إقبال المغاربة على فيتامين "س" منذ انتشار فيروس كورونا المستجد بالمغرب، بهدف الوقاية من الفيروس، جعل هذه المادة المبرمجة في البروتوكول العلاجي الذي أقرته وزارة الصحة يختفي من صيدليات المغرب منذ فترة، وفي الوقت ذاته يعرف هذا الفيتامين إقبالا مضاعفا عن السابق لاعتماده كمكمل غذائي يحمي من نزلات البرد التي تصيب المغاربة في فصل الخريف. في هذا الصدد صرح علي لطفي رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، ل"رسالة 24″ أسباب نقص هذا المكمل وأضراره على جسم الإنسان في حالة تم الإفراط في تناوله، ومدى فعاليته للوقاية من فيروس كورونا المستجد. يقول علي لطفي، أن السبب الحقيقي لمشكلة نقص بعض الأدوية المقررة في البرتوكول العلاجي بالمستشفيات العمومية، مثل فيتامين "سي" والزنك، راجع إلى الخلط بين بروتوكول العلاج، الذي تعتمده وزارة الصحة للمصابين وأساليب الوقاية من الفيروس. فالسبب الحقيقي للأزمة نفاد فيتامين "س" في الصيدليات ناتج عن الترويج لبروتوكول العلاجي لكوفيد-19 ومكوناته، والبعض يعتبره بروتوكولا للوقاية، مع أن إجراءات الوقاية والطرق الوحيدة المعروفة حتى الآن هي غسل اليدين بالطريقة المتبعة وتطهير الأسطح والالتزام بالتباعد الاجتماعي، ووضع الكمامات الواقية، يضيف علي لطفي، منذ تفشي الوباء في المغرب، بدا هناك نقص في بعض الأدوية المستخدمة في علاج أعراض الفيروس الوبائي، إذ عرفت الصيدليات نقصا في فيتامين" سي"، ومعززات المناعة، مثل بعض الفيتامينات التي تتضمن عنصر الزنك، والمضادات الحيوية، بسبب تهافت النساء على شرائها بكميات كبيرة مثل: الفيتامين" س" و "دوليبران" و"الزنك" والمضاد الحيوي "ازيتروميسين"، مما جعل عددا من الصيدليات تعرف نفاذا كبيرا في الفيتامين "س" لكن جميع مستشفيات العزل لم تشهد أي عجز في أدوية علاج أعراض كورونا، لكن الوضع تغير وتم توفير الأدوية في الصيدليات. يشير علي لطفي، أن أهمية فيتامين "س" تكمن في حفاظه على كفاءة الجهاز المناعي كما أنه يلعب دورا هاما في القيام بالعديد من الوظائف الحيوية، لكن خلافا لما يعتقد البعض فإن تناول فيتامين "س" لا يقي من الإصابة بالفيروس. وهذا الاعتقاد الخاطئ جعل فئة كبيرة من المواطنين والمواطنات يتناولون الكثير من الجرعات كمكملات فيتامين "س"، وبشكل يومي بهدف الوقاية، مع العلم أن تناول مكملات فيتامين "س" يساعد في رفع مناعة الجسم، ولكنه لا يقي من الإصابة بالفيروس. وفي سياق حديثه يؤكد، أن الإفراط في استهلاك فيتامين "س" له أضرار كبيرة قد تؤدي إلى أعراض جانبية متفاوتة الخطورة. فبدل الحصول على فيتامين "س" من الطعام، أو عبر المكملات الغذائية يلجأ البعض إلى الإفراط في تناول تلك المكملات، وزيادتها عن حاجة الجسم ويسبب ذلك العديد من المخاطر الصحية، من أبرزها ما يلي: زيادة فيتامين "س" على امتصاص الجسم للحديد لذا فإن استهلاك الكثير منه يعد مصدر قلق للمصابين، لأنه يؤدي إلى تراكم الحديد في الدم، مما يؤثر على صحة الكبد والكلى والبنكرياس والبروستات والقلب. يضيف علي لطفي، أن تناول الكثير من فيتامين "س" قد يزيد من كمية الأوكسالات في الكليتين، مما قد يؤدي إلى حصوات في الكلى والتي يصاحبها أعراض مزعجة. فضلا عن هذا فتناول جرعات كبيرة من فيتامين "سي" قد يساهم في اضطراب ضغط الدم مما يتسبب في الشعور بالصداع والدوخة والتعب العام والإرهاق. وفي معرض حديثه، ينصح علي لطفي بتناول فيتامين "س"عن طريق إتباع بعض التعليمات التي تتمثل في الاعتماد على المصادر الطبيعية لفيتامين "س" والموجودة في الكثير من الأطعمة مثل الجوافة والبرتقال والليمون والكيوي والفراولة والفلفل. وعدم تناول مكملات فيتامين "س" دون الحاجة ومع وجوب استشارة طبيب مختص قبل القيام بذلك.