إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه "قصيدة من وحي لوحة " جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات. إعداد: محمد الصفى الحلقة التاسعة الشاعرة حسنة أولهاشمي والتشكيلي حسن الكلاوي الحلقة التاسعة الشاعرة حسنة أولهاشمي والتشكيلي حسن الكلاوي حسن الكلاوي، هو أحد أبناء الباشا التهامي الكلاوي الذي يعد من أبرز الوجوه السياسية التي طبعت مغرب القرن العشرين، خصوصا فترة الحماية الفرنسية، ازداد بمدينة مراكش سنة 1924، عشق الرسم منذ صغره، فوجد الوزير الأول البريطاني ونستون تشرشل صديق والده مشجعا له، ليتمم دراسته الفنية في فرسنا، تميزت لوحاته بالتشخيصية و الانطباعية الواقعية، خاصة تلك المستوحاة من عبق الترايخ المغربي، الخيول و مشاهد الفروسية، توفي سنة 2018. "نشوة الخيول" و لأن الصمت الهارب في عينيك وخز نيء تتلمسه جلود المساءات يذوب الصراخ في ملح المعنى تغتسل اللغة في حياض الإشارة وتصير رأسي ساحات عارية على أرضها يزيع المعنى ويترجل السؤال الكلمات .. هذه الخيول الهائجة وهي تتربص بنشوة البدايات كم يلزم الحكايا من أعلام لتسلم فورتها للبياض ؟ البياض .. هو في الأصل انمحاء صارخ لغواية بائتة الانمحاء هو تسلل يحيا عنفوان الضمور في تمام موته .. العابرون جسر الحب يخبئون في جيوبهم عزلات طرية تكفي لأفواه الفجيعة المشرعة تكفي لليل الذي يرتطم في عيون العالم تكفي للملمة أصوات البنادق الشاردة في دم الخرائط تكفي للغبار المتشظي في أوهام التاريخ .. العابرون جسر الحب يتخففون من الموت حين يتسلقون خطوط فرحهم وتتساقط كفوففهم في يد العراف حين يرقصون بلا حذر على خصر النتوءات بولع يعتلون قلوبهم ويصبح الجرح بلحا تزهو به عيون العراجين .. أيها المار من شهوق تيهي تذكر أن السحاب حين يرتعش في يد السماء لا يأبه أبدا للفراغات الملتوية في صوت الماء وأن الشعاع الذي تخذله رجة الميلاد سريعا تبتلعه فداحة الشموس ..