اجرى هداف البطولة الفرنسية ومهاجم المنتخب المغربي يوسف العربي استجوابا مع صحيفة الهداف الجزائرية جاء فيه صباح الخير يوسف، معك صحفي من الجزائر من جريدة “الهداف” الرياضية، هل يمكننا إجراء حوار صحفي معك؟ صباح الخير، لا مانع لدي، لكن لو تعاودون الاتصال بي بعد دقيقتين وحينها سأكون في خدمتكم. حسنا (دقائق بعدها).. يوسف هل يمكننا بدء الحوار؟ نعم فلنبدأ، أنا في خدمتكم. أولا، هل يمكنك العودة للحديث عن انهزامكم أمس (الحوار أجري يوم الاثنين) أمام نادي “سوشو” بملعب “أوراندو” كانت مقابلة صعبة للغاية، ففي الشوط الأول كنا قادرين على التسجيل وأخذ الأسبقية خاصة بعد الفرص العديدة التي أتيحت لنا والتي كان بإمكاننا تحويلها إلى أهداف، لكننا صُدمنا بحارس “سوشو” الذي قام بالعديد من التدخلات الإيجابية وأنقذ مرماه في مرّات عدة. ودقائق قبل انتهاء المرحلة الأولى تلقينا هدفا بعد سوء مراقبة من الدفاع على مهاجم الفريق المنافس، لكننا دخلنا في الشوط الثاني وكلنا عزم على تدارك النتيجة والفوز في المباراة، ألا أننا تلقينا هدفا ثانيا عن طريق مخالفة، الأمر الذي حطمنا كليا، قبل أن نتلقى هدفا آخر في الأخير بعد خطأ دفاعي. أنت حاليا أفضل هداف في البطولة الفرنسية بعد تسجيلك 10 أهداف لكنك أمام “سوشو” لم تتمكن من زيارة الشباك؟ صحيح.. لقد قدّمت انطلاقة جيدة خاصة في بداية الموسم وكنت أسجل تقريبا في كل المباريات ما عدا البارحة ( يقصد الأحد) أمام “سوشو” لم أتمكن من التسجيل نظرا لصعوبة أرضية الميدان التي تضرّرت كثيرا من الأمطار التي تهاطلت عليها طيلة الأسبوع الماضي. وصحيح أن مستوى الفريق انخفض نوعا ما خاصة في المباراة الأخيرة أمام “سوشو”، لكن أنا في تحسّن مستمرّ والحظ يبتسم لي، فأنا أسجل أهدافا وأظهر بمستوى جيد وفعّال في المباريات. الآن نجد صعوبة للفوز لكننا سنعمل على تدارك الأمور، ومن جهتي مستعد للقيام بمجهودات إضافية للتسجيل والفوز في المواجهات المقبلة. تسجيلك للأهداف لفت انتباه العديد من الأندية الكبيرة في الدرجة الأولى التي تحاول الحصول على خدماتك، في صورة “باريس سان جيرمان”، “أولمبيك ليون” و “بوردو”، ماذا يعني لك ذلك؟ أنا سعيد ومتشرّف باهتمام أندية كبيرة ناشطة في القسم الأول من البطولة الفرنسية بي، بعد أن أظهرت مستوى جيدا في البطولة وتمكني من تسجيل عدة أهداف، وهذا يدفعني للعمل أكثر وبذل مجهودات لتحسين مستواي والظهور بوجه أفضل في المباريات القادمة. كما أنه الموسم الأول بالنسبة لي أساسيا، وأتمنى أن أسجل أهدافا أخرى مستقبلا. تكوّنت في ملعب “مالهارب” في “كان”، إنه أمر جيّد، أليس كذلك؟ نعم، ويمكن القول إنه النادي المحترف الوحيد الذي عرفته طيلة مشواري الكروي. ففي الأول كنت في نادي الحي الذي كنت أقطن فيه في “أوبان”، بعدها انضممت لملعب “مالهارب” لمدينة “كان” في سن ال 18. هل لعبت للمنتخب الفرنسي؟ نعم، لقد كنت دوليا فرنسيا لكن في كرة القدم داخل القاعة “الفوتسال”. إذن أنت متواجد في “كان” منذ موسمين، كيف تمكنت من أن تصبح نجما في البطولة الفرنسية بعد أن كنت لاعبا بسيطا في “الفوتسال”؟ سارت معي الأمور بطريقة سريعة، في البداية كنت من بين أحسن اللاعبين على المستوى الفني والتكتيكي في منتخب فرنسا لكرة القدم داخل القاعة، الذي لعبت معه تصفيات التأهل لكأس أوربا بصفة قائدا للمنتخب الفرنسي، وفي الوقت نفسه كنت دائما ألعب المباريات العادية التي تعتمد على 11 لاعبا، ونظرا لإمكاناتي والمستوى الذي كنت أظهر به في المباريات، اتصل بي أحد “المناجرة” في فريق “كان” وانضممت بعدها لهذا الفريق بعد أن وقعت عقدا احترافيا، بعدها توقفت عن ممارسة كرة القدم داخل القاعة بعد أن قمت باختيار لعب كرة القدم العادية. إذا أتيحت لك الفرصة للانتقال إلى فريق آخر في “الميركاتو”، هل ستترك فريقك الحالي للانضمام إلى “مرسيليا”، “ليون” أو “باريس سان جيرمان”؟ تعلمون هذا ما يقال في مواقع الأنترنت، لكنني لحد الآن لم أتلق أي اتصال رسمي من “أولمبيك مرسيليا”، “ليون” أو حتى من “باريس سان جيرمان”، وما هي إلا إشاعات. صحيح أن هناك أندية أخرى ليست التي ذكرتموها مهتمة بخدماتي، وكما قلت في السابق إنه موسمي الأول في الدرجة الأولى من البطولة الفرنسية، لذلك أتطلع للظهور بمستوى جيّد والعمل على تحسين مردودي مع فريقي الحالي، وبعدها سنرى إن كنت سأنتقل إلى فريق آخر أم لا. ألم تتقدّم “الفيدرالية” الفرنسية لكرة القدم لحثك على تقمص ألوان منتخبها بعد أدائك الممتاز مع فريقك هذا الموسم؟ بلى، كنت محلّ اهتمام من مسيّري المنتخب الفرنسي لكن اختياري كان المنتخب المغربي، إنه وطني الأصلي وبلد آبائي أجدادي، وأنا جد فخور لأني اخترت اللعب لمنتخب بلادي المغرب. في الوقت الراهن أنا حديث العهد مع “أسود الأطلس”، لكني آمل أخذ مكانتي وفرض نفسي في التشكيلة الأساسية للمنتخب. رغم اهتمام المنتخب الفرنسي بك إلا أنك اخترت المغرب، ما الذي دفعك للقيام بهذا الاختيار خاصة أنك شاب وبإمكانك اللعب مع منتخب “الديكة”؟ هناك العديد من الأمور الإيجابية في تشكيلة “أسود الأطلس”، فجلّ اللاعبين محترفون ويلعبون لأندية كبيرة في أوربا، أضف إلى ذلك تولي المدرب “ڨيريتس” العارضة الفنية للمنتخب الوطني، إنه مدرب كبير ومعروف في الساحة الكروية العالمية، وسيقدّم العديد من الأشياء الجيدة لمنتخبنا الوطني. إذن “ڤيريتس” هو من أقنعك للالتحاق ب “أسود الأطلس”؟ من جهة نعم، لقد قام بذلك لكن هناك أيضا والدي وعائلتي الذين شجّعوني للالتحاق بتشكيلة موطننا الأصلي المغرب، وصراحة لقد شعرت بفخر كبير عندما اتبعت نصائح عائلتي والتحقت بتشكيلة المغرب. لعبت البارحة أمام رياض بودبوز الدولي الجزائري الشاب الذي اختار الجزائر بعد أن كان دوليا فرنسيا مع أشبال “الديكة”، هل التقيت به؟ نعم، رياض بودبوز رجل طيب للغاية، لقد تكلمنا البارحة كما قمنا بتبادل أقمصتنا بعد نهاية المباراة، كما عزمنا على العودة للالتقاء مجدّدا في شهر مارس المقبل بالجزائر العاصمة بمناسبة المواجهة المرتقبة بين البلدين الجزائر والمغرب. كيف ترى مباراة “الداربي” بين المغرب والجزائر؟ ستكون مقابلة كبيرة وفي القمّة بين منتخبين يؤدّيان كرة قدم جميلة، وأكيد ستكون الأجواء حماسية، وأتمنى أن يكون كلّ اللاعبين حاضرين للموعد الكبير، كما أتمنى أن نفوز بالمباراة. ستأتون إلى الجزائر للفوز والحفاظ على مرتبتكم الأولى؟ هذا شيء واضح، سنأتي إلى الجزائر بهدف الفوز، كما أننا نريد الحفاظ على مرتبتنا في الجدول والتي لا تكون إلا بتحقيق نتيجة جيدة أمام المنتخب الجزائري، كما أننا سنسعى لتأكيد النتيجة التي حققناها سابقا أمام المنتخب التانزاني، للبقاء في ريادة الترتيب. بماذا تشعر لمّا تلعب لمنتخبك الوطني؟ إنه شرف كبير بالنسبة لي أن العب للمنتخب المغربي خاصة أمام الجماهير المغربية التي تحبّك وتساندك حتى النهاية. أريد أن أظهر دائما بوجه جيّد لإثبات أحقية تواجدي ضمن تشكيلة “أسود الأطلس”، وارتداء القميص الوطني لأكون عند حسن ظنّ الجميع. بماذا أحسست وأنت تلعب أمام الجمهور المغربي؟ أحسست بفخر كبير وأقشعر بدني حين عُزف النشيد الوطني في الرباط، إنها لحظات قوية لا تُنسى. ألديك الرغبة للعب “الداربي” أمام المنتخب الجزائري؟ أكيد، أنا متشوّق كثيرا لهذه المباراة، إنها المباريات التي يحب كلّ لاعب كرة قدم أن يكون طرفا فيها. المنتخب المغربي يضمّ لاعبين ممتازين على غرار آيت فانا، أنت، كارسيلا.. لديكم منتخب قوي؟ صحيح، لقد قمنا بإعداد تشكيلة قوية بالاعتماد على لاعبين ممتازين لتدعيم المنتخب في وسط الميدان أو في الهجوم كذلك.. الآن هناك مدرب جديد بحاجة إلى وقت ليقوم بإعداد فريق قوي على كافة الأصعدة الفنية والبدنية، ونحن مطالبون بفهمه وتقبّل أفكاره لتحقيق معا نتائج جيّدة مستقبلا. «الداربيات” بين الجزائر والمغرب كانت دائما ساخنة وقوية، ألديك فكرة عن نوع هذه المباريات الكبيرة؟ بالطبع، إنها مباراة مرتقبة من طرف كلّ العرب الذين ينتظرونها بفارغ الصبر خاصة هنا في فرنسا، الجميع لا يتحدث إلا عن هذه المواجهة، ستكون لحظات قوية والتي لا يجب تضييعها. المنتخبان يتعارفان جيّدا، وآمل أن تكون المواجهة عرسا حقيقيا. أتعرف اللاعبين الجزائريين؟ نعم، بغض النظر عن عناصر المنتخب الجزائري المعروفين، هناك رياض بودبوز وكريم زياني.. أتعرفهم جيّدا أم تسمع بهم فقط؟ صراحة لا أعرفهم حقّ المعرفة لكنني تشرّفت باللعب أمامهم سابقا. ما رأيك في رياض بودبوز؟ إنه لاعب ممتاز وفي تطوّر مستمرّ، كما أنه يقدّم مردودا جيدا مع فريقه “سوشو”، أتمنى له التوفيق والمواصلة على المنوال نفسه، إنه حديث العهد بالمنتخب الجزائري مثلي أنا في المنتخب المغربي، وأتمنى له النجاح مع “الخضر”. أتعرف كريم زياني؟ إنه لاعب معروف له تجربة في الميادين الأوروبية وأعلم أنه يعود تدريجيا إلى أجواء المنافسة، كما أنه يؤدّي أشياء جميلة مع فريقه في البطولة الألمانية (فولسبورغ)، كما أنه ركيزة أساسية في المنتخب الجزائري خاصة في وسط الميدان الذي يقوم فيه بدور فعال، كما أعلم أنه ربما قائد المنتخب. ما الذي يُبهرك أكثر في التشكيلة الجزائرية؟ قوّتها الذهنية، إنها تشكيلة صلبة ومتضامنة وتقوم بنتائج جد إيجابية خاصة أمام المنتخبات القوية كما شاهدنا في “المونديال” الأخير، كما أن لاعبي المنتخب الجزائري يلعبون سويا منذ مدة ويتعارفون جيّدا. فيما يخصّ “المونديال” الأخير، هل ناصرت “الخضر” في هذه التضاهرة الكروية العالمية؟ نعم، الجزائر جارتنا وكلّ المغاربة ناصروا المنتخب الجزائري في كأس العالم. إذن المواجهة القادمة أمام المغاربة ستكون مواجهة بين الأشقاء وكلّ الخلافات السياسية لا تؤثر فيكم؟ هذا واضح، لا علاقة للاختلافات السياسية بكرة القدم، كما أن هذه المباراة ستكون بين منتخبين يحترمان فيما بينهم، لن ندخل في حرب بسبب مباراة كرة قدم، نحن إخوة وأشقاء بغض النظر عن الفائز والمتأهل، ولا يدخل في ذهن أحد أننا سنصبح أعداء بسبب كرة القدم، سنبقى إخوة أشقاء مهما حدث، كما أننا سنسعى لتقديم صورة جميلة عن بلدينا. المنتخب الجزائري يريد الفوز في المباراة لتدارك النتائج السلبية الماضية وتحقيق الانطلاقة من جديد، كيف ترى ذلك؟ أكيد أنها ستكون مباراة قوية خاصة من الجانب البدني، والآن علينا الظهور بمستوى جيّد لتحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب الجزائري. انتزعتم الصدارة بعد الفوز الذي حققتموه في تانزانيا، ألا تعتقد أن الأمر سابق لأوانه لاحتلال صدارة الترتيب؟ النتيجة الإيجابية التي حققناها أمام المنتخب التانزاني في “دار السلام” مكنتنا من احتلال المرتبة الأولى، لكننا نعلم جيدا أن لا شيء حسم لحد الآن، فالمشوار طويل ومباراة الجزائر مهمّة كثيرا بالنسبة لنا، وإذ أردنا الحفاظ على الصدارة لا بد من الفوز فيها. التشكيلة المغربية تضمّ العديد من المهاجمين العالميين في صورة الحمداوي، الشماخ، يوسف حاجي، ألا تخشى المنافسة؟ لست خائفا لكن المنافسة أمر جيّد وأنا أحبّها كثيرا لأنها تدفعنا دائما إلى العمل والقيام بمجهودات مضاعفة لضمان مكانة في النادي أو في التشكيلة الأساسية ل “أسود الأطلس”، لكن اعلموا أننا متضامنون جدا فيما بيننا والقرار يعود في الأخير إلى المدرب الذي سيختار حتما الأحسن، لكن بغض النظر عن المهاجم الأساسي المهم هو أن تفوز المغرب. المنتخب المغربي دُعّم كثيرا بلاعبين مغتربين، هل من كلمة حول ذلك؟ لإعداد منتخب قوي يجب البحث عن أحسن اللاعبين المغاربة بغض النظر عن أماكن تواجدهم، وأظن أن هذه الأرمادة التي تضمّ العديد من اللاعبين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية وحتى المحلية سيكون لها صدى إيجابيا على منتخبنا خاصة عندما نخوض مواجهات في البلدان الإفريقية، أين الأوضاع المناخية صعبة للغاية. فكلّ اللاعبين الذي التحقوا حديثا بالمنتخب المغربي بحاجة إلى بعض الوقت للتكيّف مع الأوضاع الصعبة للقارة السوداء. كيف كانت مواجهتك الأولى مع المنتخب المغربي في تانزانيا؟ لاحظت الفرق الشاسع بين المناخ، أرضية الميدان، التنظيم وأجواء المباراة. فالأوضاع تختلف تماما عن تلك التي في أوربا. فبالنسبة لي كانت تلك المباراة بمثابة الاستكشاف الوجه الآخر للقارة الإفريقية، وأتمنى أن أتنقل مرّات أخرى مع المنتخب الوطني للتعرف أكثر والتكيف أكثر مع تلك الأوضاع. لاعبون محترفون جزائريون لم يتمكنوا من التأقلم مع تلك الأوضاع الصعبة في إفريقيا الوسطى وأرجعوا أسباب الهزيمة إلى ذلك، ما تعليقك؟ نعم، يجب أن لا نخفي الأمور، ليس من السهل اللعب في أدغال إفريقيا وفي أوضاع مماثلة، لأنها تؤثر جدا في مستوى ومردود الفريق ككل، لكن لا بد من التأقلم. ألديك أصدقاء من الجزائر في فرنسا؟ نعم، لديّ الكثير. كيف هي الأوضاع قبل “الداربي”؟ الجميع يتكلم عن هذه المباراة المرتقبة بين الجارين، فالأجواء بدأت تسخن، فكما تعلمون إنها مباراة “كلاسكية”، لكن لا بدّ أن تجري في أجواء احتفالية أخوية داخل الملعب وفي المدرّجات. ما هو “الداربي” الأخير بين الجزائر والمغرب الذي شاهدته؟ شاهدت المباراة التي فاز فيه “أسود الأطلس” في كأس إفريقيا 2004. لقد فزتم علينا حينها... (يضحك)... نعم، لقد عادلنا النتيجة في الدقائق الأخيرة للمباراة، كما تمكنا من الفوز في الأخير. شكرا يوسف، نترك لك المجال لختم هذا الحوار بكلمة للجمهور الجزائري... لا شكر على واجب، كما استغل الفرصة لتوجيه التحية لكافة الشعب الجزائري الشقيق