طفت على سطح المنتخب الوطني مجددا، موجة من الخلافات والصراعات، بين لاعبي “أسود الأطلس”، مباشرة بعد نهاية أول مباراتين إعداديتين للبوسني وحيد خاليلوزيتش، المدرب الجديد للأسود، الذي خلف الفرنسي هيرفي رونار. خاليلوزيتش وجد نفسه، في الندوة الصحفية التي أعقبت لقاء المنتخب الوطني ضد النيجر، الثلاثاء الماضي، يرد باستغراب، على سؤال أحد الزملاء الصحافيين، بعدما تساءل هذا الأخير، عن عدم استدعاء عبد الرزاق حمد الله، باعتباره أفضل مهاجمي العالم. يبدو مفهوما استغراب المدرب البوسني، من وصف الزميل الصحفي لمهاجم النصر السعودي، بأنه الأفضل في العالم، وإن كانت أهدافه تضعه ضمن أفضل ثلاث هدافين في المعمور. ما لايبدو مفهوما هنا، هو دخول لاعب المنتخب الوطني يونس بلهندة، على خط سؤال الصحافي، واستغراب خاليلوزيتش، حيث شارك المحترف بنادي غلطة سراي التركي، عبر “ستوري” على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “انستغرام”، شارك بنوع من السخرية، مقطع فيديو، استغراب المدرب الجديد للأسود من سؤال الصحافي حول حمد الله. خطوة بلهندة، أعادت إلى الأذهان، الخلاف الذي نشب بين حمد الله وبعض لاعبي المنتخب، في خضم الاستعداد لنهائيات كأس الأمم الإفريقية، مصر 2019، ومن بينهم بلهندة نفسه، مما دفع بمهاجم النصر إلى مغادرة معسكر الأسود، مباشرة بعد نهاية اللقاء الودي ضد غامبيا، بعدما تقدم لتنفيذ ركلة جزاء، قبل أن يحرمه فيصل فجر من ذلك. لم ينتظر حمد الله طويلا، للرد على سخرية بلهندة، إذ شارك هو الآخر مقطع فيديو مدته 14 ثانية، عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه، إنه سيتحدث عن الأسباب التي دفعته إلى ترك تجمع المنتخب قُبيل “كان” مصر. تأتي هذه “الانزلاقات” من العناصر الوطنية، في وقت بدأ الجمهور المغربي، ينسى أو يتناسى ما حدث قبل التوجه إلى الملاعب المصرية، يونيو الماضي، خاصة بعد الانفصال عن رونار، وبدء مرحلة جديدة رفقة خاليلوزيتش. يتضح أن بعض لاعبي المنتخب الوطني، ما زال لم يستوعب بعد، قيمة المناداة عليه للمنتخب، نقول المناداة فقط، وليس حمل قميص “أسود الأطلس”، لأنه لو شعر حقا بالأولى لما رأينا هذه “الانزلاقات” و”التطاحنات” بين البعض على مواقع التواصل الاجتماعي. إن المسؤول والأول والأخير عن تمادي بعض اللاعبين، في “التراشق” فيما بينهم، هو الجهاز الوصي على اللعبة في هذا البلد، وهنا نتحدث عن جامعة الكرة، التي وقفت وقفة المتفرج في كثير من المواقف المشابهة، بدءا بردة فعل بلهندة ونبيل درار، في ودية هولندا، بملعب أدرار، في حق الجمهور الذي نادى باسم حكيم زياش، مرورا بخرجة درار نفسه وفجر، بأغنية “باي باي” بُعيد مغادرة حمد الله معسكر الأسود، وصولا لسخرية بلهندة من صاحب ال28 عاما، ومؤكد أن المسلسل لن ينتهي عند هذا الحد، ما دامت الجامعة لم تتدخل بعد بكثير من الحزم، لوضع قطيعة مع هذا “العبث” الدخيل على منتخبنا الوطني، حتى يستشعر كل من نودي عليه لحمل قميص “الأسود”، أنه أمام تكليف أكثر مما هو تشريف.