفية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كتاب بعنوان «تاريخ ناحية دكالة: دراسة جغرافية وتاريخية واجتماعية»، من تأليف الباحث والمستطلع الفرنسي ميشو بيلير، وذلك ضمن سلسلة «مدن وقبائل المغرب» التي تضم عشرة مجلدات. ويعيد هذا الإصدار الذي تولى ترجمته والتعليق عليه الأستاذ محمد الشياظمي، تداول إحدى أهم المونوغرافيات حول جغرافية منطقة دكالة وأصول سكانها وتاريخها السياسي والديني ووضعها بين أيدي القراء باللغة العربية. ويهدف الكتاب إلى التعريف بدراسة سوسيو - ثقافية تعد من الدراسات النادرة التي قاربت وشخصت واقع منطقة دكالة في حقبة من تاريخها وفي مجالها الجغرافي وظروفها وبنياتها الاجتماعية في صيرورتها وتحولاتها. وقد بادرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بنشر هذه الترجمة إلى اللغة العربية لتحفز المثقفين والمترجمين لإعادة تداول مثل هذه التجارب العلمية الشاملة بالإفادات التاريخية الهامة التي تكتنزها مثل هذه المنوغرافيات. وصدر أيضا عن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ضمن نفس السلسة لسنة 2010 كتاب بعنوان: «قبائل بني عمير وبني موسى بتادلة في مواجهة الاحتلال الأجنبي» لمؤلفه الأستاذ أحمد إبراهيم عزلاني. ويتناول هذا المؤلف حقبة من تاريخ تادلة، وهي الحقبة التي شهدت تدخلا عسكريا عنيفا من قبل قوات الاحتلال الفرنسية في سياق حملاتها لبسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة أوائل القرن العشرين. ويتضمن الكتاب أربعة فصول، تناول أولها بشكل مركز الوسط الطبيعي والبشري لحيز الدراسة، وتطرق ثانيها للتدخل الاستعماري بالمنطقة وما قابله من مقاومة نظمتها وخاضتها قبائل بني عمير وبني موسى، واستعرض في خضم ذلك تطور الوعي الوطني بالمنطقة وانتشار الأفكار الوطنية بها. وتعرض الفصل الثالث للتنظيم الإداري والقضائي بالمنطقة خلال الفترة الاستعمارية، بينما سلط الفصل الرابع الأضواء على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي أثثت فضاء الحياة اليومية لقبائل بني عمير وبني موسى.