بمدينة مراكش ينطلق «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» في دورته السادسة والأربعين ما بين 29 يونيو و3 يوليوز المقبل، حيث تقام نشاطاته وأمسياته في قرية خصصت هذا العام وللمرة الأولى للمهرجان تكون مكاناً للتلاقي والتلاقح بين فعالياته وميداناً لتبادل الرأي والخبرات. في قلب هذه القرية التي ستحتضنها غابة الشباب سيتمكن من منح عشاقه والأسر والمهتمين والمتتبعين، جواً من البهجة في لحظات موسيقية ساحرة ممزوجة بإيقاعات أخاذة. وستحتوي القرية مجموعة من المسارح الخاصة بالعروض الداخلية والخاصة في حين سوف تقام العروض الكبرى على خشبة كبيرة في مستوى الجمهور والعموم، من دون إغفال ورشات التحفيز الموسيقي والتي يقيمها فنانون حيث تمثل فرصة لتبادل الآراء والموروث الخصب والغني. وستمتد نشاطات المهرجان إلى مسارح وفضاءات أخرى مثل «قصر البديع»، الصرح التاريخي الذي سيضم الحفل الرئيسي والذي ستقدم فيه أفضل الفرق الشعبية عروضها. إذن من مراكش ومدن ومناطق أخرى الجميع مدعو إلى حضور مشاركات الفنون الشعبية في «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» انطلاقاً من تنوع الأمسيات. يعتبر المهرجان هو الأقدم بين المهرجانات المغربية حيث أسسه المغفور له الملك محمد الخامس عام 1960، وقرر الفريق المنظم للمهرجان أن تكون دورة 2011 صورة حقيقية لقيم التسامح والتضامن والترحاب وقبول الآخر، خاصة بعد الحدث المأساوي الذي عرفته المدينة الحمراء. ولذا سيهتم المنظمون بجعل هذه الدورة رمزاً للتعايش والتفاعل الثقافي، تجسيداً لروح الوطنية الحقة وتأكيداً على أهمية مثل هذه التظاهرات في الحفاظ على قيم السلم والتسامح. والتمسك بالموروث الثقافي والحضاري المغربي الخصب والأصيل مع مد جسور التواصل مع الإبداع الحديث ومسايرة العصر والتجديد.