هؤلاء العباقرة الذين ننظر لهم من بعيد كأنهم كائنات خارقة، وهبت قوة غير عادية تجعلهم يشقون طريقهم للنجاح والإبداع بكل سلاسة، تحوطهم نظرات التقدير من الجميع ولا يعرفون الإحباط أو الفشل. عندما تبحث في سير ذاتية للعظماء والمبدعين، ستجد أنها مليئة بالتحديات، لم يولد أحدهم وهو يحمل جينات في رأسه تختلف عن باقي البشر.. كانت ميزتهم فقط الفضول والمثابرة.. منهم ظل يبحث ويجرب، ومنهم من كانت إعاقة مثل العمى والصمم دافعًا له نحو تحقيق المستحيل... لكل منهم قصة وحكاية، تعالوا بنا نتعرف عليها ونستلهم منها. المهاتما غاندي… العصيان المدني السلمي فلاديمير لينين مؤسس المذهب اللينيني المهاتما غاندي هو زعيم روحي هنديّ وُلد عام 1869م، وتوفي عام 1948م، كان زعيماً لمقاومة الاستبداد والعنصريّة من خلال العصيان المدني السلمي، وتسمى منظمته بالساتياغراها والتي ساعدت على استقلال الهند، وقد كانت إلهاماً للكثير من الحركات بالمُضيّ نحو الحصول على الاستقلال والحرية، والمهاتما غاندي يعرفه الجميع في مختلف أنحاء العالم؛ وكلمة المهاتما تعني الروح العظيمة تشريفاً له على ما قام به ضدّ العنف، وتمّ تشريفه أيضاً بلقب أبي الأمة في الهند، يحتفل الهند بيوم ميلاده حيثُ يُعتبر يوماً وطنياً وعطلةً رسميّة. حياة غاندي ودراسته وُلد في بوريندر في ولاية غوجارات الهنديّة في عائلة محافظة، ولها تاريخ طويل في العمل السياسيّ، قضى طفولته بشكل عادي وتزوج وهو في سنّ الثالثة عشر بحسب التقاليد الهنديّة، سافر إلى لندن ودرس القانون فيها، وفي الفترة التي قضاها في جنوب أفريقيا كان مُجبراً على مواجهة العُنصريّة فيها، وقد واجه هناك الكثير من المصاعب والمتاعب الكثيرة ومنها وفاة والدته، واكتشافه أنَّ المحاماة والقانون ليستا الطريق المضمون للنجاح والعمل، وكان لسفره والعمل في جنوب أفريقيا بدايةً لمرحلة كفاحه السلميّ في مواجهة التفرقة العنصريّة. إنجازات غاندي مُساعدة الجاليّة الهنديّة الموجودة في دول العالم في ذلك الوقت على تخلّصها من خوف الاستبداد والعنصريّة. محاولاته في إلغاء عقود الزواج التي لا تسمح بالزواج إلاّ من المسيحيّة. إجبار الحكومة البريطانيّة عن تحديد الهجرة الهندية إلى جنوب أفريقيا. محاربة القانون الذي يحرم الهنود من حق التصويت في الانتخابات. تأسيس حزب المؤتمر الهندي ناتال من أجل المحافظة على حقوق العمال. إلغاء وتغيير المرسوم الآسيوي الذي يجبر الهنود بتسجيل أنفسهم في السجلات الخاصّة. مبادئ غاندي الصواب: تعلّم من أخطائه وعمل للوصول إلى الصواب من خلال التجارب التي مرَّ بها، وقد ألفَّ كتاباً تحدث فيه عن سيرته الذاتية ومسيرته السياسيّة، مُعلناً أنّ المعركة الأولى والتي يجب على الإنسان الناجح أن يخوضها هي هزيمة شياطينه، ومخاوفه. الدفاع السلبي: اعتمد غاندي كثيراً على الفكر الدينيّ للهنود القدماء، الذي استطاع الاستفادة منه في تطبيق مفاهيم اللاعنف، واكتسب مبدأ أنّ القوة النابعة من الحبّ تكون مؤثرة أكثر من الخوف الناتج عن العقاب، فمستوى اللاعنف إذا طُبّق في الدولة سيرتفع بشكل طبيعيّ، وسيُحترم بشكل عالمي. النباتية: كانت النباتية في الهند من المبادئ الأساسيّة للمعتقدات الهندوسيّة، فقد كانت عائلة غاندي نباتية مثل الغالبية الهندوسية التي كانت تعيش في ولاية غوجارات الموُلود فيها. وفاة غاندي كانت آراء غاندي السياسيّة حول احترام الأقلية المسلمة، لم تُعجب الكثير من الهندوس، فقد اعتبروها خيانة عُظمى لهم، فقرروا التخلص منه وكان ذلك باغتياله عن طريق إطلاق ثلاث رصاصات عليه من قبل هندوسي يُسمّى ناتروم جوتسى، وقد فارق الحياة على إثر هذا الحادث في عام 1948م.