بعد إنتصاره المدوي بالجديدة في الدور الأول من دوري إتحاد شمال إفريقيا للأولمبيين على المنتخب الليبي (0/4) خاض منتخبنا الأولمبي المغربي ليلة الأربعاء الماضي بمركب محمد الخامس اللقاء الثاني لهذا الدوري أمام المنتخب الجزائري الذي خرج منتصرا منه بهدفين مقابل لاشيء من توقيع اللاعب على كنشي في الدقيقة الأولى واللاعب صياح سعيد في الدقيقة 92 من الوقت بدل الضائع، مما طرح تساؤلا عريضا حول هذا التباين في النتائج بل إستياء لجمهور متحمس حوالي 500 من بداية اللقاء حتى نهايته ومنتخبا يتلقى هزيمة لم تكن منتظرة أمام أعين الناخب الوطني الذي تابع اللقاء وثلة من أعضاء المكتب الجامعي والحكام ورجال الإعلام، والجمهور الذي دخل بالمجان، خاصة وأن ظهوره وأسلوب لعبه واللياقة البدنية للاعبين طرحت بدورها علامات استفهام حول نهجه التكتيكي ومستوى لياقته التي إنهارات في الربع ساعة الأخير من اللعب ناهيك أن سقوط أغلب اللاعبين في الفرديات وكثر المراوغات وأنانية الرغبة في القيام لدى بعض اللاعبين بكل الأدوار، ضيع كل شيء وسهل مأمورية المنتخب الجزائري بقيادة المدرب أيت جودي (الذي درب العديد من الأندية المغربية) من التحكم في المقابلة لا بالسيطرة ولكن بتكتيك محكم الخطة تجلى في تحصين الدفاع وملء وسط الميدان والاعتماد على المرتدات السريعة، ومما قوى حضوره الميداني هو تسجيله الهدف الأول في أول دقيقة من اللعب والذي بعثر أوراق منتخبا لعبا وتكتيكا وأعطى للجزائري جرعة ثقة أزاحت عنهم الضغط الذي تحول إلى لاعبي منتخبنا والكل ينتظر منهم رد الفعل على هذا التسجيل المبكر، إلا أنهم لم يستطيعوا ذلك رغم المحاولات الهجومية العديدة والتسديد من بعيد ورغم التغييرات التي قام بها المدرب فيربيك والتي لم تغير النتيجة أمام صمود الجزائريين من جهة وغياب التركيز لدى لاعبينا وسقوطهم في اللعب الاستعراضي أكثر من الجماعي واحتكارهم الكرة وتنفيذ 12 ضربة زاوية إلا أن صاحب اللمسة الأخيرة كان غائبا بشكل واضح عن خط هجومنا ولاعبي وسط الميدان المتقدمين بعد أن اختلطت الأدوار بينهم وكان لهذا الأداء الفوضوي وترك احتكار الكرة للاعبي منتخبنا حيلة تكتيكية من المدرب الجزائري استعدادا لحملات مرتدة سريعة خاطفة، لفريقه الذي تمكن منها من توقيع الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع والحسم النهائي في نتيجة المقابلة ب (2/0) لصالح الجزائريين والتي ترجموها بعد إعلان الحكم الليبي وحيد صالح عن النهاية إلى فرحة عارمة على أرضية الملعب وداخل مستودع الملابس، أما منتخبنا الوطني فخرج مكتويا بالهزيمة التي عرت واقعه في لقاء قوي من طينة لقاءات الاقصائيات القادمة، كما أوضحت بما لايدع مجالا للشك أن اختيار اللاعبين واستعداداتهم بدنيا ونفسياً وتكتيكيا يجب مراجعتها كلياً لتفادي حصول مثل هذه السقطة الموجعة أمام منتخب جزائري فقط يمتلك قدرة على تطبيق نهجه التكتيكي. كما يتميز بلياقة بدنية تتحمل زمن المقابلة ومعنويات نفسية لاتتأثر بما يحدث من تقلبات خلال اللعب. الجمهور الذي حضر اللقاء بحت حناجره بالتشجيع والهتاف بمغربية الصحراء وعند عزف النشيدين الوطنيين قابل النشيد الجزائر بالصفير في محاولة للدفع باللاعبين تحقيق نتيجة تلبي طموحه ورغبته في رؤية منتخبه منتصراً أمام خصمه الجزائري لكن منتخبنا خذله في هذه المنافسة بظهور غيرمقنع على جميع المستويات. في الندوة الصحفية التي أعقبت هذا اللقاء قال مدرب المنتخب الجزائري آيت جودي بأن المقابلة كانت شيقة ووصفها بديربي مغاربي كبير والهدف الأول المسجل على المنتخب المغربي بعثر أوراقه وهو ما أتاح لنا التركيز في اللعب أكثر وتطبيق نهجنا التكتيكي بشكل جيد بترك المبادرة للاعبين المغاربة وتصيد فرص أخرى للتسجيل وهذا ما حصل بالضبط. أما مدرب منتختبنا الوطني فيربيك عبر مترجمه المغربي فاعتبر أن هذه الهزيمة أوضحت عدم قدرة اللاعبين تحمل اللعب طيلة 90 دقيقة ومرد هذا الى عدم إشراكهم في فرقهم في اللقاءات المحلية مؤكداً أن الهزيمة مضرة ومؤلمة لكنها أوضحت له عدة نقائص سوف يشتغل على ضوئها لمواصلة العمل وتعزيز صفوفه من داخل وخارج الوطن بلاعبين أكثر قدرة على التحمل وقبل لقاء الموزنبيق سوف نلعب لقاء وديا يوم 9 فبراير أمام منتخب سيعلن عن إسمه.