حذر مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، من أن درجات الحرارة العالمية قد تصل إلى 1.5 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل الصناعة خلال الخمسة أعوام المقبلة، وهذا أعلى من الحد الذي وضعته اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ. وتلزم هذه الاتفاقية الدول بضرورة الحفاظ على درجات الحرارة إلى أقل بكثير من 2 درجة مئوية، أعلى من مستويات ما قبل الصناعة والحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية. وإذا كانت توقعات مكتب الأرصاد الجوية حقيقية، فإنها من الممكن أن تسبب فوضى مناخية على وجه كوكب الأرض. ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن الوقود الأحفوري إلى ظهور أنماط مناخية حادة، ونتيجة لذلك، ستصبح الأعاصير والجفاف أكثر شيوعاً. ومن المحتمل أن يصبح متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم أكثر من درجة مئوية أعلى مما شهدناها في عصر ما قبل الصناعة، والتي تم قياسها في ما بين عام 1850 وعام 1900، والتي يمكن أن تصل إلى 1.5 درجة مئوية أعلى خلال الفترة الممتدة من عام 2018 وحتى عام 2022. وقال مكتب الأرصاد الجوية إن هناك فرصة ضئيلة بنسبة 10 % بأنه هناك احتمال أن تشهد إحدى السنوات الخمس المقبلة درجات حرارة عالمية تصل إلى أكثر من 1.5 درجة مئوية أعلى من مستويات القرن ال19. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسليط الضوء على تلك التوقعات من قبل مكتب الأرصاد الجوية منذ عقد من الزمان، والتي يتم تحديثها كل عام. من الممكن أن تحدث تلك الزيادات إذا كان هناك نمط مناخي قوي وطبيعي لظاهرة النينو في المحيط الهادئ، والتي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، والتي يمكن أن تنضم إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها النشاط البشري مثل حرق الوقود الأحفوري. وهذا العام ليس من المتوقع أن نشهد درجات حرارة تتجاوز 1.5 درجة مئوية أكثر من مستويات ما قبل الصناعة. وقال علماء في دراسة نشرت الاثنين الماضي إن العالم مهدد بدخول حالة "الدفيئة" أو (البيت الزجاجي) حين سيكون متوسط درجات الحرارة أعلى بمقدار أربع إلى خمس درجات مئوية حتى إذا تم الوفاء بأهداف تقليص الانبعاثات بموجب اتفاق عالمي بشأن المناخ. يأتي التقرير وسط موجة حر شهدت ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى من 40 درجة مئوية في أوروبا هذا الصيف، ما تسبب في جفاف وحرائق غابات، بما في ذلك حرائق في اليونان في تموز/يوليو الماضي أودت بحياة 91 شخصا. ووافقت نحو 200 دولة في عام 2015 على وضع حد للارتفاع في درجات الحرارة لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية وهو حد يعتقد أنه نقطة فاصلة بالنسبة للمناخ. لكن البحث قال إن من غير الواضح ما إذا كان من الممكن للمناخ العالمي أن "يستقر" بشكل آمن قرب مستوى يزيد درجتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية أو ما إذا كان هذا قد يطلق عمليات أخرى قد تؤدي إلى مزيد من الارتفاع في درجة حرارة الكوكب حتى لو توقف العالم عن إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ويزيد متوسط درجات الحرارة في الوقت الحالي بمقدار درجة مئوية عن مستواه في فترة ما قبل الثورة الصناعية ويرتفع بمقدار 0.17 درجة كل عشر سنوات. وقال العلماء إن من المرجح أن يحدث تغير مفاجئ إذا تم اجتياز الحد الحرج. وأشارت الدراسة إلى إن تعظيم فرص تجنب الدخول في حالة "الدفيئة" هذه يقتضي ما هو أكثر من مجرد تقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وهناك حاجة على سبيل المثال لتحسين إدارة الغابات والإدارة الزراعية وإدارة التربة والحفاظ على التنوع الحيوي والتقنيات التي تزيل غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه تحت الأرض. وأفاد بعض الخبراء في تعليقهم على البحث بأن ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل خارج السيطرة لا يزال غير مؤكد ولكنه ليس مستبعدا.