وجهت أنقرة أول أمس الثلاثاء إنذارا جديدا لدمشق في حال شنت هجوما آخر ضد قواتها المنتشرة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حيث قتل طياران سوريان جراء إسقاط مروحيتهما في حادث نسبه المرصد السوري لحقوق الإنسان للقوات التركية. وحققت قوات النظام الثلاثاء هدفا طال انتظاره بسيطرتها، للمرة الأولى منذ العام 2012، على كامل طريق حلب- دمشق الدولي. وبعد أسابيع من القصف والمعارك، تشهد المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي توترا ميدانيا قل مثيله بين أنقرةودمشق تخللته مواجهات أوقعت قتلى بين الطرفين، آخرها الاثنين. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء “نال النظام عقابه، لكن ذلك لا يكفي، ستكون هناك تتمة. كلما هاجموا جنودنا، سيدفعون الثمن غاليا، غاليا جدا”. وأضاف أنه سيعلن تدابير إضافية بدون أن يعطي المزيد من التفاصيل. وفي المقابل أكدت القيادة العامة للجيش السوري في بيان “استعدادها للرد على اعتداءات قوات المحتل التركي”، مضيفة “عمد النظام التركي إلى زج حشود عسكرية جديدة وتصعيد عدوانه بشكل مكثف” واستهدف “نقاط تمركز الوحدات العسكرية بالقذائف الصاروخية”. واتهم الجيش السوري أنقرة بمحاولة وقف تقدمه و”منع انهيار التنظيمات الإرهابية”. وأرسلت تركيا مؤخرا تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة تتألف من مئات الآليات العسكرية، دخل القسم الأكبر منها بعد تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع بين القوات التركية والسورية خلف أكثر من 20 قتيلا من الطرفين، بينهم ثمانية أتراك. وتكرر التوتر الاثنين، إذ أعلنت أنقرة مقتل خمسة من جنودها في قصف مدفعي شنته قوات النظام ضد مواقعها في إدلب. وردت أنقرة باستهداف مصادر النيران، وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنها “حيدت” أكثر من مئة جندي سوري. إلا أن المرصد السوري أكد عدم سقوط ضحايا في صفوف قوات النظام. وشدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء على وقوف بلاده إلى جانب تركيا. وقال في تغريدة “يجب أن تتوقف الاعتداءات المستمرة لنظام الأسد وروسيا”، مشيرا إلى أنه أرسل موفدا إلى أنقرة “لتنسيق الخطوات للرد على الاعتداء المخل بالاستقرار”. ومساء الثلاثاء وصل الموفد الأميركي الخاص المكلف بالملف السوري جيمس جيفري إلى أنقرة حيث سيجري الأربعاء محادثات. وقد أكد لدى وصوله أن الولاياتالمتحدة تريد دعم تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي “بأكبر قدر ممكن”. والثلاثاء، قتل جنديان سوريان جراء إسقاط مروحيتهما قرب منطقة قميناس في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفق المرصد الذي قال إن القوات التركية استهدفت المروحية بصاروخ. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان جثتي الطيارين وبقايا المروحية المحطمة. وذكرت وزارة الدفاع التركية إنها تلقت معلومات تفيد بأن “مروحية تابعة للنظام تحطمت” من دون أن تتبنى إسقاطها، فيما قالت وسائل إعلام تركية إن المروحية سقطت بنيران الفصائل. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر عسكري أنه قرابة “الساعة 11.30 من يوم الثلاثاء أصيبت إحدى حواماتنا العسكرية بصاروخ معاد فوق منطقة النيرب في ريف إدلب الجنوبي حيث تنتشر التنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا، وقد أدى ذلك إلى سقوط الطائرة واستشهاد طاقمها”. ومحافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق روسي تركي جرى التوصل إليه في سوتشي في العام 2018، ونص على فتح طريقين دوليين يمران في المنطقة، بينهما طريق حلب – دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أن هيئة تحرير الشام لم تنسحب من المنطقة المحددة فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل. وبموجب الاتفاق، تنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في المنطقة، باتت ثلاث منها على الأقل محاصرة من قبل قوات النظام.