-1- كوني كما شئتِ لظىً يمطر جمراً في صحارى الروحِ أو كوني قذىً كوني رمادا في العيونْ فأنا صنعتكِ من رؤايَ الحالماتْ.. حين ابتدى «بِجمالِيونْ» ونحتُّ في صخرِ انتظاري وطفقتُ أنثرُ ما يجودُ الزاهدونْ: زهرَ الخزامى في طلى الأشعارِ! ورسمتُ وجهكِ باسماً بضفيرتينِ وزورقا تمضين في حلمي، بلا استئذان، سابحةً به حتى اكتملتِ تألُّقا ونهارُ حسنكِ أشرقا من وهجِ بركانِ اصطباري فسعُدتُ فيه ولم أكن برِماً بناري أفَكانَ أوّلَ نطقكِ الموعودِ تسفيهكِ عاري -أنْ قدْ عشقتُكِ في جنونْ- وكما اكتوى «بِجمالِيونْ» -2- كوني كما شئتِ وشاء لكِ الهوى.. إني صبرتُ تلذّذاً ما ملّ من صبري الجوى.. ولقد رضيتُ بما ارتويتُ من النوى.. لا ما ارتضاهُ العاشقونْ وكما ارتوى «بِجمالِيونْ»! -3- ولتهنأي إني وقد أزفَ المغيبْ بحكايتي الثكلى فقد أخرستُ شدوَ العندليبْ جذلانَ في صدري يشاركُ كان زقزقةَ العصافير وأنغامَ المطرْ فليهذِ بعد الآن بوْحاً من نحيب -4- كوني كما شئتِ وليس كما أردتُّكِ أن تكوني فأنا صنعتكِ من رؤايَ الحالماتِ ومن شجوني وودتُ لو أني شفيتُ الآن من هذا الهوى المنحور في صدريَ أو أني هربتُ من الجنونْ حيث انتهى «بِجمالِيون».