ينكب باحثون وخبراء مغاربة وأجانب بالرباط، على دراسة التحديات التي يتعين على اللغات الإفريقية إنجاحها في عصر العولمة، وذلك في إطار الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي للسانيات الإفريقية. ويهدف المؤتمر، الذي تنظمه جامعة محمد الخامس بالرباط ومختبر البحث ثقافة لغة تربية هجرة ومجتمع، بحث مختلف الظواهر اللغوية والثقافية والعوامل المؤثرة في اللغات الإفريقية، في ظل التغيرات العالمية، مع التركيز بشكل خاص على اللغات المهددة بالانقراض. وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، المنعقد تحت شعار "اللغات الإفريقية في عصر العولمة من الوصف إلى سياسات الدولة"، أبرز مدير التعاون والشراكة بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أنس بناني، الطابع الخاص للغة باعتبارها أداة أساسية للتعبير وعنصرا مشكلا لهوية الفرد. وذكر بناني، في هذا الإطار، بالتنوع اللساني الذي تعرفه القارة الإفريقية، حيث تتحدث شرائح واسعة من الساكنة بلغتين محليتين على الأقل، فضلا عن لغة أجنبية، مضيفا أن اللغة تعد أداة للتماسك الاجتماعي. من جهته، دعا رئيس جامعة محمد الخامس بالنيابة، عبد الحنين بلحاج، إلى توثيق اللغات الإفريقية التي يهددها خطر الانقراض، وذلك على شكل معاجم أو وثائق مكتوبة للحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال القادمة. وبعدما أشار إلى أن جامعة محمد الخامس تولي اهتماما كبيرا باللغات الإفريقية، تطرق بلحاج إلى أهمية المؤتمر الذي يشكل فرصة بالنسبة للباحثين الراغبين في تثمين الإرث اللساني الإفريقي، من خلال تبادل وجهات النظر. من جانبه، سجل عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس جمال الدين الهاني، أن الحقل اللساني بالقارة الإفريقية يتسم بتعدديته وطابعه الهوياتي، موضحا أن الخريطة اللسانية في إفريقيا التي تشمل أزيد من ألفي لغة، تتطلب عناية خاصة للحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال المستقبلية. وأوضح الهاني أن المغرب حرص، في هذا الإطار، على الحفاظ على هويته وتعدديته الثقافية، من خلال إحداث معاهد للسانيات تمكن المملكة من الانفتاح بشكل أكبر على محيطها الجغرافي وصقل هوية وطنية غنية بتنوع روافدها الثقافية. بدوره، استعرض رئيس المؤتمر الدولي للسانيات الإفريقية، فيليكس أميكا، التنوع اللساني باعتباره أساسا للمجتمعات الإنسانية، مشيرا إلى أهمية سياسات الدول في تطوير اللغات، خاصة في القارة الإفريقية. وتتمحور أشغال هذا المؤتمر حول عدد من المواضيع، تهم "اللغات الإفريقية في التشريعات والسياسات"، و"اللسانيات الإفريقية" و"تلاقح اللغات والتنوع"، و"الدراسات الأمازيغية"، و"اللغة والتنمية"، "اللغات الإفريقية والتكنولوجيا"، "اللغات الإفريقية والتعليم"، و"اللغات الإفريقية والترجمة"، و"حضور اللغة العربية في إفريقيا". وتعرف الدورة حضور حوالي 400 مشارك ينتمون لمجالات الثقافة والسياسة والبحث العلمي، وتقديم حوالي 300 مقال علمي.