أزمة فقدان "الفيتامين C" من الصيدليات مستمرة..

أزمة كبيرة يعيشها مرضى "كورونا" الذين يتابعون علاجهم بالمنزل، وكذا الأشخاص المخالطين للمرضى جراء غياب "فيتامين سي" من الصيدليات بمختلف المدن المغربية.
ويطلق عدد من المرضى نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاستنجاد أو لدعوة أصدقائهم للبحث عن هذه المادة الحيوية التي تساعد على تقوية المناعة، وتعتبر عنصرا مهما في مواجهة كورونا والأمراض الفيروسية المرتبطة بالبرد.
وعاينت "بيان اليوم" معاناة العديد من المواطنات والمواطنين بالعاصمة الرباط الذين يجولون بشكل يومي بحثا عن "الفيتامين سي"، سواء من أجلهم أو من أجل أفراد من عائلاتهم أو أصدقائهم ممن يقبعون تحت رحمة الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا.
وبدورهم، يشتكي الصيادلة من استمرار النقص الكبير في مادة "الفيتامين سي"، وكذا في الأدوية التي تدخل في علاج الحالات البسيطة والمتوسطة للمصابين بفيروس كورونا، خصوصا مع ارتفاع عدد المصابين بالوباء في الفترة الأخيرة.
وسجلت "بيان اليوم" نقصا في مختلف المكملات المقوية للمناعة، وبعض الأدوية التي تدخل في إطار العلاج التكميلي لفيروس كورونا، حيث، وفي جولة عبر صيدليات "الرباط" و"الدار البيضاء"، بحثا عن بعض الأدوية والفيتامينات المقوية للمناعة، يتضح أن مختلف هذه المواد تسجل نقصا حادا، فيما بعضها مفقود كما هو الحال بالنسبة للفيتامين "سي".
ووفق تصريح لمالك إحدى الصيدليات بالرباط، فإن سبب هذا النقص يعود بالأساس إلى سلوكات ساهمت في خلخلة انتظام بيع هذه المادة الحيوية، حيث عمد الكثيرون إلى اقتناء كميات مضاعفة تحسبا لإصابتهم أو إصابة أقاربهم بهذا الوباء، فضلا عن احتكار المستشفيات لكميات أكبر من هذه المواد، خصوصا وأنها تستقبل بشكل يومي مئات الحالات التي تكون في وضع صعب أو حرج.
وأضاف المتحدث أن التهافت لاقتناء هذه المكملات جعلها تنقص بشكل كبير من رفوف الأدوية بالصيدليات، فضلا عن تأخر إنتاج كميات كبيرة من قبل الشركات المختصة، وذلك بالنظر لكون الطلب في الفترة الحالية تضاعف مرات كثيرة بالمقارنة مع الأوقات العادية خلال السنوات الماضية، أو بسبب نقص في المواد الأولية الأساسية التي تدخل في صناعة عقاقير الفيتامين "سي"، بالإضافة إلى إشكالية الاستيراد، في ظل الطلب الدولي الكثيف على هذه المادة الحيوية التي تدخل في إطار دعامات علاج فيروس "كوفيد – 19".
وسجل صاحب الصيدلية أن هذه الأدوية والمكملات كانت دائما متوفرة، بما في ذلك الشهور القليلة الماضية والتي كانت تعرف بدورها انتشار الفيروس، مشيرا إلى أن ارتفاع الطلب على مادة الفيتامين "سي" يرتبط كذلك بالإقبال على الشتاء والبرد، وهي الفترة التي تعرف انتشار مرض الأنفلونزا والأمراض الفيروسية المرتبط بالبرد والتي يحتاج فيها عدد من المرضى إلى الفيتامين "سي" لتقوية مناعتهم والاستشفاء من نزلة البرد، إذ تعد من المكملات الدوائية المهمة لمواجهة أمراض البرد، خصوصا الأنفلونزا.
ويأتي هذا النقص الحاد في هذه الأدوية، في ظل "الطمأنة" المستمرة لوزارة الصحة التي أكدت في أكثر من مناسبة على أن المخزون الاحتياطي من هذه الأدوية متوفر لتغطية الشهور القادمة.
وكانت وزارة الصحة قد شددت في بلاغ لها الشهر الماضي أن تموين السوق بالأدوية الأساسية التي تدخل في علاج كورونا، بما فيها المكمل الدوائي "الفيتامين سي" لن يعرف أي تغيير، مشيرة إلى أنه سيتم تزويد السوق الوطنية بالكميات الاعتيادية الضرورية، شريطة التزام الكل حسب اختصاصه بالاستعمال الرشيد للأدوية.