من المعروف أن سن المراهقة هو سن ظهور العناد والتمرد واثارة المشاكل؛ فهناك عالم جديد يطل عليه الشباب والبنات بفترة المراهقة، يمثل لهم عبئا لا يستطيعون تحمله في بعض الأحيان. الضغوط الكثيرة التي يشعر بها المراهقون في هذه الفترة الحرجة من شأنها أن تجعل هذه الفترة من أصعب الفترات، ونظرا لاختلاف ردود افعال المراهقين اتجاه هذه الضغوط، فهناك من يستطيع تجاوز فترة المراهقة، وهناك من يشعر بالاكتئاب وعدم القدرة على التكيف مع المواقف والخبرات الجديدة.. فماهي علامات هذه الحالة، وكيف نواجهها؟ الشعور بالغضب معظم الوقت: سرعة الغضب والشعور بطوفان من المشاعر السلبية لأتفه الأسباب قد يكون مؤشرا على ان الفتاة او الشاب بفترة المراهقة يحاولون التنفيس عن غضبهم بصورة او بأخرى، وهذا علامة على بوادر الشعور بالاكتئاب. الشعور بأن الحياة لا قيمة لها شعور الشاب او الفتاة المراهقة بأن الحياة عديمة الفائدة، وان هناك الكثير من الأشياء لن يستطيع تحقيقها تعتبر من أكثر العلامات الدالة على اكتئاب سن المراهقة. الشعور بالحزن دون سبب يذكر: فوران المشاعر السلبية وتملك الحزن من الشاب او الفتاة المراهقة دون سبب يذكر، او بسبب اسباب بسيطة، مع الرغبة في البكاء باستمرار، والنظر للحياة نظرة سلبية. تغيير جذري في نمط النوم: علامة اخرى من علامات اكتئاب سن المراهقة هو التغيير في عادات النوم، فإما الأفراط في النوم، او عدم النوم والشعور بالأرق والاجهاد دون سبب. تغيرات في الشهية: هناك نوعان من التغيرات قد تحدث وتكون علامة من العلامات الدالة، فإما تناول الطعام بشكل مفرط، او التوقف عن تناول الطعام تماما. الاهمال والانسحاب: انسحاب المراهق او المراهقة من الانشطة المفضلة، وعدم الاهتمام بأولوياته السابقة مؤشر هام على الاصابة باكتئاب سن المراهقة. تفضيل الوحدة والانطواء: الانسحاب من المجتمع، سواء المدرسة، او المنزل، او الرفاق، فهناك حالة عامة من الشعور بالاضطراب الداخلي تدفع صاحبها الى الرغبة في الانعزال والبعد عن اي تجمعات او اتخاذ اي قرارات. العداء اتجاه الوالدين: الشعور بالعداء اتجاه الوالدين دون سبب مقنع امر قد يعاني منه بعض الشباب والبنات بفترة المراهقة، وتعتبر دليلا قاطعا على اكتئاب سن المراهقة، لا بد من التعامل معه بذكاء ودون تعسف أو رفض من قبل الأب او الأم. دور الأب والأم يؤثر الاكتئاب في سن المراهقة على كل جانب من جوانب حياة طفلك تقريبا. فاحرص على فهم ما يمكنك القيام به للمساعدة على منع الاكتئاب في سن المراهقة، بما في ذلك العلاج النفسي المحتمل. من المهم أن يعرف الوالدان أن المراهقين المكتئبين يستصعبون التعبير عن مشاعرهم. وهم لا يفهمون ما يحصل معهم حتى إنهم قد لا يعرفون ما أعراض الكآبة. تختلف عوارض الكآبة عند المراهقين عن تلك التي للراشدين. لذا ابقيا منتبهين الى اي تغييرات بارزة في سلوك ولدكما، عادات اكله ونومه، مزاجه، وحياته الاجتماعية، خصوصا إذا استمر التغيير لعدة اسابيع. لا تستخفا أبدا بأي تلميحات أو تعليقات عن الانتحار، حتى وإن كانت ساخرة. ساعدا ولدكما أن يلتزم بعلاج طبيبه. وراجعا الطبيب إذا لم تريا اي تحسن أو لاحظتما تأثيرات جانبية. حافظا على روتين ثابت في العائلة للنوم وتناول الطعام وممارسة الرياضة. تواصلا جيدا مع ولدكما المراهق وساعداه أن يتخطى الإحراج والمشاكل المرتبطة بوضعه. فقد يشعر ولدكما أنه وحيد او ضعيف أو بلا قيمة. لذا عبرا له دائما عن حبكما. شجعا طفلكما على قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والانخراط في الأنشطة اللاروتينية. إذ يمكن لخبرات الأقران وتجاربهم الإيجابية والصداقات القوية أن تساعد على منع الاكتئاب. كما يمكن لممارسة الرياضات الجماعية أو المشاركة في أنشطة منظمة أخرى أن تساعد أيضا؛ من خلال تعزيز ثقة الطفل بنفسه وزيادة شبكة الدعم الاجتماعي الخاصة به. راقبا استخدام الوسائط. وكونا حذرين من الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تتميز بالشخصيات والمواقف المثالية. فإذا كان طفلك يقيس نفسه بشكل روتيني مقابل نموذج مثالي مستحيل، فقد تكون النتيجة شعوره بخيبة الأمل أو الاكتئاب. وقد يؤدي التعرض المتكرر لمحتوى سلبي أو عنيف أيضا إلى تفاقم مشاعر الاكتئاب، ربما من خلال تعزيز وجهة نظر سلبية أو نظرة تتسم بالخوف من العالم. على الجانب الآخر، تشير بعض الأبحاث إلى أن القراءة في مرحلة المراهقة قد يكون لها التأثير المعاكس؛ وربما تقدم تخفيفًا ضد الاكتئاب. تعزيز النوم الجيد. يمكن للنوم الجيد أثناء الليل أن يساعد الطفل والمراهق على الشعور بالصحة، سواء جسديا وعاطفيا. وقد أفادت دراسة حديثة أن المراهقين الذين يجبرهم آباؤهم على النوم في الساعة 10 مساءً أو قبل ذلك كانوا أقل عرضة بكثير للإصابة بالاكتئاب مقارنة بالمراهقين الذين ذهبوا إلى الفراش في منتصف الليل أو بعد ذلك. النظر في العلاج النفسي. إذا شككتما أن ولدكما يعاني من الكآبة، وليس مجرد فترة حزن قصيرة، فاستشيرا طبيبا مختصا. يمكن لبرامج الوقاية من الاكتئاب المعتمدة على الأسرة؛ في كثير من الأحيان باستخدام نوع من العلاج النفسي المعروف باسم العلاج السلوكي الإدراكي؛ أن تكون مفيدة، خاصة عندما يكون هناك تاريخ عائلي من الإصابة بالاكتئاب.