غادر اللاعب الجزائري حمزة ياسف الدارالبيضاء صباح السبت الماضي، لم يرافقه إلى المطار أي مسير، حينها تذكر لحظة وصوله قبل انطلاقة الموسم الرياضي حيث كان الاستقبال دافئا والاهتمام يفوق الوصف، قبل الإقلاع أدلى حمزة بحقائق مثيرة روى ل«المساء» قصة ما وصفه بالمؤامرة التي دبرها المدرب الفرنسي الذي استغل نزاعه القديم مع الجزائريين ليثأر لنفسه. - راهن عليك المكتب المسير للوداد في بداية الموسم الرياضي وقبل انتهاء مرحلة الذهاب سحبت رخصتك وأصبحت خارج اللوائح، كيف عشت هذه المفارقة؟ < حين وقعت للوداد عقدا يمتد عامين كنت أراهن بدوري على تجربة فريدة وأمام قيمة العناصر التي تم التعاقد معها كنا نعول على موسم متميز مليء بالألقاب، البداية كانت جيدة والنهاية مليئة بالألم، حيث فوجئت بسحب رخصتي من الجامعة لأصبح لاعبا خارج لوائح الوداد. - هل المسألة تعود لعدم قدرتك على الاندماج داخل الفريق؟ < لا أبدا المسألة تتعلق يا أخي بالأداء العام وبغياب الاحترافية، ما حصل بالضبط هو أنني لم أعرف ما كان المدرب يفكر فيه، تصور أنك خارج القائمة وأن رخصتك قد سحبت تماما من الجامعة ومع ذلك لم يجرؤ أحد على إخبارك، عيب أن نصل إلى هذا المستوى من التدبير الهاوي، لقد كنت أواظب على التداريب بشكل طبيعي وكنت أعتقد أن الأيام كفيلة بتحويل الاستعصاء إلى نجاح لكن قرار إبعادي جعلني أكتشف المؤامرة. - من يتحمل المسؤولية؟ < حين جاء المدرب كفالي شعرت بأنه جاء لينتقم من الجزائريين بعد أن فشل في تأهيل المنتخب الجزائري، لكنني لم أكن أظن بأن المسيرين داخل الوداد سيخضعون لقراراته، وسيلبون جميع رغباته لأنني أعتقد بأن المدرب يمكن أن يرحل يوما بعد أن يحول الفريق إلى جثة، لذا كان من اللازم على المسيرين التدخل قبل أن يستفحل الداء، لقد استقطب كفالي لاعبين غير معروفين لم تكن لديهم أندية، والغريب أنه أصر على إفراغ الفريق من نجومه دون أن يتدخل أحد حتى اعتقدت أن سلطاته تفوق المكتب المسير، إن المسؤولية يتحملها كفالي وأعضاء من المكتب المسير للوداد. - قام المدرب بالتشطيب عليك من اللوائح هل هيأك سلفا للمفاجأة؟ < لقد علمت بالخبر عبر الأنترنيت، بل واتصل بي إخوان صحفيون من الجزائر يستفسرون حول الأمر، قلت لهم أنا آخر من يعلم، للأسف لا المكتب المسير ولا المدرب لم يملكوا الشجاعة الكافية لمواجهتي بحقيقة إبعادي تحت مبرر تعدد الأجانب، للأسف أعود للجزائر بذكرى سيئة، كنت أتدرب بشكل طبيعي وكنت أقرأ في عيون المدرب المؤامرة لكنني لم أعتقد يوما أن المكتب المسير قد يرضخ لتخاريف مدرب فاشل، تصور أنني اتصلت بأحد المسؤولين بالوداد وشعرت بأنه خائف من المدرب وظل يوزع علي الوعود إلى أن انتهت فترة الانتقالات. - لو حصل هذا في الجزائر مثلا هل سيقف المسيرون موقف المتفرج؟ < لو قررمدرب في الجزائر مثلا تسريح لاعب من قيمة فلاح أو مديحي أو لمياغري لتدخل الرئيس على الفور ومنع المدرب بل ولتعرض للطرد فورا لأن مصلحة النادي فوق المصالح الذاتية وتصفية الحسابات الجانبية، في الوداد قالوا لكفالي افعل ما شئت. - كفالي يصفي حساباته إذن معك ولو على حساب الوداد؟ < بالتأكيد تصور أن علاقتي به جد متدهورة حتى وهو على رأس المنتخب الجزائري، كنت سنة 2006 أفضل لاعب في الجزائر ونلت النجمة الذهبية، وأنا حينها من هدافي شبيبة القبائل الجزائري، إنه يريد أن يعاقب بحمزة 30 مليون جزائري . - هل ندمت على التجربة؟ < لا أبدا لكنني كنت مستاء من تصرفات المدرب والمسيرين الذين وضعوا الوداد تحت تصرف مدرب جاء من أجل الانتقام، مدرب يفتخر بنتائجه مع الجزائر في المباريات الودية، عمري الآن 28 سنة وسأخصص ما تبقى من الموسم للاستعداد في الجزائر، سأعتبر نفسي لاعبا مصابا في فترة نقاهة مثلا. - لماذا لم تغير الأجواء نحو الخليج خلال فترة الانتقالات الشتوية لإنقاذ الموسم؟ < أنا الآن حر لأن العقد المبرم بيني وبين رئيس الوداد ينص على ضرورة تمكيني من الشطر الثاني من منحة التوقيع قبل 31 يناير، وبما أن المكتب لم يلتزم ببنود العقد فأنا حر طليق، لم أتمكن من الانتقال لأن المدرب والمسيرين لم يخبروني وعلمت بالأمر في آخر لحظة حينها استحال علي تغيير الأجواء. - المدرب أيت جودي حاول استقطابك نحو الحسنية؟ < نعم لقد كلمني في الموضوع لكنني لم أحسم لأنني كنت أعتقد بأن مقامي مع الفريق لازال مستمرا، عموما لازالت أمامي ستة أشهر لأختم الموسم حينها سأقرر في أمر وجهتي، إن المدرب أيت جودي استطاع أن يغير ملامح الحسنية لما يملكه من كفاءة عكس كفالي النكرة، أيت جودي حقق مع اتحاد العاصمة الازدواجية. - هل طويت صفحة الوداد؟ < لا أنا أطالب بمستحقاتي المالية، انتدبت محاميا والسفارة الجزائرية في المغرب تتابع القضية وتؤازرني في محنتي، أنا أغادر اليوم المغرب في اتجاه الجزائر وسأعود لإنهاء المشكل قريبا.