إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه "قصيدة من وحي لوحة " جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات. إعداد: محمد الصفى الشاعرة أمينة غتامي والتشكيلي عبد الكريم الأزهر عبد الكريم الأزهر، من أبرز الوجوه التي أنجبتها مدينة آزمور في مجال الفن التشكيلي الحديث، من مواليد 1954 التحق بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان وبعدها بالدراسة العليا بأكاديمية الفنون الجميلة ببروكسيل ولييج ببلجيكا في تخصصه الحفر ثم التصوير والرسم، ليعود لمسقط رأسه ثم يعين كأستاذ لمادة التربية التشكيلية بالدار البيضاء ومن هناك كانت الانطلاقة الفعلية قبل أن يعود لمدينته الأصلية، له أعمال كثيرة سواء على مستوى اللوحات أو الملصقات أو أغلفة الكتب أو على الجداريات. "على أرق الوساد" قريبا من جذري أتحسَسُّك موبوءة بك سُحبي تشي بك إلي حلما … يلذ بين الصحوة و الصحوة زوايا الليل عند الشرفة تتشظى الظلال تعوي مسافات النَأي و بيني و بينك غصين ريح أسفل العتمة نتأرجح فارغين إلا من ذهول تتعلق بي تبلل وشاحي ببقايا عطرك على حافة السؤال تنهرني المرايا تتنهدُّك قصيدتي تمهل … إلى أين تمضي ؟ كيف لٍصمتي أن يتعافى من صمتك و أنا أفني من وجع يستسرخُني ؟ أيُّهذا السفر الذي لا ينتهي في حقائب نايك مودة شاهقة تجتر جوعها قرب بيادري المُحناة فكيف أعيد رسم ملامحك و الليل مغص لا تهدٍّئه قصيدة ؟