لم ينتظر اللاعب عبد الرزاق حمد الله طويلا للرد على عدم استدعائه من طرف المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش لحضور المعسكر التدريبي استعدادا للمباراة الرسمية ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم ضد موريتانيا وبورندي. فقبل دخول اللاعبين الذين تم توجيه الدعوة إليهم المعسكر التدريبي بداية الأسبوع الجاري، سارع مهاجم نادي النصر السعودي عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (أنستغرام) باتخاذ قرار الاعتزال اللعب الدولي، مكتفيا بكلمة جد مفضلة: “لقد قررت اعتزال اللعب دوليًا”. فهل هي نهاية مسلسل طويل من شد الحبل بين مختلف الأطقم التقنية التي أشرفت على الفريق الوطني المغربي لكرة القدم خلال العشر سنوات الأخيرة، حيث كان حمد الله غير مرحب به سواء مع الهولندي بيم فيربيك أو الفرنسي هيرفي رونار، وحاليا مع وحيد خاليلوزيتش، حقبة مهمة من تاريخ المنتخب كان خلالها صاحب الأهداف الحاسمة بعيدا عن صفوفه، مكتفيا بحضور متقطع لا يعكس أبدا قيمته كقلب هجوم هداف، يتمنى كل مدرب أن يضمه لتشكيلته الأساسية. حمد الله كان دائما مطلبا جماهيريا ملحا، كما ساندته الصحافة في مجموعة من المراحل، وقد بلغ الأمر مداه أيام رونار بعدما كان لاعب أولمبيك أسفي يحطم كل الأرقام في كل البطولات التي لعب بها، ولعل أكبر دليل إنجازاته التاريخية بالدوري السعودي. كان الجميع ينتظر عودة حمد الله لحظيرة المنتخب الوطني، إلا أن الوقائع الأخيرة أعادت الأمور إلى مرحلة الصفر، وهنا نستحضر ما وقع له مع مواطنه وزميله نور الدين أمرابط أدى إلى حدود القطيعة بين الرجلين وبالتالي، فإن مسألة الحفاظ على المجموعة من طرف الناخب الوطني حاضرة في هذه الحالة، ولا يستبعد أن يكون للأمر دور في هذا التجاهل الجديد من طرف الطاقم التقني ل “أسود الأطلس”. فهل هي نهاية هذا المسلسل الذي طال أمده، مسلسل كنا ننتظر أن تكون خاتمته أفضل بكثير مما شاهدناه، وفي كل الحالات فإن ما حدث يعد خسارة كبيرة للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، والذي حرم طويلا من خدمات مهاجم من الطراز الرفيع لأسباب مختلفة تبدو في بعض الأحيان عادية، كان من الممكن احتواؤها وتطويقها لو حضرت الحكمة والرزانة سواء من طرف محيط المنتخب أو من اللاعب نفسه.