أثارت تصريحات المدرب عبد الرزاق خيري وبعده المدرب عبد الحق مندوزا كثيرا من التساؤل عن ممارسات لا مسؤولة ومدى صحتها ببطولة المجموعة الثانية. فخلال سنوات، عاشت كرة القدم المغربية بقيود على مستوى التسيير الإداري الجاف، متجاهلة وجاهلة الميادين الحساسة والتي بدونها يستحيل أي تقدم أو تطور. ومع مطلع هذا الموسم أقدم المسؤولون على بعض التغييرات الإصلاحية يتوخى من ورائها الثقة للممارس والمسير والمتفرج على السواء، وسنت بعض القوانين الجديدة الهدف منها ارجاع المشروعية المفقودة. وبالمناسبة، ونحن نعيش صراع المجموعة الثانية، صراع يستقطب أنظار الجماهير الغفيرة والعريضة خاصة، ويحتم في النهاية انحدار 4 فرق الى مجموعة الهواة علما أن هناك أندية عريقة لها باع بالمجموعة الأولى. والمؤسف أن يبقى البعض يجامل ويتخفى ولا يجهر بالحقيقة مع أنه يملك أحيانا حججا ومعطيات، كفانا من التقاعس، أما حان الوقت لفضح هذه الممارسات اللامسؤولة، فحين أفصح مدرب الراسينك عن المسكوت عنه، رغم أنه تقاعس سابقا في ذلك، حين لم يتضرر الإطار عبد الرزاق خيري، الذي انتظر موسما كاملا قبل الإفصاح بالتلاعب في المباريات ونتائجها. لقد رجعت بي الذاكرة إلى الوراء، حين انهزم الاتحاد البيضاوي بأربعة أهداف لصفر أمام الجمعية السلاوية، حيث بقيت مشدود الحديث اثنين بمركب العربي الزاولي، جيث تكلم فيه اثنان بجرأة كبيرة منددين بالتلاعب في نتيجة اللقاء وتورط لاعبين من الاتجاد، وأن مثل هذه الممارسات تبعد المنافسة الرياضية الصرفة لتحل محلها المجاملات والاخوانيات، والبيع والشراء إن صح التعبير. فهل ستصبح هذه المواضيع مألوفة ومتكررة عند قرب نهاية كل موسم، وهل سنبقى نسمع أحاديث كهذه، موسم الإقلاع الرياضي، موسم الإصلاح الرياضي ونحن على أبواب ولوج عالم الإحتراف. وتبقى أصابع الاتهام تنعت بعض المسيرين عديمي الضمير وبعض اللاعبين، همهم هو الكسب، أشخاص لا يتحلون بالانضباط ولا يخدمون مصالج الرياضة. أشخاص بات من المفروض فيهم أن يكونوا نزهاء، لا تغريهم الأظرفة والمطاعم الفاخرة، فالأخلاق الفاضلة والصدق الرياضي فوق كل اعتبار. وإذا كانت المفاوضات الدنيئة لكسب لقاء أو التخلي عنه تتم في الخفاء بعيدا عن ميدان التباري الشريف، فإن الجمهور المسكين الذي يتحمل مشاق التنقل، وأداء تذكرة الدخول الى الملعب، وتحمل غزارة الأمطار، وحرارة الشمس، هو الضحية الأولى، وإنه ليس غبيا يغفل هذه التلاعبات، بل يلمسها ويحسب لها حالما تظهر نتائجها خلال المباريات. لقد حان الوقت، إن كنا نملك حسا وطنيا يغار على مقوماتنا، فيجب أن نضبط هذه الحقيقة من الذين يسيئوا لرياضتنا، واستئصال جرثومتهم الوبيلة، ولن يتأتى ذلك إلا بإسناد هذه المهام النبيلة والجسيمة إلى أناس نزهاء، غيورين، والضرب على أيدي المتلاعبين الذين مافتئوا يغتالون طموحاتنا الرياضية مهما كانوا لاعبين أو مسيرين أو رؤساء أندية أو حكاما، وإلا فسنكون كمن يحرث في البحر. كفانا إذن من المجاملة والتخفي، لقد حان وقت الإصلاح، إصلاح سوف لن يتأتى إلا بالكشف عن المستور، وإجلاء الحقيقة، وإيقاف هذا النزيف بالضرب على أيدي المتلاعبين.