إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه "قصيدة من وحي لوحة " جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات. إعداد: محمد الصفى الحلقة 11 الشاعر إدريس الملياني والتشكيلية مريم بناني مريم بناني فنانة تشكيلية عصامية من مواليد 1988بمدينة الرباط، تعيش وتعمل في نيويورك كمهندسة معمارية، استلهمت سحر الرسم وأدبياته، من خلال ورشات تكوينية، ودروس تدريب عديدة ومكثفة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تنهل من قاموس يمجد الفن في علاقته بالذات الإنسانية، ما يجعل تلك الأعمال قريبة من الجمهور، ومن مشاعره وأحلامه، وتقدم له الكثير من اللحظات الممتعة في علاقة الإنسان بالذات والمجتمع والعالم والحرية، عرضت و شاركت في العديد من المعارض بمجموعة من الدول و لاقت استحسانا كبيرا من قبل المهتمين و متتبعي الشأن التشكيلي العالمي. " الوردة الخلاسية " لمَ لا ترقصُ قمْ وارقصْ معي السّلْسَا قمِ ارقصْ هنا الوردةُ سمراءُ بيضاءُ خِلاسيّةٌ ناهدةٌ فارسةٌ منحوتة القدِّ من زبدِ البحرِ كبَايِّيرَا تُناديكَ وتَدعوكَ إلى حلْبةِ الرقصِ وتُرخي، لكَ، مفترّةَ الثّغرِ عِنانَ يديها ……… رقصةٌ أم صَلْصَةٌ حارّةٌ، حرّيفةٌ كوبيةٌ مسكوبةٌ من قصبِ السُّكّرِ والعسلِ الصافي ومن مشروبِمُوهيتُو ومن فيها ألذّ وأشهى صَلْصَةٌ في رقصةٍ ناريةّ تَعْلُو وتَحْلُو مَذاقاً وعِناقاً وهمْسَا وتُذيبُ الجسمَ حتّى ليس يدري : أهْي رقصةُ سَلْسَا أم هو الصّلصةُ فيها !؟