أرباح «لوسيور كريستال» تتأثر بالسوق الدولية وتحاول تعزيز تنافسيتها عبر إدخال شركاء جدد انخفضت الأرباح الصافية لشركة «لوسيور كريسطال» خلال العام الماضي إلى ما يعادل 153 مليون درهم، مسجلة انخفاضا كبيرا بلغت نسبته 44 في المائة بالمقارنة مع العام قبل الماضي، الذي بلغت خلاله أرباح الشركة 278 مليون درهم، وذلك بعد تفويت الشركة لإجمالي رأسمال فرعها «سي بي إم بلاستيك». من جانبه تراجع رقم معاملات «لوسيور كريسطال» خلال نفس السنة إلى 3,440 مليار درهم، بانخفاض بلغت نسبته 14 في المائة بالمقارنة مع العام قبل الماضي، وذلك تحت ذريعة تراجع أسعار زيت المائدة والناتج عن انخفاض أسعار الزيوت الخام بالسوق الدولي. وقد حققت الشركة، حسب بلاغ صحفي، نتائج متواضعة، حيث أفرزت نتيجة الاستغلال ما يعادل 231 ملايين درهم بانخفاض بلغت نسبته 25 في المائة بالمقارنة مع العام قبل الماضي، على الرغم من المجهودات المبذولة على مستوى إعادة الهيكلة التي شرع في تنفيذها منذ العديد من السنوات لدى المقاولة بغية تعزيز تنافسيتها وقدرتها على مقاومة الأزمات. ورغم تحسن هامش زيت المائدة، إلى جانب الأداء الجيد لنشاط الصابون، إلا أن آثار هذه الإنجازات خفت بفعل تدهور نشاط الهرس، والناجم عن انهيار أسعار الكسب بالأسواق الدولية وكذا تطور الواردات. ويقترح المجلس الإداري للشركة على الجمع العام المقبل توزيع ربحية عادية بقيمة 5,5 درهما لكل سهم وربحية استثنائية بقيمة 21 درهما لكل سهم. وقالت الشركة في بلاغ صحفي إنها تعتزم، في سياق تقلب قوي لأسعار المواد الأولية بالسوق الدولي، مواصلة إستراتيجيتها المتمحورة حول تأمين مشترياتها من خلال التدبير الحيوي والفعال لتغطية اقتناء المواد الأولية، وترشيد تكاليف عمليات التحويل بفضل إعادة الهيكلة الصناعية الجاري إنجازه حاليا، إلى جانب عقلنة توزيع علاماتها التجارية وترشيد مدارات التوزيع. وعانت «لوسيور كريسطال»، التي يرأس مجليها الإداري إدريس بنشيخ الذي حل خلفا لأحمد رحو المعين على رأس إدارة القرض العقاري والسياحي، سنة 2009 من منافسة قوية على مستوى الصادرات خلال سنة 2010، إذ أن التطبيق الوشيك لرفع الحواجز عن أسعار كسب الصوجا عمل على تغيير معطيات السوق، فبعد تزامنه مع انهيار أسعار السوق الدولي، ساهم هذا الإجراء في تقوية المنافسة على مستوى الصادرات، وقلص حصة «لوسيور كريسطال» بالسوق لفائدة فاعلين آخرين منتمين إلى دول منتجة للحبوب الزيتية. كما فسح ضعف المحصول الوطني من حبوب عباد الشمس بفعل الفيضانات، يضيف المصدر ذاته، المجال أمام استيراد حبوب عباد الشمس. ويشتغل قطاع المواد الدسمة، حسب نص البلاغ، تحت إكراهات متعددة في ظل محيط متغير، إذ أنه على مستوى مشتريات المواد الأولية، تشهد أسعار الحبوب الزيتية منذ سنة 2007 تقلبات متناقضة، حيث تفاوتت أسعار الزيت الخام ما بين 700 و930 دولار أمريكي للطن في العام الماضي. وفي ظل هذه المتغيرات، عززت الشركة، حسب المصدر ذاته، مكانتها بالتركيز على مؤهلات تنافسية ومهنها الأساسية: الهرس، التصفية، الصابون، توضيب زيوت المائدة والتسويق. ،تواصل الشركة، حسب نص البلاغ، مجهوداتها الرامية إلى ترشيد التكاليف الصناعية بالعمل على تقليص فاتورة استهلاك الطاقة وعقلنة خطوط الإنتاج. كما تم اللجوء إلى إعادة هيكلة نشاط الهرس بغية تحسين مردوديتة، وفي نفس الصدد أطلق خط جديد للتطفية بسعة 600 طن في اليوم الواحد بمصنع عين حرودة، الذي يستفيد من برنامج لترشيد استهلاك الطاقة. وتميز العام الماضي بطرح زيت لوسيور للقلي وصابون طاووس للجمال، إلى جانب تطور واردات الكسب بارتباط مع رفع الحواجز الجمركية المفروضة سابقا على كسب الصوجا وما تلاه من أثر سلبي على مستوى هوامش السحق، وكذا انطلاق خط جديد للتصفية، وتفويت إجمالي رأسمال الفرع «سي إم بي بلاستيك. وتراقب شركة «لوسيور»، حصة 60 في المائة من سوق زيوت الطعام بالمغرب، وبعد مفاوضات سرية استمرت لأزيد من تسعة أشهر، استطاعت المجموعة الفرنسية «سوفيبروتيول» فرع الزيوت والبروتينات النباتية، كسب صفقة الاستحواذ على حصة الشركة الوطنية للاستثمار في رأسمال «لوسيور كريستال» والتي تبلغ 75,84 في المائة. وأعلن المدير التنفيذي للمجموعة الفرنسية، فيليب تيلواس أنها تسعى إلى تعزيز وجودها بالمغرب، عبر استحواذها على «لوسيور كريستال»، مضيفا أن الصفقة قد توقع في يوليوز المقبل دون ذكر تفاصيل أخرى تتعلق بقيمة الصفقة أو التفاصيل المالية والإدارية.