قال حمزة شيغانو، نجل عبد الغالي شيغانو المعتقل ضمن خلية عبد القادر بلعيرج المتهمة بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب واغتيال شخصيات رسمية ودبلوماسية ويهود مغاربة، حسب تصريحات وزير الداخلية شكيب بنموسى، إنه فوجئ بورود اسم والده بين المعتقلين، بعد الكشف عن أسماء أفراد الخلية. وروى حمزة ل«المساء» قصة اختطاف والده من وسط أفراد عائلته يوم السبت 26 يناير الماضي بقرية بني شيكار في إقليمالناظور، حيث زارهم خمسة أفراد من رجال الأمن بلباس مدني في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا، واقتادوه معهم دون أن يكشفوا للعائلة عن وجهتهم. وأضاف حمزة، البالغ من العمر 22 سنة، الذي كان يتحدث عبر الهاتف بصوت ينم عن الحزن والقلق، أن العائلة ظلت تبحث عن عبد الغالي منذ ذلك الوقت لدى الأمن والقيادة في بني أنصار والناظور وفرخانة، دون الوصول على أي شيء يخص مكان تواجده أو مصيره، إلى أن علمت أنه يوجد ضمن أفراد خلية بلعيرج. وتتزامن فترة الاعتقال هذه مع عودة الحديث عن الاختطافات وحالات اختفاء بعض الأشخاص في الشهر الماضي، إذ يعتقد أن تكون لهذه الاختطافات علاقة بموضوع الخلية والتحقيقات التي كانت تجريها السلطات الأمنية قبل الإعلان رسميا عن اكتشاف الخلية. وقال حمزة شيغانو إن والده، المزداد عام 1957 بإقليمالناظور، شخص عادي لا علاقة له بأي جماعات أو تنظيمات دينية متشددة، وإنه يؤدي صلواته الخمس في مسجد صغير بالدوار يطلق عليه اسم «الزاوية» مع أبناء الدوار بشكل جماعي، دون أي ارتباط بجماعة من الجماعات، مضيفا أن والده «يحارب الزمن» ويشتغل بقالا حيث يملك دكانا صغيرا بنفس الدوار، ويعيل أسرة كبيرة تعيش مجتمعة في دار الورثة، تتكون من ستة أبناء ووالدته التي تبلغ من العمر 65 عاما وشقيقين يعيشان معه، يعانيان من خلل عقلي. وعن ميولاته السياسية، رد حمزة قائلا: «إلا السياسة، فهو لا يعرفها ولم يسبق له أن تحدث في أي موضوع له علاقة بالسياسة، كان فقط يكتفي بمغالبة الزمن»، ونفى حمزة أن تكون لوالده أفكار دينية متطرفة، وقال: «أنا شخصيا لا أصلي مثلا، ولو كان تشدديا (متشددا) لفتح معي الموضوع أو طردني من البيت»، مستطردا أن الجميع في الدوار يعرفه كشخص طبيعي لا يثير الشكوك حوله وليس له أي نشاط سري. وعما إن كان والده يعرف بلعيرج، المقيم في بلجيكا والحاصل على جنسيتها، نفى ذلك وقال إنه هو شخصيا لم يسبق أن سمح بهذا الاسم قبل اليوم. وبخصوص الكشف عن أسلحة مخبأة في بئر قريب من البيت الذي تقيم فيه العائلة، قال حمزة إنه لا يعرف شيئا كثيرا عن هذه القضية، سوى ما يتناقله سكان الدوار، وإن القضية تعود إلى 26 من الشهر الماضي لدى اختطاف والده، حيث «منع رجال الأمن أي شخص من الاقتراب من البئر، ولا أعرف ماذا حصل بعد ذلك، لأنني لم أكن متواجدا وقتها في البيت». وحصل حمزة على الباكالوريا ودبلوم في المعلوميات من الناظور، وينتظر فرصته في الحصول على شغل لمساعدة والده على إعالة أسرة متعددة الأفراد. وقال بصوت هادئ عميق «لا أحب الظهور في الخارج أو ملاقاة الناس في الدوار، لأنهم يتعاطفون معنا بطريقة لا تعجبنا»، ووصف الحالة النفسية لوالدته وإخوته بأنها «في الحضيض».