حين واجه الرجاء البيضاوي سنة 2006 فريق شبيبة القبائل الجزائري كانت أعين محبي الفريق البيضاوي تتعقب خطوات اللاعب حمزة ياسيف الذي كان نجم المباراة بلا منازع، لكن عيون المسؤولين كانت تتعقب المدرب الفرنسي إيف شاي الذي كان يبدو الأقدر على خلافة أوسكار. لم تكن العلاقة بين المدرب الفرنسي وحناشي، رئيس شبيبة القبائل، سليمة بل تميزت بالكثير من التضاريس، ولم تشفع نتائج إيف شاي في عودة الود إلى علاقات باردة وباتت على وشك الانتهاء. في حقيبة المدرب الفرنسي عدة اقتراحات أغلبها من نوادي مغربية كالرجاء وأولمبيك خريبكة والوداد، لكن المفاوضات مع الرجاء غيرت مجرى حياته وحولته إلى مدرب لمرحلة الرئيس غلام الذي يختلف عن حناشي في كثير من الأشياء أهمها تريث الأول وتسرع الثاني. سعد المدرب السابق لسانت إيتيان وأنجي وغانغون بالعرض المغربي، وبدت زوجته وابنته الوحيدة في صف المشجعين على الاختيار، لكن إيف كشف السر وراء سعادة أسرته الصغيرة بالمقترح، «عندما اشتغلت في الجزائر كانت المكالمات التي أتوصل بها من رفاقي في فرنسا أقل مقارنة مع المغرب، تبين لي في ما بعد أن الكثير من الأصدقاء يستعجلون زيارتي في الدارالبيضاء، نظرا للاستقرار الذي تعيشه البلاد مقارنة مع مخاوفهم من غليان الجارة الجزائر». كان إيف محظوظا لأنه وقع عقدا من سنتين بدون ضغط النتائج الآنية، فقد طلب منه غلام تكوين فريق شاب قادر على المنافسة على الألقاب بعد أن يشتد عوده، حرر الرئيس المدرب من ضغط النتائج ودعاه لبناء فريق دون استعجال. قدر المدرب أن يفقد العديد من النجوم قبيل انطلاقة المباراة، فقد انتابت تاج الدين نوبة غضب وغادر معسكر إيفران الاستعدادي، كما امتنع ناطر عن الالتحاق بالمعسكر المطلوب، واختار ياجور الاحتراف الانفرادي، وتم تفويت اللاعب العلودي إلى العين. جرت الرياح بما يشتهيه إيف شاي، وتبين أن الفريق قادر على التنافس على الزعامة بدل لعب دور الكومبارس، وحين تداهم الفريق نوبة زكام يتدخل الرئيس ليقول للمدرب لا تهتم بما يقوله الآخرون أنا مظلتك الواقية، قبل أن يذكر من انفتحت شهيته على الألقاب باتفاق جمع «ليدك» الذي أكد فيه غلام على الدور الثانوي للفريق. لا ينحني إيف للزوابع ويصر على القيام بكوتشينغ عفا عنه الزمن، دون أن يعبأ بتهديدات بالإقالة لأنه يؤمن بأن العقد شريعة المتعاقدين، فحين يحل الاستعصاء يتمسك الرجل بهدوئه، وحين تطاوعه النتائج يمشي منتصب القامة، بل إنه يرفض الحديث بلغة تقنية مع مسيرين لا علم لهم بما يجري.