وقت الحسم اقترب... وليس أمام منتخبنا الوطني إلا تحقيق نتيجة الفوز على أرض الواقع وأرضية الميدان أمام نظيره الجزائري، والوصول إلى ذك ليس بالبعيد أو يدخل ضمن خانة المستحيلات. فمن المؤكد أن المغاربة كافة يحلمون بالفوز على الجار ورد الدين ل «الخضر» بعد هزيمة الذهاب بطريقة صادمة، وهو الشيء الذي يحتم على كتيبة الأسود أن تصطاد ثعالب الصحراء بقلب مراكش، ولا شيء آخر! أكيد أن الجمهور المغربي لن يبخل على المنتخب بالتشجيع «بيده وبلسانه وأضعف الإيمان بقلبه». على أمل تحقيق الانتصار أمام محاربي الصحراء، في مواجهة مصيرية لكلا الفريقين والفائز فيها سيخرج بطلا، إلا أنها أكثر أهمية لأبناء غيريتس حيث أن نتيجة ما عدا الفوز، ستعني أن الفريق الوطني سيحصد إخفاقا جديدا ينضاف إلى سلسلة كبيرة من الإخفاقات التي توالت في السنوات الأخيرة، ولم يعد بمقدور المغاربة تلقف المزيد منها، ففي عدم التأهل إلى المونديال ثلاث مرات الكفاية... المثير في الأمر أن أغلب التصريحات التي نقلتها الصحف الجزائرية أو المغربية، تبين أن المنتخب الجزائري قادم لتحقيق الفوز وأن هذا الاحتمال بات جد وارد، وهو شيء قد يصب في ملحة مصلحة لاعبينا بإبعاد الضغط والتوتر، وكلنا يعلم أن المباراة بين الجارين أكثر حساسية من ديربي أمريكا اللاتينية بين البرازيل والأرجنتين لاعتبارات يعرفها لا تخفى على أحد. نحترم المنتخب الجزائري وجمهوره، فهم أيضا لهم الحق في تشجيع منتخبهم على أمل الانتصار، لكن آمالهم هذه ستصطدم بأحلامنا نحن لأننا نريد التأهل على حساب خصم قوي كالجزائر، دون أن ننسى أن هزيمة الذهاب لم تكن متوقعة، نظرا لأن جميع الترشيحات كانت تصب لفائدة الأسود، وفي نهاية المباراة تفاجأ الجميع بالنتيجة وإن كان الحكم قد شارك بنسبة معينة في تغيير مجرى الترشيحات سواء عن قصد أو غير قصد. ما بين الرغبة في الانتصار والواقع. أشياء كثيرة تنتظر الناخب الوطني إيريك غيريتس، الذي قد يجد نفسه في موقف صعب في حالة خرج الفريقان بالتعادل، فما بالك بالهزيمة (ألا قدر الله)!!!! عقول المغاربة ستشاهد اللقاء وهي تعقد الأمل على أن النقاط الثلاث ستذهب لصالح منتخبنا، وعلى المنتخب الجزائري أن يرضى بالعودة أدراجه بخسارة مشروعة لأنها خارج الديار، ولنعد لغيريتس وأبنائه؛ هل سينجحون في الاختبار؟ هل هم قادرون على الفوز على منتخب يتمتع بلياقة بدنية جيدة وتركيبته البشرية تجمع بين المحترفين والمحليين؟ أسئلة سيكون على رفاق تاعرابت الإجابة عليها بشكل واضح وصريح في المستطيل الأخضر. لكن الأكثر أهمية من النتيجة هو الأداء. فهل يستطيع غيريتس لململة أوراقه بعد الأداء السيئ خلال الذهاب ويتوصل إلى التوليفة المناسبة؟ فالمغاربة وإن كانوا يرون في الفوز أهم مطلب في القوت الحالي يمكن للأسود وغيريتس تحقيقه، فإن ذلك لا يعني أنهم يريدون الفوز بأي طريقة كانت، سواء كانت هذه الطريقة مستحقة أو مجرد ضربة حظ من الخصم أو الحكم... لأن المنتخب يتوفر على نجوم من أمثال تاعرابت، بوصوفة، العرابي، بلهندة، السعيدي، بنعطية وآخرين يملكون قدرات على رسم الفرحة بأداء راق كما هو الحال رفقة أنديتهم الأوروبية. خلاصة القول، أن غيريتس وأبناؤه مطالبون برد الدين ل «الخضر» والثأر بطريقة مثالية تتجاوز هدفا يتيما مع أداء راق لبوصوفة وتاعرابت والآخرين من أجل إمتاع المغاربة، لأن التركيز على المنافسة والفوز قد ينسي لاعبينا تقديم طابق كروي ممتع، وهو ما نصبو إليه منذ أمد بعيد. غيريتس يعلم واللاعبون يعلمون ونحن أيضا نعلم... أن الفوز سيجعلنا أقرب فرق المجموعة إلى التأهل بتصدر المجموعة، ومع احترامنا لمنتخب تنزانيا وإفريقيا الوسطى، فالأسود لن يجدوا صعوبة في تخطيها إن استطاعوا التهام الثعالب في موقعة مراكش.. وأقصى ما نتمناه أن لا تخيب هاته الأماني!!