قال عالم اللسانيات عبد القادر الفاسي الفهري إن التعددية والوحدة وجهان متلازمان للمغرب الثقافي واللساني٬ وأنهما مكنا البلد من الحفاظ على شخصيته الثقافية والحضارية٬ والاغتناء بمختلف مكوناته. وقد جاء حديث الفاسي خلال ندوة تكريمية احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. وأضاف أن من حسن حظ المغرب أن السياسات اللغوية لم تتخذ في تاريخه طابعا قسريا٬ بل انتشرت العربية بشكل رضائي في إطار الثلاثية التي اعتنقها المغاربة: العروبة والإسلام والأمازيغية٬ الأمر الذي تطور إلى مرحلة تعاقدية جديدة قوامها الوعي بالطابع المغني للتعددية الثقافية واللغوية. وأضاف رئيس جمعية اللسانيات بالمغرب أن اللغة «أداة إنتاج وتبادل» إلى جانب دورها كقاعدة ثقافية وطنية في وجه العولمة اللغوية المتوحشة. وأشار الفاسي الفهري أن المغرب راكم خبرة واسعة وبنية مؤسساتية قوية في الحقل اللغوي٬ إلا أن الحاجة تظل قائمة لتنشيط المؤسسات العاملة في هذا المجال والنهوض بالجودة والنجاعة والعدالة اللغوية٬ معربا عن أسفه لكون النقائص التي شابت السياسات اللغوية في المغرب أضرت بوضع اللغة العربية. وخلص الباحث المحتفى به إلى أن أفضل وسيلة للاعتراف بالعطاء العلمي هي ضمان استمرارية المشاريع والبرامج البحثية خدمة للوجه الثقافي والحضاري للبلاد.