تم تكريم عدد من الشخصيات الوطنية بالملتقى الخامس للذاكرة والتاريخ بالريف حول " موضوع "العلماء والمؤسسات الدينية بالريف: حفريات في الذهنيات" الذي احتضنته مدينة الحسيمة يومي السبت والأحد، وذلك اعترافا بمجهوداتها وعطاءاتها الفكرية والثقافية ومساهمتها في الجهاد ضد المستعمر الاسباني والفرنسي. وهكذا، تم تكريم المجاهد محمد حمادي العزيز خلال هذا اللقاء، الذي نظمته "جمعية ذاكرة الريف بالحسيمة" بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالحسيمة وبدعم من المجلس الجهوي لجهة تازة- الحسيمة- تاونات ، حيث تم التعريف بإسهامات هذا الرجل الذي كانت قد صدرت في حقه عقوبة الإعدام ثم السجن المؤبد سنة 1954، وساهم في تحرير جريدة �الأسير الحر" من داخل السجن. وقدمت خلال هذا الحفل التكريمي، الذي حضرته ثلة من الأساتذة والباحثين وفعاليات من المجتمع المدني، ورقة حول مسار حمادي العزيز الذي ازداد بمدينة تطوان سنة 1929، وكان من بين الذين قصدوا مدينة طنجة لاستقبال السلطان محمد الخامس سنة 1947. وقد شغل المحتفى به، الذي ألف كتابا تحت عنوان "جيوش تحرير المغرب العربي، هكذا كانت القصة في البداية" عن منشورات المندوبية السامية للمقاومة، منصب نائب إقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمدينة الرباط سنة 1962 عند عودته إلى المغرب. كما تم بهذه المناسبة، تكريم الأستاذ عبد السلام الغازي الذي ازداد سنة 1945 بتاونات وتقلد العديد من المهام والوظائف، منها عضو مؤسس لجبهة تحرير المغرب، وعضو مؤسس للمركز الوطني لتعميم التعليم عن بعد، وعضو مؤسس لمركز عبد الكريم الخطابي للدراسات والتوثيق ببرشلونة وعضو مؤسس للجنة توحيد المغرب الكبير. ونشر له العديد من المقالات والدراسات في عدد من المجلات والصحف، منها عشر مساهمات في المجلة التاريخية التي تصدر عن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وحوالي 400 مقال في الصحف والمجلات الدولية والوطنية، ومساهمة في كتاب حول عبد الكريم الخطابي، وفي كتاب صدر أخيرا عن الوحدة المغاربية. ومن المحتفى بهم أيضا الدكتور علي الإدريسي الذي ولد يوم 12 دجنبر 1945 بدوار تمكليوين، بني عبد الله (إقليمالحسيمة) وشغل منصب عضو مؤسس ل`"مجموعة البحث محمد عبد الكريم الخطابي" للدراسات التاريخية والاجتماعية والثقافية، وعضو اللجنة الاستشارية ل` "موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب" ، وعضو مؤسس ل` "جمعية الذاكرة المغاربية المشتركة"، المؤسسة في 2002. ومن مؤلفاته (عبد الكريم الخطابي) منشورات تيفراز، الحسيمة 2007 ، وقضايا في الفكر الإسلامي، والإمامة عند ابن تومرت ، فضلا عن مؤلفات مشتركة وأخرى قيد النشر. كما له دراسات وأبحاث ومداخلات منشورة منها "محمد الخامس في عيون الوطنيين الجزائريين" ودراسة منشورة في مجلة "الذاكرة الوطنية" الرباط 2005 و"مكانة العمل المسلح عند الحركة الوطنية" و"السياق التاريخي والسياسي لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال" ودراسة منشورة في "موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير المغرب"2005 و"العلاقات المغربية الجزائرية ما بين 1954 و 1975 من خلال شهادات ووثائق جزائرية". كما تم تكريم السيد أحمد المحجوب وهو من مواليد سنة 1905 من قبيلة بقوية بإقليمالحسيمة والذي عاش في ظل ستة ملوك علويين، ويعد هذا المجاهد من الوجوه المغربية التي انطبعت ذاكرتها بأحداث ووقائع تاريخية هامة، حيث شارك كجندي في صفوف الحركة الجهادية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي ضد المستعمر الاسباني والفرنسي. وفي هذا السياق، أبرز المشاركون خلال هذا الحفل جهود المحتفى بهم من أجل إثراء المشهد الثقافي والفكري وصيانة الذاكرة المغربية، مشيرين إلى الأخلاق والخصال العالية التي يتميزون بها وإلى معارفهم المتنوعة، متوقفين عند مختلف المحطات التي طبعت مسارهم الفكري والجهادي ضد المستعمر الاسباني والفرنسي. وتضمن برنامج هذا الملتقى إلقاء عروض حول "منهج البحث العلمي من خلال مطلب الفوز والصلاح البطوئي الريفي ومدى مطابقته للبحث العلمي عند الدارسين قديما وحديثا: قراءة في مقدمة الكتاب المخطوط"، و "جوانب من عقليات الريف خلال العصر الوسيط" ، و"تخمينات حول بعض مضمرات المقصد الشريف". كما سلط المشاركون الضوء على مواضيع "محاولة لفهم ظاهرة الصلاح بالريفين الأوسط والشرقي في بعدها التاريخي والسوسيو أنتروبولوجي" و" المقاومة في الوعي الصوفي الريفي" و"دور الخطاب الديني في توحيد قبائل الريف وإيقاظ الوعي الوطني ضد المستعمر: تجربة محمد بن عبد الكريم الخطابي نموذجا". وقد نظم على هامش أشغال الملتقى الخامس معرض للكتاب تشرف عليه مكتبة الجرموني بمدينة الحسيمة يضم مجموعة من الكتب في علم الاجتماع والتاريخ خاصة تاريخ منطقة الريف.